عُرض فيلم وثائقي للمخرجة جنى المسلماني بعنوان "إعادة التفكير في الصحافة في عصر الذكاء الاصطناعي" خلال جلسات مؤتمر الجزيرة الأول للذكاء الاصطناعي في الإعلام، الذي عقده معهد الجزيرة للإعلام بمشاركة نخبة من المتخصصين في الذكاء الاصطناعي والعاملين في مجال الإعلام الشهر المنصرم ويسلط الفيلم الضوء على التحديات والتخوفات التي يواجهها الصحفيون وكيف ينظرون إلى التغيرات المستقبلية المحتملة في مهنتهم بسبب تطبيق التكنولوجيا.

عصر الذكاء الاصطناعي: فيلم يناقش بوصلة التكنولوجيا بالإعلام

 

"إعادة التفكير في الصحافة في عصر الذكاء الاصطناعي".. فيلم يناقش بوصلة التكنولوجيا بالإعلام

عُرض فيلم وثائقي للمخرجة جنى المسلماني بعنوان "إعادة التفكير في الصحافة في عصر الذكاء الاصطناعي" خلال جلسات مؤتمر الجزيرة الأول للذكاء الاصطناعي في الإعلام، الذي عقده معهد الجزيرة للإعلام بمشاركة نخبة من المتخصصين في الذكاء الاصطناعي والعاملين في مجال الإعلام الاثنين 13 مارس/آذار الحالي.

ويسلط الفيلم الضوء على التحديات والتخوفات التي يواجهها الصحفيون وكيف ينظرون إلى التغيرات المستقبلية المحتملة في مهنتهم بسبب تطبيق التكنولوجيا. ويعتبر الفيلم -كما تقول مخرجته- دعوة للقائمين والمتحدثين باللغة العربية لأخذ السبق في تبني الذكاء الاصطناعي.

وتناول الفيلم عدة مواضيع تهم المختصين بالعلاقة بين الذكاء الصناعي وعالم الصحافة والإعلام مثل "المعضلات الأخلاقية التي تنشأ من استخدام الذكاء الاصطناعي" و"مخاوف فقدان الصحفيين لوظائفهم" و"دقة وموثوقية الذكاء الاصطناعي في التقارير الإخبارية العربية" و"دور الخوارزميات في التحكم في المقالات التي تصل إلى الجمهور".

واستضاف الفيلم عددا من المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي من الجزيرة وشركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) التي أنتجت روبوت المحادثة "شات جي بي تي"، ومنهم راندي كوفينغتون الأكاديمي بكلية الصحافة والإعلام في جامعة ساوث كارولينا، وياسر بشر الحائز على الدكتوراه في الذكاء الصناعي ومستشار التحول الرقمي الذي تناول تجربة شبكة الجزيرة في مجال الذكاء الاصطناعي قبل ثورة "شات جي بي تي" عندما كان يشغل منصب مدير القطاع الرقمي في الجزيرة، وشرح كيف أُجريت تجارب عديدة لدمج الذكاء الصناعي في العمل الإعلامي.

يبدأ الفيلم باقتباس من عالم الذكاء الصناعي نيك بوستروم يقول فيه إن الذكاء الآلي سيكون بمثابة الاختراع الأخير الذي تحتاج البشرية القيام به، وبعد ذلك ستكون الآلات أفضل فيما يتعلق بقدرات الاختراع.

من جانبه قال الأكاديمي كوفينغتون إننا نعيش في عصر البيانات الكبيرة، حيث يعد الذكاء الصناعي لا غنى عنه للتعامل مع الحجم الكبير للبيانات الذي نتداوله في الوقت الراهن، بينما أكد عمرو القزاز مدير وكالة سند المتخصصة في الرصد والتحقق عبر المصادر المفتوحة أنهم يستخدمون أدوات الذكاء الصناعي في عملهم.

تحديات وتخوفات

وفي مقابلة خاصة مع الجزيرة نت شرحت جنى المسلماني مخرجة الوثائقي "إعادة التفكير في الصحافة في عصر الذكاء الاصطناعي"؛ رؤيتها للفيلم واستعرضت كيف يمكن أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على مجال الإعلام والصحافة.

وترى المخرجة أن الفيلم يعكس توثيق لمرحلة قبل استخدام الذكاء الاصطناعي في شبكة الجزيرة الإعلامية، وتقول "لقد أردنا تسجيل هذه اللحظة التاريخية وإظهار مخاوف الصحفيين وآرائهم حول تأثير الذكاء الاصطناعي على عملهم والصحافة بشكل عام".

وتضيف المسلماني "نريد أن نحفز المتحدثين باللغة العربية للاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وتوظيفها في الإعلام، وأن يكونوا في طليعة هذا التطور الهائل".

وتتطلع المسلماني أن يكون الفيلم خطوة لتعريف الجيل الجديد من طلاب الإعلام وصناع المحتوى العرب حول أهمية هذه التكنولوجيا في حياتهم المستقبلية.

وتقول "من المهم أن يتعلم الجيل الجديد من طلاب الإعلام وصناع المحتوى العرب كيفية استغلال الذكاء الاصطناعي بشكل فعال ومستدام لتحسين عملهم وتقديم تغطية إعلامية موضوعية وموثوقة".

البوصلة الأخلاقية

في المقابلة، أوضحت المخرجة أن من أهداف الفيلم أيضا التوعية بضرورة تحديد البوصلة الأخلاقية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وخلق معايير أخلاقية تنظم استخدامها في مجال الإعلام.

وتقول المسلماني "من المهم أن نعي تأثير الذكاء الاصطناعي على الإعلام والمجتمع، ولكن من الأهم أن نتناول الجانب الأخلاقي لاستخدام هذه التكنولوجيا"، وأضافت "نرغب في تسليط الضوء على الحاجة إلى تطوير معايير أخلاقية تحكم تطبيق الذكاء الاصطناعي في الصحافة للحفاظ على نزاهة المهنة وضمان حماية الحقوق الأساسية للأفراد".

وتضيف المخرجة أن الفيلم يهدف إلى فتح نقاش بنّاء حول كيفية استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول ومستدام في مجال الإعلام.

ويشجع الفيلم أصحاب القرار والمهتمين في هذا المجال على المشاركة في إيجاد حلول مشتركة ووضع معايير ملائمة تحمي الجمهور والصحفيين على حد سواء من أي استخدام غير أخلاقي للتكنولوجيا.

ومن خلال تناول هذه القضايا الأخلاقية، تسعى المخرجة إلى جعل الفيلم منبرا للنقاش والتفكير حول تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل الصحافة وتوجيه الجهود الفكرية والعملية نحو استخدام مسؤول وأخلاقي لهذه التكنولوجيا.

وفيلم "إعادة التفكير في الصحافة في عصر الذكاء الاصطناعي" كان جزءا من رسالة المسلماني للماجستير في جامعة حمد بن خليفة بالدوحة التي كانت تحت عنوان "تصور الذكاء الاصطناعي في صناعة الأخبار: دراسة حالة شبكة الجزيرة".