احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية

بعنوان "اللغة العربية والذكاء الاصطناعي"، 

المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي يستضيف فعالية خاصة احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية 

 

نظّم كل من المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي وهيئة البحرين للثقافة والآثار صباح اليوم الأربعاء الموافق 18 ديسمبر 2019م فعالية خاصة للاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، حيث استضاف المركز في مقرّه بالمنامة محاضرة لرئيس مركز الدراسات والأبحاث في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية الأستاذ الدكتور غسان مراد بحضور سعادة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار، إضافة إلى تواجد عدد من المهتمين بالشأن الثقافي في مملكة البحرين. وتناول الدكتور مراد خلال محاضرته سبل استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز مكانة اللغة العربية والحفاظ على التراث العالمي، حيث جاءت المحاضرة متّسقة مع اليوم شعار اليوم هذا العام وهو: "اللغة العربية والذكاء الاصطناعي".

وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت سعادة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة على أهمية تعزيز اللغة العربية بما يساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية العربية، منوّهة بحرص معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار ورئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي على إقامة احتفالية اليوم العالمي للغة العربية سنوياً. وأشارت إلى أن هيئة الثقافة تنظّم على هامش الاحتفاء بهذا اليوم ورشة عمل حول جماليات الخط العربي يقدّمها الفنان والخطاط البحريني علي بزاز.

بدوره توجّه الدكتور غسان مراد بالشكر لكل من هيئة الثقافة والمركز الإقليمي على استضافتهما للمحاضرة وعلى جهودهما في الاحتفاء باللغة العربية. وأكد الدكتور مراد على ضرورة الانتباه إلى التسارع الكبير في تطور التقنيات، من وبينها تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك من أجل استثمارها في وضع حلول للتحديات التي تواجه عملية الحفاظ على اللغة وتعزيز مكانتها.

وأشار إلى قوة العلاقة ما بين اللغة بشكل عام والمجالات المتعلقة بالمعلوماتية والبرمجة الحاسوبية، موضحاً أن اللغة من أصعب ما تواجهه خوارزميات الذكاء الاصطناعي. وقال إن استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي سيكون مساعداً في رقمنة وتخزين ونشر النصوص العربية والتراث العربي والتعريف به، مبيّناً أن خوارزميات التعلّم الآلي ستكون مساعدة في تحسين جودة برمجيات الترجمة الآليّة من اللغة العربية وإليها، بالإضافة إلى تطوير برمجيات التنقيب عن المعلومات باللغة العربية على شبكة الانترنت وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى المساعدة في تصميم برمجيات لتعليم اللغة العربية. كما وأكد أنّ تقنيات الذكاء الاصطناعي ستكون عاملاً أساسيّاً في إثراء المحتوى الرقمي العربي.

يذكر أن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية كان قد تقرر في 18 ديسمبر من كل عام، والذي يوافق تاريخ إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة



أي مستقبل للغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي؟

لا أحد يشك في أن أننا نعيش على ايقاع الثورة الصناعية الرابعة التي تقوم بالأساس على تقانات الذكاء الاصطناعي والربوت الآلي والإنترنت المتحرك وغيرها، سواء بإرادة منا أو بدون إرادة. ومع ذلك فلا خيار من الإندماج في هذا الطوفان المعلومياتي المتدفق من على سيل عارم,. إن الحقيقة المرة هي أن حياة اللغات البشرية واسترماريتها مرهونتين بمدى قابليتها للتفاعل مع التقنيات الرقمية الجديدة التي تسير بخطى سريعة، والوضع يزداد تعقيدا بالنسبة للغات التي لا تسهم في إنتاج التقنية أو المعرفة، والحال يصدق على الدول المتخلفة التي تستهلك ولا تنتج. ونحن كعرب ماذا أعددنا للغة الضاد في عصر الذكاء الاصطناعي؟ أعتقد أن الجواب على هذا الإشكال يحتاج إلى محاضرة علمية طويلة تستعرض مسارات حوسبة اللغة العربية وتطبيقاتها منذ سبعينيات القرن الماضي وإلى اليوم. والحال الحصية المنجزة لحد الآن مهمة للغاية، لكن إمعان النظر في التطبيقات الحاسوبية يوحي بالفعل أن جوانب كثيرة لم توصف الوصف اللساني الدقيق الذي يجعلها قابلة للبرمجة بما يفيد لغة الضاد ومستخدميها، ولعل الأسباب الكامنة وراء الوضع كثير ة سبق لنا أن شرحناها في أبحاث سابقة (ينظر مهديوي 2009، ومهديوي 2011، ومهديوي 2014 ومهديوي 2017 ومهديوي 2018) إن مستقبل اللغة العربية إذن يفرض على المسؤولين الاتفاق على مشروع حوسبة اللسان العربي والانفاق عليه بسخاء حاتمي، وتكوين فرق بحثية مؤهلة لسانيا وحاسوبيا وإنشاء مختبرات علمية في الجامعات والمعاهد تشرف على البحوث المتخصصة في هذا المجال. كما ينبغي أيضا على القطاع الخاص تحمل مسؤوليته التاريخية والمصيرية فيما يتعلق بالاسثمار في مجال الهندسة اللغوية قصد الحفاظ على التراث العربي وتطويره وتثمينه ومواجهته لتحديات العصر. وانطلاقا من هذا التعليق فإننا مستعدون للتعاون مع من يهمهم الأمر فيما يتصل بحوسبة اللغة العرية والذكاء الاصطناعي حرره د عمر مهديوي أستاذ اللغويات الحاسوبية المملكة المغربية

د.عمر مهديوي