توجت "الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية"، التي ينظمها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة، الفائزين في ختام الدورة السابعة من "المؤتمر السنوي للعلوم الاجتماعية والإنسانية" الذي انعقد شهر مارس الماضي في العاصمة القطرية، وقد توج الباحث المغربي المرموق في علم النفس، ولبحثه الذي قارب وضعية المنهج التجريبي بين العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية.

بنعيسى زغبوش يتوّج بالجائزة العربية

للعلوم الاجتماعية والإنسانية بقطر

سامي دقاقي

 

نال الأستاذ والباحث المغربي في علم النفس المعرفي الدكتور بنعيسى زغبوش يوم الاثنين 25 مارس 2019 بدولة قطر الجائزة الثانية خلال إعلان أسماء الفائزين ب"الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية" التي نظمها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، وأعلن نتائجها في ختام الدورة السابعة من "المؤتمر السنوي للعلوم الاجتماعية والإنسانية" الذي عقده على مدى ثلاثة أيام (25 و26 و27 مارس) في الدوحة.

والجائزة التي حصل عليها الدكتور بنعيسى زغبوش بعدما حُجِبت الجائزة الأولى (مثل دورات سابقة)، تسلمها بعد أن أُعلِن عن الفائزين الثمانية بحضور كلّ من المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، المفكّر العربي عزمي بشارة، ووزير التعليم والتعليم العالي القطري محمد عبد الواحد الحمادي، بحضور أعضاء لجنة الجائزة، وهي في فرع "الأبحاث غير المنشورة"، عن بحث بعنوان "التجريب بين علم النفس وعلوم الأعصاب: اشتراك في البراديغم، واختلاف في التقنيات، وتكامل في النتائج".

هذا، ويناقش البحث المتوجّ للدكتور بنعيسى زغبوش وضعية المنهج التجريبي بين العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية، وذلك في سياق البراديغم المعرفي، ضمن إشكالية العلاقة بين الدماغ والذهن والسلوك، إذ يرى الباحث أنّ تحليل مضامين هذا الموضوع يكون منهجيا بالجوهر، ونظريا- إبستيميا في مستوى ثانٍ. من أجل ذلك تساءل الباحث عن الحدود التي أضحت ترسم ضمن "العلوم المعرفية"، بين العلوم الإنسانية (نموذج علم النفس) والعلوم الطبيعية (نموذج علم الأعصاب). وافترض أنّ اختلاف التخصصات والتقنيات التجريبية يفضي إلى نتائج مشابهة عند الاشتغال بالبراديغم نفسه، سواء كان مؤطّرا للبحث العلمي مثل البراديغم المعرفي، أو براديغما تجريبيّا، مثل براديغم "التفضيل البصري"، وبراديغم "التعوّد- اللاتعوّد". ومثّل الباحث لذلك بعلم النفس المعرفي والعلوم العصبية المعرفية عند دراستهما موضوعا دقيقا، مثل الكفاءات المبكرة في وضعية تجريبية.

يشار إلى أنّ الأستاذ الباحث الفائز بالجائزة العربية للعلوم الإنسانية والاجتماعية بقطر هو أستاذ لعلم النفس بكلية ظهر المهراز للآداب والعلوم الإنسانية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، ورئيس شعبة علم النفس، ومنسق ماستر علم النفس العصبي المعرفي، ومنسق قطب اللغات والتواصل والفنون، ومدير مختبر العلوم المعرفية بالجامعة نفسها، عضو اللجنة العلمية وعضو لجنة تحكيم العديد من المجلات العلمية، صدر له ثلاث كتب، و35 فصلا في كتاب، و58 مقالة، كما شارك في 88 من المؤتمرات والندوات والأيام الدراسية (وطنيا ودوليا)، ونشّط 74 مائدة مستديرة وورشة تكوينية.

من جهة أخرى، فقد منحت الجائزة الثالثة في نفس الفرع للباحث المغربي الدكتور حسن احجيح عن دراسته "التفسير القصدي للسلوك الاجتماعي: شروط الملاءمة في ضوء فلسفة فتغنشتاين المتأخرة"، فيما مُنحت الجائزة الثانية في فرع "الدراسات المنشورة في الدوريات المحكمة باللغة العربية" للباحث المغربي الدكتور محمد فاوبار عن بحثه "السيرة والسيرة الذاتية كمنهج من الأدب إلى علم الاجتماع"، وذلك بعدما حُجبت الجائزة الأولى.

يُذكر أن الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية قد أطلقها "المركز العربي" منذ عام 2011؛ من أجل تشجيع الباحثين العرب على البحث العلمي الخلّاق، في قضايا وإشكالياتٍ تتناول صيرورة تطوّر المجتمعات العربية في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية. غير أن لكلّ جائزة معايير تتعلّق بالرصانة العلمية والمنهجية والإضافة التي يقدّمها الموضوع، وهو ما يفسّر حجب عدد من الجوائز، خصوصاً في المرتبة الأولى.

تبلغ القيمة المالية الإجمالية للجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية 160 ألف دولار، موزّعة على النحو التالي: 25 ألف دولار للجائزة الأولى في صنف الأبحاث غير المنشورة، و15 ألف دولار للجائزة الثانية، و10 آلاف دولار للجائزة الثالثة. ويحصل الفائزون الثلاثة في فئة الأبحاث المنشورة في المجلات العلمية باللغة العربية على جوائز قيمها: 15 ألف دولار للجائزة الأولى، و10 آلاف دولار للجائزة الثانية، و5 آلاف دولار للجائزة الثالثة. ويحصل الفائزون الثلاثة في فئة البحوث المنشورة في المجلات العلمية بلغةٍ غيرِ اللغة العربية على جوائز مماثلة.