يعتلي الشاعر المغربي عزلته المتفردة في مواجهة هذا التشظي الذي يعيشه العالم، الزمن المتلبس الذي لا تكشف ملامحه أي نافذة للأمل، وكوحيد أعزل في مواجهة هذا الجحيم، لذلك يكشف الشاعر قدرته على صياغة معنى العزلة وسط شظايا ما تعيشه القصيدة، ما يعيشه الشعراء اليوم.

وسادة «هيبي» أعزل

زكرياء قانت

 

لسبب واحد

تستورد

المقابر الثلوج

من ’’سيبيريا’’

لسبب واحد نام

’’الماموث’’

دون أن يسأله

أحد

البرد مرادف الموت

فطنت للأمر

بحذاقة برعم

لم يقابل خريفه

راسما قبلة

على جبين

جثة حملها النهر

على أكتاف العبيد

أخلط بمهل توابل

الممشى

الرمل كلمة

و الماء عرق

خوف من أزمنة

ولت

طوبى للراحلين

و قد استعجلوا الجواب

(هدهد بلقيس رسول الذاكرة

لا ترخ قبضة السكين

وأنت تشق المحار نصفين ...)

مغنيو الراب البدينون

كل ما رقصوا على ال’’mtv’’

أكبر سنة

في غفلة من شفرة حلاقة أبي

أتشرد في سروال

فضفاض

...

دون تذكرة

لجمهورية الضوء و الهتاف

أصعد المنصة

(شق الوسادة عابرا الاسمنت

بنعل أقام حفل شواء الماء

لا ترخ قبض السكين بحقك... )

وحده التراب فطن

لما وئد في غيبة

الإشراقة

بهمس المجانين

ترددت أوراد

كل الشعراء

في لعب دور النبوءة

بأرض فلاة

قيل رحم

قيل امتزاج

قيل خروج

علق وقوفا

تحت أعتاب

''الأوكالبتوس''

يترجى السؤال

تدثر تزحلق تدحرج

اعتمر جلدا سكن

الحكاية

حمل الرحل دهرا

ليقطنوا خفية

بمرأى الواعظ

بينما ''بوب ديلان''

يدق أبواب الجنة

بلوعة نساك الكهوف

حملت البياض للجرح

حبرا غير متعجل

في فتح '' الضاد''

امتطيت الليل

كل ما صنعت حوافره

زوابع القصيدة

لا شهيق يحن

طوعا لزفيره

فشخير الظل

ألم الكلمة

زاد الرحل

و مؤونة الراقصين ..

على عتبات الذهاب