يكتب الشاعر العراقي عن الاغتراب في عالم أمسى اليوم أكثر سوداوية، عالم من الخيبات والانكسارات، حيث صوت الشاعر مفردا معزولا يرقب هذا الانهيار الكبير، عالم تتشابه أيامه كما تتشابه انكساراته، الى حد أمسى فيه الإنسان معزولا يحصي اغترابه وعزلته.

الأيام والجغرافية

ناجح فليح الهيتي

 

أيامنا سوداء حزينة

غابا منها الشمس والقمر

منعوهما من الظهور

غيرت لونها السماء

لم تتكون فيها غيوم

ولم يسقط منها المطر

سجنوا الجغرافية

في بئر أفاعي محلية وأجنبية

امتصت دماءها

حولتها جسداً مشلولاً

لا يستطيع الحركة

لم يعد الفرات ماءً فراتا

ولم تعد دجلة يا دجلة الخير

وضاع شط العرب

والطريق الى الخليج

وغرقت بوبيان

في أمواج الصمت والنسيان

مدن رحلت عن أماكنها

ومدن أخرى تغيرت معالمها

أبواب ونوافذ بيوتها مفتوحة

لم يدخل منها نور ولا ضياء

دخل منها الموت والشقاء

وأنت لا زلت غريباً تترقب

لم يبق لك سوى الذكريات

تَعُدْ الليالي والليالي تَعُدَك

وعمرك يمضي والليالي تزيد

تسأل :

ألم يكفِ ما أصابنا؟

فتسمع صوتاً يجيب بألم

وحشرجة أقرب للبكاء

لم تعرف أنه صوتك

هناك المزيد...

تقسيم الأراضي

وتوزيع الثروات ...

لكتك ستبقى ضائعاً مشرداً

لا تعرف أين تكون

لأن مَهْدَكَ ضاع

وضاع ما تتمنى وما تريد..