يكشف هنا الشاعر الفلسطيني خبايا من تراجيديا الجرح الفلسطيني المفتوح، حيث يختلط نداء الشهادة ونداء الحياة المطلق، الشبيه بشجرة الزيتون المنغرسة جذوعها في الأرض، والتي كلما اقتلعتها أيدي المحتل الآثمة إزدادت إرادة الإنسان الفلسطيني على الصمود والبقاء.

الصعود إلى سطح القمر

أو فضاء المذبحة

عبد ربه محمد سالم اسليم

( 1 )
والورد على شرفات بيت حانون...
ينتحب مثل الضوء...،
والصواريخ تعزف عشقي الأزرق،
وتأخذني عاليا إلى مدارات القمر!!!،
والهدهد البلدي يعبر فضاءات أصابعي،
ويهزم جرحي!!!...
والشمس خضراء تحني دمي...
مثل زيتونة رخيمة تكتب التاريخ،
وترقص أمام الجنون!!!...
أداعب دمك مثل ظبية...
تعدين لي خمر الشهادة،،،
وتبادليني الفرح الإلهي...
فروحك خبز وعي...،،،
ونورس يحاول الصهيل عبر دموعي!!!...

( 2 )
ضحكتك قمر أبيض!!!...
تفتح بتلاتها للمطر،
ونوافذها صدأ الريح!!!...
ما زلت شجرة تبحث عن القدح،
والفراش يدحرج الهاوية كالوقت...
كي يخرج الصمت مثل عنكبوت أسود،،
وعباءتها زرازير تغزو الغرقد!!!...
سأحاول اجتثاث الخريف!!!...
فالليل لا ينام في داخلي...
أحلم بشواطئ البحر!!!...
فأطل من الوقت مثل فينيق يكنس الصدأ من لغتي!!!...
ليكمل نهر الدائرة!!!...
ببساطة،
الصمت يهبط مثل ضباب أصفر،
فأنمو مثل أجراس المطر!!!...
لتذبل الصحراء في يدي!!!...
والماء شقوق الرخام!!!...

( 3 )
دمي يكمل نسيم البحر حين أتناثر أشلاء حليب،
ومكعبات من الجبن الأبيض!!!...
في ضلوعي ينتصب التوت،
ودموعي رصاص يقرأ العاصفة!!!...
لا زلت سؤالا لا سؤال له!!!...
فأسبق السماء!!!...
ما زال السراب خلف أظافري،
ورموشي غيمة عالية!!!...
تصعد السماء إلى دمك!!!،،،
والدهشة تمعن في كسر الجليد...
أعرف كيف أقتل الفوسفور الأبيض...
دوما أعلى من العاصفة،،،
والنسيم زواجي من الحزن!!!...
أهذب أشلائي أمام الكاميرا!!!،
والنمش في خدودك نحيف...
ألمح البحر الميت يدرك معنى الربيع!!!،
وجسدي أيقونة توت...
عائدا من دمي أجلس تحت المطر!!!...
وأشلائي في بعدها الرابع!!!...

( 4 )
وجاءت فضاءات أشلائي متشحة بالحلم،
والصبابا تدق أبواب المرايا!!!...
يخبئن جمر الياسمين،
وشعري البريء...
أناديك في كبد الحزن،
والدمع صدى النور،
وكان الغياب/ جسدي صباح!!!!...
يتهشم الصمت في أضلعي صبايا!!!...
هذي يد الله أحاط بها الخزامي،
والزيزفون تعب العيون!!!...
وحلم التوت الأرضي في بيتنا بلبل!!!...

( 5 )
دع الحلم يتزوج الأنوثة،
ليموت حصاري، ونصدق المطر...
فيكتبني المستحيل مزرعة للشجر،
ويحتفي بالعصافير الملونة!!!...
ويسقط الليل عتمة بياض أخضر!!!...
ليمر الغيم في بيتي،
ونجمع أصابع التوت الأرضي، ونصحو
حين نشرب القهوة المعطرة بالهال
لأعرف طعم الريح...
ودمي صبية تسابق صهيل القمر،
وتراقص أبجدية الروح...
فيدثرني دمي!!!...
والبحر يخرج عن سرب النصوص،
ويمشي للنزهة مع العاشقين...
ويجيد زواج الورود!!!...

( 6 )
نتوحد مع النور،
وظنوني غصن زيتون أخضر...
حتى الصباح والندى يعزف وجهي...
يصعد النيازك،
فأتزلج مثل ربيع الذاكرة،
والطمي معطفي الرمادي...
أعدو خلف مهرة بيضاء...
فتسبقني..
أعدو...
أعدو...
والمهرة تسابق السماء،
والهلال في كبدي فوشي اللون!!!...

( 7 )
الورد يصفق لك...،،،
ويهفو إلى ضحكتك العارمة!!!!...

( 8 )
هبطت إلى السماء فراشة فاتنة،
وثغرها وردة ذهبية،،،
فجأة،
استنشقت الحلم الأزرق...
اصطدمت بألوان الصمت،
وتوهجت مثل شجرة زيزفون!!!....

شاعر من فلسطين
Isleem61@hotmail.com