يتلقط الشاعر المصري تفاصيل تحكمها المفارقة، ما تبدو قصائد قصيرة عادية، تنأى عن تقريريتها المباشرة وتتجه الى خلق شعريتها مما تقترحه من صور ودلالات وهو ما يجعلها تعيد الكثير مما يبدو مألوفا الى لحظة مشحونة تزكي من أشكال المفارقة.

قصائد عادية

ضـياء طـمان

 

١-

في الواقع ،

يبدو أنني قد اختزلت كل أحلامي ؛

في الواقع .

 

2-

لو أصبحت رئيساً ليوم واحد ؛

لأقلت الشعب والحكومة ،

و العالم ،

و استقلت في دقيقة و استقمت.

..... متى نبدأ هذه النهاية السعيدة ،

بأثر رجعي ؟ ،

أو على الأقل ، من تلك الدقيقة .

 

٣-

1000 معنى للخيانة ،

و معنى واحدٌ للأمانة .

أيهاالأمين .. ،

1000 خائن يأمنونك .....

من فضلك ؛

آمن ،

و خُنْهُم ،

بأمانة .

 

٤-

أنا لا أكذب أبدا ؛

إلا إذا صدق المُنَجِّمُون ،

عندما يكون للكذب رأس وأذرع و أرجل ،

عندما يصبح المنجمون نجوماً ،

عندما أكذب أبدا .

 

٥-

جُلُّ الأثرياء لصوص ،

و كل الفقراء شرفاء ،بلُصُوصِهِم الفقراء ؛

ما دُمْنا في عار الرمادة ؛

دُون أَدْنى عُمَر واحد.

 

٦-

الحياة و الموت حياتان ، موتان ، حقيقتان ، صرختان ، صارختان ، عبرتان ، عابرتان ؛

الأولى تهذي ،

و الأخرى تسخر من الأخرى ؛

و بينهما أبحث أنا ،

و الفانُون ،

و الغاوون ،

عن الخلود ؛ بِلا قافِيَة !

تَصَوَّرُوا !!!!!!.

 

٧-

الجبانُ بخيل ،

لكنَّ البخيلَ جبان .

جبانان هُمُا إذاً

إذَنْ هما بخيلان

هُمَا إذَنْ هُمَا .

 

٨-

البحر لا نِيل ،

و النيل لا بحر

هذا مِلحٌ فرات ،

و ذاك عَذْبٌ أجاج

نِعْمَ الغريمان هُما ؛

نِعْم الغريمان اللذان لا يبغيان .

 

٩-

أعدائي كُثْرٌ، لا ضَيْر

حبائبي قلائل ، لا ضير ؛

ما دام الخير كله ،

في فؤادي الضرير ،

الذي يتأبط أفئدة الجميع ، بلا ضير .

 

١٠-

رغم فحولة الدائن ،

بِغَلَبِةِ الدَّينِ و قهر الرجال ؛

إلا أنه من اللائق الآن ،

أن ينحني و يرفع قَلَنْسُوَتَهُ،

للمَدِين المُوَقَّر ؛

إجلالاً لِكَونِه مازال رجُلاً ؛

دونما نظرة واحدة إلى "أُمِّ" مَيْسرة .

 

١١-

الحَسَّاس ؛ من يحس بالآخَر قَبْلَه

و الحَصَّاص ؛ آخِر من يحس بالآخَر بَعْدَه .

أَيُّها النَّاص ، تَبَّاً ؛

فَمَوْضوعاً ، كُلُّنا الآخَر ؛

بشكلٍ أو بآخَر؛ُ شِئنا قَبْلَهُ أم أَبَيْنا بَعْدَه .

 

إحاطة: تم "استخدام" لغة الصاد ؛ "لأصْباب" فنية .