تتويج فيلم عربي ضمن فعاليات مهرجان دولي للفيلم الافريقي بكاليفورنيا، صنف الفيلم الروائي، يعيد السؤال حول طبيعة المهرجانات وقدرتها على مزيد من تسويق السينماءات الوطنية للدول الافريقية والعربية، وكيف يمكن أن يشكل التتويج في مهرجان سينمائي دولي في ترويج الفيلم الى جمهور آخر وقدرته على استغلال هذا الاعتراف كي يتمكن من تسويق إبداعه خارج الحدود، هنا تقرير يقربنا من الفيلم المتوج ولحظات العرض.

بيل أو فاص أحسن فيلم روائي بمهرجان دولي بكاليفورنيا

 

توّج مؤخرا فيلم "بيل أو فاص" للمخرج حميد زيان، سيناريو محمد الحر، وإنتاج عبد القادر بوزيد، بجائزة أحسن فيلم روائي، خلال مهرجان سيليكون فالي الدولي للفيلم الإفريقي، بولاية كاليفورنيا الأمريكية، من بين 90 فيلما تمثل 32 دولة.

وأكد حميد زيان في تصريح صحافي أن المهرجان، الذي توصل بنحو 2300 مشروعا سينمائيا للمشاركة، توزعت بين الطويل والقصير والوثائقي والمتحرك، اختار" بيل أو فاص"، ليكون وحده في الافتتاح دون أن يعرض أي فيلم في القاعات الثلاث التي يخصصها المهرجان لعرض الأفلام، موضحا تفاجئه بالجمهور الأمريكي الذي حضر بكثافة لمشاهدة الفيلم، حيث كانت القاعة مملوءة عن أخرها، وكأنك في المغرب.

وأضاف زيان ان متابعة الجمهور الشغوف، الذي تفاعل بشكل كبير مع أحداث الفيلم، بإحساس عميق، وتتبع لأحداث القصة، ذكره بالعرض ما قبل الأول ل"بيل او فاص" بقاعة الفن السابع بالرباط، مؤكدا ان أصداء الفيلم كانت كبيرة وايجابية في مدينة تعد رائدة عالميا في المجال السينمائي والتكنولوجي، وتضم كبريات الشركات المتخصصة في الصناعة المعلوماتية والتكنولوجية كالفيس بوك واليوتوب وغوغل وغيرها.

وعزا زيان، الذي حضر المهرجان رفقة عبد الحق بوزيد، فوز فيلمه إلى أهمية الموضوع، والمفهوم دون تعقيدات او رموز، فضلا عن كونه متأثرا بالسينما الأمريكية فيما يخص بقيمة الزوايا والإطارات والرؤيا السينمائية، وهو ما حذا بإدارة المهرجان إلى تخصيص صفحة كاملة للحديث عن الفيلم ضمن نشرة التظاهرة.

كما اعرب عن سعادته الغامرة بتتويجه في هذا المهرجان الذي تشرف عليه اطر سينمائية أمريكية من جذور افريقية، وبردود الفعل الإيجابية من قبل الجمهور، معبرا عن أسفه لعدم حصول ذل كفي بلده، حيث تم حرمان الفيلم من المشاركة في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة العام الماضي، وفي مهرجانات عدة، دون معرفة السبب.

ولفت الى ان مدير المهرجان أكد في كلمة له خلال الاختتام ان الهدف من وراء هذه التظاهرة، هو إعطاء صورة جميلة عن إفريقيا، ومنحها قيمة إضافية، لتسويقها في أمريكيا، غير تلك الصورة النمطية المعروفة عنها من حروب، وصراعات ومجاعات وأوبئة، وادغال وحيوانات، بل افريقيا المتحضرة، وتعالج سينماها قضايا اجتماعية تحاكي القضايا الأمريكية والكونية، وتقترب الى اسلوب الحياة الأمريكية، وفيها أيضا مبدعون سينمائيون قادرون على صناعة أفلام في مستوى عالي ان توفرت لديها الإمكانيات.

وجسد ادوار الفيلم نخبة من النجوم، كمحمد خيي، وثريا العلوي، وخلود بطيوي، وسكينة درابيل، وعبد القادر بوزيد، في قصة اجتماعية درامية تهم الزواج، وما يدور في فلكه من خيانات ومشاكل واحلام، مليئة بالتشويق برؤية إخراجية مشوقة، تختزل معاني الصراع والسلام، والانتقام والهجر والتحدي.

يشار الى ان هذا المهرجان، الذي اقيم من رابع الى سابع اكتوبر الجاري، يعمل على تشجيع السينما الأفريقية، من خلال عرض تجاربها وأعمالها الجديدة، وهو المهرجان السينمائي الوحيد في كاليفورنيا الذي يركز بشكل حصري على الأفلام المنتجة عام 2018.