تختار الكاتبة التونسية مسرحة حوار لازال يفترض أن شريعة القوي هي ما تحضر اليوم في هذا العالم، واختيار الحيوانات في نصها الشعري لإبراز خطاب الخديعة والغدر والخيانات في إشارة دالة لما يحدث اليوم في نزوع مدوي للفردانية وحيت تآكلت القيم وأمست لغة جديدة تنزع نحو بناء نظامها الخاص.

شريعة الذئب

ليلى درويـش

 

في كلّ مكان أشلاءٌ.. موت.. ودمارْ

لكنّ سراجَ الرّوحِ ينير الظّلمة والأوجاعْ

الذّئب: (لنفسه) الغابة لي..

الوحش جميعا طعم لي

الشّمس سراجٌ لي

والأرض مراتع لي

والكلأ الأخضر فُرُشٌ

وغزالٌ غضٌّ أكلٌ لي ..

الذّئب للخروف : لك عشبكْ

كلّ ما تشا

ما عدتُ مفترسَا

فانعم بعيشك يا خروفُ

ولا تخفْ من هجمةٍ..

..أو وثبة..

لا ليلَ في غابي

 و لا قهرُ

الخروف :

أنا لي طلب..

من بعدما قد خطّ أجدادي

الحكمْ

هل نصّ ميثاقٌ لكمْ

حفظته آلاف الكتبْ!!

من عدل آل ذؤيبَ!!

أنا لي طلبْ

أن نرفع الجدرانَ بين

سهولنا وسهولكم..

الذّئب: لا لا تخفْ

يا "خروفُ" مالك ترتجفْ

خلّ الهلعْ

خلّ الفزعْ

أقبل عليّ بقلبك الصّافي

الورعْ

 

ولنكتب الصّفحة الجديدهْ

خذْ هديّهْ

الخروف:

 

أخشى انقضاضكْ

الذّئب:

لا تخشى شيئا يا خروفْ

ولنبدأ اليوم الجديدَ

من العلاقة بالمرحْ

نمشي معا.. أدعوك ضيفا  في بيوتي ..

الخروف: وأنام آمنْ!!

الذّئب: ... حتّى الأبدْ

 (الخروف يحاول الهرب)

الذّئب: هيّا قطّعوهْ

هيّا مزّقوهْ

هيّا حوّلوه إلى وليمهْ

هي غابة الذّئب

بلا عهدٍ .. وأدمتهَا المظالمْ

.. أُنهكتُ من وجع الوحوشْ

آمنت بالمطرِ المُدجّجِ

بالخصوبهْ

آمنت أنّ النّارَ

قد تبقى

لغاباتٍ.. وغاباتٍ

غريبهْ..