نص قصير للشاعر العراقي يشكل فيه صوت لاجئ أمسى صوته فريدا يكتب عزلته وتشظيه المضاعف، بين أزمنة أمست أكثر وحشية، لا تعطي أي قيمة لكينونة الإنسان. ولا يسعف درس التاريخ إلا في فهم هذه الهزة التي أعادت تذكيرنا بالمآل التراجيدي للإنسان العربي اليوم.

اللاجئُ يفشَلُ في درسِ التاريخِ

عبد الله سرمد الجميل

 

(بابا بابا)

نادى ولدي،

لم أنجحْ في درسِ التاريخْ،

سألَتْني مُرشدةُ الصفِّ عن العصرِ الحجريِّ،

فقلْتُ مثالاً:

حلبٌ والموصلُ أو صنعاءْ،

ضحِكَتْ، ضحِكَ الزملاءْ،

سألُوا: ما هذي الأسماءْ؟

قلْتُ لهم: مدنٌ عربيّةْ،

كنّا فيها نأكلُ حجراً،

نشربُ حجراً،

نُولَدُ من حجرٍ،

وننامُ على حجرٍ،

ونموتُ على حجرٍ،

ما فهِموا،

صاحوا: هذا محضُ هراءْ،

وتفرّقَ شملُهُمُ بعدَ الجرْسِ،

بَقِيْتُ وحيداً أذرِفُ دمعاً حجريّا..