هذا النص القصير للشاعرة المغربية، بشرى بودنار، يعيدنا الى سؤال الذات.. ذات المرأة في قدرتها على إعطاء القصيدة ميسمها الخاص، هي رغبة مفتوحة على إرادة واعية لا لتقصي الدلالة ولا لحفر المجازات، لكنها الكتابة وسلطتها في قدرتها على ترجمة وعي خاص لإرادة التحرر وإطلاق حرية الإرادة والسعي أن تتوج ذاتها في البياض.

أريد

بشرى بـودنـار

 

أريد أن أغدو جبارة،

أمسح الشوارع بضوء كاشف،

لأزيح وقاحة الفراغ

 

أريد أن أبدل الكسل النشيط،

من العيون الضجرة رموشها،

لأميط عنها هالات غفلة

 

أريد أن أجعل ليلا جارفا بشخيره،

يقتفي حكمة الزحف،

لأوقد حلما هاربا من أقاصي منكفئة

 

أريد أن أتكئ على أكتاف الفجر،

أفتش عن بقايا سحب،

لأسألها عن نجوم مزيفة

 

أريد أن أناور شمسا متجولة،

أنعم بظل وأغوي لونا،

لأحمي الربيع من منحدر التأوه

 

أريد...

وأريد...

فالمروج أثخنها احتقان المعابر.