تنفتح الكلمة على مختلف أنماط الكتابة الشعرية وتجاربها وحساسيتها، هنا قصيدة للشاعر السوداني وهي أقرب الى بكائية تلامس جرحه، ومن خلالها جرح الزمن الذي نعيشه، تشريح لذات وهي ترى بين الماضي وآناه، بين حاضره ورغبته المحمومة لزمن تستعيد فيه حضورها وحقها في حياة كريمة.

خابَتْ ظُنوني

كامل عيساوي

 

خابَت ظنوني وانتَزَعْتُ تمائمي
والروحُ مثقلةٌ بِذَيْلِ هزائمي


قد كنت مأخوذاً بمجدٍ قد مضى
أجْتَرُّ أحلامي و لستُ بنائمِ


جَزِعٌ إذا ما الفقرُ أثقل كاهلي
فَرِحٌ إذا ثقلت علي دراهمي


نسيتُ أن العسرَ من صنعي أنا
وخشيتُ عند الحق لومة لائمِ

 

أبكي على أمسي وأضحك من غدي

وغدي وأمسي في بكاءٍ دائمِ


ظَمِئٌ وأمواج السراب مطيتي
يا مَركَبي هوِّن علي ّ تلاطمي

 

كيف الرجوع لمن تَغَرّب كارها

والسُّم في الأحشاءِ يُغسَلُ بالدَّمِ

 

كيف التَوَتْ في الارض أعناق النّماء

واستنجد الفقراءُ بالمُتَوَهَّمِ

 

كيف التقت في الصيف أسبابُ الشتاء

والصبحُ يلبَسُ ثوبَ ليلٍ أدهَمِ

 

كيف أستجرنا من حريقٍ باللهب

فتوارثتنا النار بعد تفَحُّمِ

 

كيف اقتتلنا ثم متنا خاسرين

أو ثم عِشنا بُرهةً بتندُّمِ

 

أولم يحن وقت إلتئامك يا جِراح
والدّهرُ لا يأتي عليكِ بمَسْقَمِ؟


ضُمّي إليكِ العائدين من النوى

واستوحشي هجراً يشطُّ بمغرمِ

 

السودان