يخصنا الشاعر والأكاديمي المرموق هيثم سرحان، بنص شعري يشكل ملمحا كاريكاتوريا لشخصية لازالت تؤرق بحضورها وسلطتها وبرمزية حضورها عالمنا العربي، استعارة يعيد عبرها نقد فردانية السلطة الممركزة على نفسها، والتي تظل مسكونة بايديولوجية التفرد عبر سفر مجازي في أنماط وصور هذا الحضور.

الملك الضّليل

هـيـثـم سـرحان

 

ضِلّيلٌ هذا المَلكُ

لا يملكُ إلاّ تاجًا وصواعًا

يجلس مُنتفخًا

ويُصعّر خدًّا للناسْ

***

 

كان السّاقي يمشي في رُدهات القصر الملكيِّ

يختالُ ببزّته الزّاهيةِ

ويحني القامةَ كلَّ مساءٍ

يقرأُ للملك الطّالعَ

ويوسوسُ مثلَ النَّسْنَاسِ الخنّاس

***

 

الملكُ المُنتفخُ الأوداجِ بعرش الأبنوسِ

وتاجِ العاجْ

يعبرُ أروقةَ القصرِ الملكيّ

 مُغترًّا بنياشين الفتنةِ

يجلس في الشُّرفةِ

يُقلّبُ كأسًا ويَمجُّ ثُمالتها

مثلَ الدّيك النَّخّاس

***

 

للملك الضّليلِ صواعٌ مثقوبٌ

قال له السّاقي: بعه في سوق البصرة

حتى لا يسرقَه الإخوةُ

ويعيثَ به فُسْقًا

سُرّاقُ القصرِ الأنجاسْ

***

 

قال له الملكُ المزهوُّ:

فتّش لي في الصحراءِ

أو في الحانات

عن شُذاذِ الآفاق

وأَبْناءِ الأرْجاس.

***

 

جلس الملكُ المطعونُ الظلِّ

على كرسي العرش

يقرأُ تاريخَ المُجّان

يلهو بالإكليل

يبحثُ عن أَسْفار الإنجيل

وسور القرآن

صاح الملكُ بعد الفجر الدّامي:

 ليس أمامي

إلا هذا الوطنُ الأعرجُ

ولا يوجدُ للوطنِ أيُّ بديل

ولن أخرجَ منه محنيَ القامة

أو منكوسَ الرَّاسْ

***

 

السَّاقي المخصيُّ

باع الإخوةَ للسَّيّارةِ

وألقى في البئرِ

رِحالَ الإخوة

وعاد إلى القصر

عند بزوغ الشّمس

لئلاّ ينتبه الحُرّاسْ.

 

شاعر فلسطيني أردنيّ