يستعيد الشاعر الفلسطيني شخصية الثائر الاسكتنلدي الشهير، والتي تحولت الى فيلم سينمائي أعاد خلالها الانتصار لقيم التمرد ولغة الخلاص، واختار الشاعر الحرية، الكوة الوحيدة التي تلتصق بكينونة الإنسان وإرادته.

قصيدة إلى ويليام والاس

نمر سعدي


عالياً عالياً مثلَ نَسرٍ يطلُّ على ما وراءِ القممْ

تحدَّ الألمْ


وكن ذاتَ ذاتكَ، كن أنتَ أنتَ، ولا يتغيَّرُ فيكَ مصبُّ الينابيعِ، تلكَ التي في أقاصي الضلوعِ، وكن واحداً في دبيبِ الجميعِ لما يعشقونَ، نبيَّاً لنصفِ الزمانِ الفقيرِ، بلا حبقٍ كيْ يُغلِّفَ إنجيلَهُ ....

وسراجاً على ليلِ أعداءِ روحكَ ليسَ يضيءُ سوى قلبِ شيطانهم بدموعٍ ودمْ


عالياً، لا تطأطئْ لهم كبرياءكَ، لا تحنِ قلبكَ يا سيَّدي – حذوةٌ لحصانكَ أشرفُ من دُرِّ تيجانهمْ – وارتفع في مدارِ بهائكَ حتى ولو علَّقوكَ كأضلاعِ صاريةٍ في الجحيمِ مُكسرَّةٍ، كهلالٍ يموتُ على مهلهِ دونما سببٍ، كنهارٍ قتيلِ الخطى، كأصابعَ عثمانَ، قمصانَ يوسفَ في ليلِ يعقوبَ، عطرُ زهورِ الأناجيلِ، أنثى تشمسُّ زينتها في الهواءِ القليلِ، دمائي مُضيَّعةً في الفصولِ وحافيةً مثلَ أقدامِ نيلوفرٍ....

قلبُ لؤلؤةٍ حيَّةٍ أنت في نارهم، خفقانٌ لعنقاءَ لا تترمدُّ أوصالها، شارةٌ رفعوها على بابِ مملكةِ الجنِّ – لندنَ – لا تترَّجلْ، فما زالَ ممَّنْ تحبُّ دمٌ فوقَ جمر السيوفِ لعينيكَ يصهلُ، لا تترَّجلْ وقاتلْ إلى أن تفيقَ الجماداتُ من نومها / موتها / عشقها / سُكرِ برزخها .......


لا تقايضْ بروحكَ لا ترمِ سيفكَ، قاتلْ لتُمحى الفواصلُ، قاتلْ، ولا تتذَّكرْ سوى لونِ عينينِ تنعتقانِ وتفتتحانِ السواحلَ، قاتلْ، لكي لا تموتَ الجداولُ في جسدِ الأرضِ أو تختفي من عروقكَ أو تتحولَّ لا شيءَ لا شيءَ، أمنيَّةً صدأتْ في الرمادِ وأغنيَّةً لا تُفسرُّ إلاَّ بمعنى الغيابِ .........

فأنتَ امتدادُ السماءِ التي أغلقوها، امتدادُ السماءِ، امتدادُ السماءِ، وصوتُ البحارِ الغريبةِ، أيقونةُ العنفوانِ، إنفلاتُ المراحلِ والإحتمالاتِ من جاذبيَّتها، أنت سرُّ الطبيعةِ، سحرُ خميرتها، طهرها المتوارثُ في كلِّ رابيةٍ، قلبها وارثُ الإنعتاقِ النبيلِ، هوى يتناسلُ منها، إنتحابُ البحيراتِ فيها، وما تحملُ الأبديَّةُ من ألقٍ

.......
أنت في حِلِّ عشقٍ غريبٍ لحرِّيةٍ لا تُنلْ تحتَ شمسِ الحياةِ إلى أن تجفَّ بحارُ الدموعِ إلى أن تشفَّ وصايا الدماءْ


في قتالكَ، مثلُ جمالكَ يا سيَّدي، وحمٌ للنساءْ

إلى لا ابتداءٍ، إلى لا انتهاءْ


لا حياةَ مع الظلمِ، يا من صنعتَ بموتكَ حرَّاً نقيَّ السريرةِ من لوثةِ الصمتِ أبهى وأزهى حياة
يورِّخُ رأسُكَ في كُلِّ تاريخِ إنجلترا لاندحار الطغاة .