ما يقارب أربعمئة ناشر يشاركون في معرض عمّان الدولي للكتاب في الدورة الـ22 والتي تستضيف دولة قطر وتشتمل على برنامج ثقافي متنوع من حيث عدد الندوات الثقافية والأمسيات الشعرية والقصصية، ضمن فضاء المعرض الذي يشكل لحظة حراك ثقافي وينتظم تحت شعار "القدس عاصمة فلسطين" لما تمثله المدينة في وجدان الأمة العربية، في هذا التقرير نقترب من أهم الفعاليات التي يشهدها المعرض وبمشاركة فعلية لنخبة من المثقفين والمفكرين والإبداعيين العرب.

معرض عمّان الدولي للكتاب 2023

 

عمان افتتحت فعاليات معرض عمّان الدولي للكتاب 2023، الذي يقيمه اتحاد الناشرين الأردنيين بالتعاون مع وزارة الثقافة، وأمانة عمان الكبرى، الشهر الماضي (سبتمبر) في دورة جديدة لأكبر حراك ثقافي مختص بالكتب في الأردن. وتحل دولة قطر ضيف الشرف في المعرض في دورته الثانية والعشرين هذا العام من خلال برنامج ثقافي مميز بالتنسيق مع وزارة الثقافة القطرية التي تمثل الجانب الرسمي للدولة.

وتشارك في المعرض الذي استمرت فعالياته حتى نهاية شهر سبتمبر 400  دار نشر محلية وعربية ودولية سواء بشكل مباشر أو من خلال التوكيل من 22 دولة، ويقام تحت شعار "القدس عاصمة فلسطين"، لما تمثله القدس في وجدان الأمة العربية وهي التي يحتفي بها المعرض بشكل سنوي على تعاقب دوراته لما تمثله القضية الفلسطينية من أهمية ثقافية بالغة في الأردن.

واشتملت هذه الدورة على برنامج ثقافي متنوع من حيث عدد الندوات الثقافية، والأمسيات الشعرية والقصصية، وغيرها. وعلى رأس هذه الفعاليات ما يشهده ركن ضيف الشرف، إذ ذكرت وزارة الثقافة القطرية أن مشاركة دولة قطر في المعرض تأتي، في إطار تعزيز التواصل الثقافي والفكري، حيث تشارك في هذه الدورة مجموعة من دور النشر القطرية منها: دار نبجة، دار الوتد، دار روزا للنشر وغيرها.

وقال جاسم أحمد البوعينين مدير إدارة المكتبات ومعرض الدوحة الدولي للكتاب "راعت وزارة الثقافة أن تكون مشاركة دولة قطر في معرض عمان الدولي للكتاب مميزة، حيث تم تصميم جناح الوزارة على طراز العمارة التقليدية في دولة قطر، وعرض الإنتاج الفكري الخاص بوزارة الثقافة، علاوة على المشاركة بفعاليات ثقافية وأمسيات شعرية وندوات تتناول صناعة النشر في دولة قطر، والمسرح، وندوة ثقافية تتناول الرواية، وكذلك ندوة تتحدث عن التراث القطري".

وأضاف البوعينين "تهدف المشاركة القطرية في معرض عمان الدولي للكتاب إلى بناء علاقات جديدة مع العاملين في مجال الثقافة وصناعة النشر، بالإضافة إلى عرض الإنتاج الفكري القطري لدور النشر القطرية، وعقد اجتماعات مع مسؤولي المعرض، ودور النشر الأردنية لمناقشة أوجه التعاون في التأليف والترجمة والنشر".

وأوضح "تتضمن مشاركة وزارة الثقافة بالمعرض عرض إصدارات الوزارة المتنوعة والجديدة في مختلف علوم المعرفة من الروايات والقانون والعلوم الاجتماعية والإنسانية، إضافة إلى الإصدارات المميزة من كتب الأطفال والناشئة".

وإضافة إلى برنامج ضيف الشرف، خصصت إدارة المعرض هذا العام مساحة خاصة للأطفال من أجل تقديم فعاليات خاصة بهم ضمن البرنامج الثقافي، حيث ستكون هناك فعاليات لوزارة الثقافة، وماراثون القراءة، وقراءات قصصية بالتعاون مع مؤسسة شومان، وفعاليات مقدمة من أمانة عمان الكبرى ممثلة بمركزها الثقافي، ودائرة المكتبات في الأمانة، وفعاليات أخرى لوزارة الثقافة والشباب العمانية، ودار نبجة للنشر والتوزيع من قطر.

ويحتفي المعرض هذا العام بالأكاديمية والمؤرخة هند أبو الشعر، شخصية المعرض الثقافية تقديرا لجهودها الأكاديمية، وإسهاماتها في مجال تاريخ الأردن الحديث والمعاصر، وتحديدا في الدراسات التاريخية، وسيكون لها ندوة خاصة في اليوم الأول من البرنامج الثقافي.

يشار إلى أن الدكتورة هند أبو الشعر هي كاتبة ومؤرخة أردنية، تكتب القصة القصيرة والمقالة الصحفية والدراسات التاريخية، وتحمل درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث والماجستير في التاريخ الإسلامي من الجامعة الأردنية، وهي حاصلة على وسام الملك عبدالله الثاني للتميز والإبداع عام 2016. وشغلت أبوالشعر مواقع عديدة في المؤسسات الفكرية والجامعية، ولها ست مجموعات قصصية وتدرَس قصصها في الكتب المدرسية منذ عشرين عاما لطلبة المرحلة الثانوية، كما تدرَس قصصها في كل الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة.

ووفق بيان اتحاد الناشرين الأردنيين فإن إطلاق الدورة الثانية والعشرين من المعرض الذي استطاع على الرغم من جميع التحديات خلال السنوات الماضية، يأتي لإبقاء العاصمة الأردنية على خارطة الثقافة العربية وذلك تأكيداً على أهمية الثقافة والدور الذي تلعبه في الارتقاء بالمجتمع الأردني، وحيث أن المعرض يستقطب خلال فعاليته نخبة المفكرين والمثقفين والمبدعين العرب الذين عهدوا إلى عمان دائماً أن تكون واحة الثقافة في هذه المنطقة من العالم وتعبيراً متجسداً عن قيم الانفتاح والتسامح.

وأضاف البيان أن هذا الحدث يأتي انطلاقاً من الإيمان العميق الذي يحمله الاتحاد في ضرورة إسهام القطاعين الخاص والعام في تعزيز الأنشطة الثقافية بوصفها جزءاً أصيلاً من المسؤولية الاجتماعية، وحيث يرتبط الخروج بالمعرض بصورة تليق بسمعة المملكة ومكانتها بالعديد من الاحتياجات اللوجستية والفنية فإن الاتحاد يولي ثقته لشركات القطاع الخاص ومؤسساته.

وأوضح الاتحاد أن دورات المعرض السابقة شكّلت نقلة نوعية شكلا ومضمونا، واستقُبلت بترحاب كبير من قبل المشاركين والزوار، وتركت صدى وأثرا كبيرين يمكن ملاحظتهما ممّا كتب عنها في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة. ولكي يكون معرض عمان الدولي للكتاب في دورته الثانية والعشرين أكثر بهاءً ونجاحاً، تمت الاستفادة من التجارب السابقة، والبناء على عوامل النجاح، وسد الثغرات والفجوات.