وجع العراقي لا ينتهي، في استعادة ملامح الوطن وذاكرته والخروج الى بر الأمان، لعلها إحدى مداخل هذه الرؤية السوداوية التي تلف نص الشاعر العراقي وهو يعيد تشكيل بعض من حيوات مرت وأخرى لعلها تعيد للأمل كوة تفتحه كي يستعيد الوطن ملامحه ويعود لمجده، ويستطيع الإنسان أن يمشي على تربته.

من أيام مدينة فراتية

ناجح فليح الهيتي

 

(1)

 

الظلام يجتاح الشوارع والبيوت

وقت الضحى

دخان أسود

امرأة حبلى تزني في الليل

تلبس ثوباً أبيض

تلقي مواعظها نهاراً

تنفث دخاناً أسود

مصدقة على فجورها

تقتل من لا يسمعها

تذبح من لا يتبعها

في أحشائها نغل يولد ...(1)

 

  1.  
  • عيونها اّلهة... (2)

من قبل تموز وعشتروت

في سالف الزمان

مَرَّ بها الخليل والإمام

صليا بها

تهجدا

كل دعا لأهلها بالحب والأمان

 

(3)

عشيقتي عروسة منسية

تعايشت في رحمها الاديان

النواسي مازح من أهلها( ذا أدب)

قبل ان يَشربَ أو ينام

عذراء لم يزرها طاغية

ولم يدنس أرضها هدام

 

(4)

وريدتي شذية بيضاء

تنبت فوق النهر في حياء

منارة تعانق السماء

تسير في دروبها الاحزان والنساء

بيوتها مساكن الاخاء

تَضُم كل خائف في حضنها

تَرضَعُه من ثديها

نعطره من عطرها

تهزه في مهدها

تَهدي له أغنية من لحنها,,,(3)

تحكي حكايا كان يا ما كان

كرامة الإنسان

 

(5)

من ذا الذي يغرف حفنة ماء من فراتها

يحمله في جرة من طينها

يطفئ نار الحقد في أوكارها

يغسل به أحزانها

يعيد لها صفاءها في سالف الأيام

من ذا الذي يعيد لها بسمتها

فرحتها

بريق عينيها الذي عرفته

دهراً من الأعوام

من ذا الذي يعيد لي حريتي

كرامتي

وينشر السلام ويهزم الظلام

 

15\5\2003

 

الهوامش

(!)عيون القير الذي يخرج مع الماء والغاز حين تشعل تكون لهيباً فوق الماء

(2) النغل: الطفل الذي يولد من الفعل الحرام

(3) تهدي :تغني الأم لحنا لطلقها يتناغم مع حركة اهتزاز المهد لينام