تقدم الكاتبة الأردنية الشابة سرداً مكثفاً عن المشكلة الأزلية داخل العائلة الشرقية بين زوجة الأخ والعمة، وزوجة الأب والطفل في بيئة قاسية تغيب المرأة لكنها تتحكم بالزوج وتحرضه على عائلته كما في هذا النص القصصي.

لست ضعيفة

خولة كامل الكردي

 

يدخل والغيظ يملئوه، وهو يقول: قلت لك ألا تتدخلي بيني وبين ابني، تنظر إليه وتلتفت لأمها المريضة، وقد بدت ضعيفة منهكة، لا تقدر على الحركة، ترد عليه: أنا لم أفعل شيئا! التجأ إلي وساعدته، يقول: كيف تتصورين حضرتك ستساعدينه، أنت تعلمين أنه ولد لا يسمع الكلام، ويفتعل المشاكل مع زوجتي، ترد عليه بثقة غير معهودة: أنت قلتها زوجتك لا أمه، يحدق بها وكأنه سينقض عليها ويشبعها ضربا، يخرج من البيت ويصفق الباب من خلفه. تلتفت إلى أمها وتقول: أترين يا أمي ما يفعله ابنك بنا، ترد أمها عليها: لا تهتمي يا حبيبتي ....المهم أين أحمد؟ تتشتت عيناها بحثا عنه: هناك يجلس في الغرفة يبكي، دعيه ياتي أريد أن أراه، تنادي عليه: أحمد تعال جدتك تريد التحدث معك، يحضر أحمد وقد احمرت عيناه ويمسح دموعه بيده، تنظر إليه جدته بأسى:يا أحمد اجلس بجانبي، يجلس أحمد على طرف السرير، عيناها تبكي وجعه وتقول: أنت تعلم مدى حبي لك، والدك لا يبدو أنه سيرجع عما في رأسه، اعتن بنفسك وبعمتك هناء، لا تتركها....... بعد شهرين يهرول أحمد إلى عمته هناء، ويقول: عمتي عمتي زوجة أبي تريد الشر بي! تخرج هناء فإذا هي أمامها تضع يدها على وسطها، تقول: اسمعي أنا أعرف أنك تحرضين هذا الولد الغبي علي، لن أصمت بعد الآن وسأعرف كيف ألقنك درسا. تجلس هناء على المقعد وتبكي وتتذكر وصية أمها، فجأة يرن هاتفها الخلوي، تفتحه وتقول: الو ....ألو...نعم يقول: هذا أنا....تقول: ماذا تريد؟ يرد عليها بنبرة تحدي: ماذا أريد؟! ألم أقل لك ألا تضايقي زوجتي؟ ترد هناء بنبرة غاضبة: أنا لم أضايقها....هي من جاءت إلى وهددتني، يقول: اسمعي هذا الكلام لا يعني لي شيئا...تحملي كل ما يأتيك!! تصمت لبرهة وتقول: هل هذا تهديد؟ يرد بصوت متمرد: اعتبريه تهديد وستندمين كثيرا.....الصدمة كبيرة والأمر أصبح لا يطاق....تغلق الهاتف وبجانبها أحمد، تمسك بيده وتتساقط الدموع من عينيها، يمسح دموعها بيده وتحتضنه وتقول:لو كانت جدتك على قيد الحياة ما سمحت له أن يتجرأ هكذا، ترد على نفسها: هذا لو كانت على قيد الحياة.....وأنا لست ضعيفة حتى يتقاذفونني كالكرة، تقف هناء وتقول: سيعرفون من أنا، عهدا علي يا أمي لن أسكت أبدا بعد الآن. في الصباح يدق الباب، تفتح هناء الباب، رجل يمسك بيده ورقة ويقول: سيدتي هناك دعوى مرفرعة ضدك، ترد باستغراب" أي دعوة هذه، ينظر إلى الورقة التي بين يديه وكأنه يعلن إعلان حرب: السيد توفيق والسيده زوجته سهير رفعوا عليك وعلى المدعو أحمد توفيق دعوى قذف وسب وتهجم، يقف أحمد خلف هناء، توقع هناء ويغادر الرجل، تمسك بالورقة وتشرد قليلا، يحدق أحمد بهناء ويقول: عمتي...عمتي ترد عليه: ها..ماذا تريد يا أحمد؟ ماذا سنفعل يا عمتي؟ لا عليك هم أرادوا ذلك، وهذا الباب لن يغلق أبدا.....بعد شهر واحد....القاضي ينادي: السيده هناء سعيد، يقفز قلبها من مكانه وترد: نعم يقول: تفضلي هنا، يخفض القاضي رأسه وينظر للورقة ثم يرفع رأسه مرة أخرى ويقول: أحمد أين أحمد، يرد أحمد وكأنه في طابور مدرسي: نعم سيدي، القاضي: تفضل هنا، ينظر القاضي للحاضرين وينادي :السيد توفيق والسيده سهير تفضلا هنا، يقف توفيق وسهير ويسرعا الخطى، يوجه القاضي حديثه للواقفين أمامه: لقد رفعتما دعوى ضد بعضكما، وأريد أن أستمع إليكما.....بعد نصف ساعة تخرج هناء وأحمد من قاعة المحكمة ويخرج توفيق وزوجته، تنظر إليهما هناء وتحدق بهما....تشيح بوجهها .....وتغادر ومعها أحمد......اليوم كانت أولى جلسات المحكمة في الدعوى التي رفعها توفيق ضد هناء وأحمد وأيضا في الدعوى التي رفعتها هناء ضد توفيق وزوجته.