تخصنا هنا الشاعرة المصرية بنص شعري في مجازات الغياب حيث يبدو كل شيء مسيجا في مكان تفرغ فيه الهواجس ويمسي للوجود معاني مبهمة وللصور سوريالية البداهة، لذلك تختار الشاعرة حالة الالتباس وضيق الفضاء كي تعيد لنداء الغابة حضوره بعدما أنهكت الحياة أحلام البائسين.

كنّا نربّي الغابة

ديمة محمود

 

طفلةٌ تنعس في بار

تلحسُ عنق الماء

غزالةٌ تتبخترُ حول الطّاولة

ولما انسدلت مع الرّغوة

اندلق بساط العشب

دفعةً واحدة.

 

ضِحكته مروجٌ تطير

حدقتاه تحطّان

في حلبة سباق

صدغاه حصانان

يطيران بِعربة

أراجيحه فراشاتٌ زُرقٌ

تنوس في عبّادات شمس

ترشف الآماد دوائرُ

ونقاطٌ على الضّفاف

تقول النّادلة:

في صهوة الكأس قطارٌ

في دخان هتك منُ الحقيقة

ومنه تطير الثّعالب.

 

بدبيبٍ بل يدٍ يجرّ النّمل

قاطرات البيرة

فتتأرجح كأردافٍ مهملة

تتسلّق العُباب رسولةٌ

في طفلةٍ تتماثل لليقظة

أو للنّعاس

كان الرّفث أقربَ إلينا

والنّادلة تسأل ثانيةً

بينما كنّا نربّي الغابة

في الفقاعات

ونقطف ما اسّاقط منها

لنحوكَما سيأتي

من أعشاش الانتظار.