تلتقط هنا الشاعرة السورية مشهدا سوداويا في قصيدة تستعير النسيان ضدا على تلك الحروف التي تتسلل من الذاكرة، والتي كلما خطت زمنها وسهت للتعرف على مقاديرها كلما حلقت بعيدا في المدى.

الغبار

بهيجة مصري إدلبي

الغبار...
خطى الريح في الوقت
والوقت يسدل أحلامه الحائرةْ
حروف...
تسللُ من... ظلها الذاكرةْ
ستار...
من الخوف في الخوف
تبتكر الرعب
تشير إلى الحرب
كي...
تخلع الظل من ظله
كي...
تعلّق أسماء كل الذين يموتون
كي تضحك الحرب
تستحلف الموت
ألا يموت
وأن...
يحكم الدائرةْ
الغبار...
تشير إلى وجع موحش...
في الحروف
تشير إلى...
ما طوته النهاية في عبث الصمت
أو...
في المرايا التي أهملتها الوجوه

الغبار...
جنازات أيامنا... الغابرة

الغبار...
تناسل من كل شيء
وفي... كل شيء
ترمد وجه البياض
تخبئ... ما غاب فيه
لتكشف... أسراره الغائرةْ

الغبار
الحداثة
في اللا.. حداثة
قبل الحداثة
بعد الحداثة
إن شهدت نفسها
أعلنت... أنها كافرةْ
الغبار...
تكاثف حين نغيب
لتحمي...
لنا الذكريات من الموت
لوح...
نخط عليه الكلام الذي
في رؤوس الأصابع
تمحوه...
آهاتنا العابرةْ
الغبار...

القصائد خلف القصائد
ما حاصرته الخطيئة
كي لا يكون...
الكلام الذي لا غبار عليه
بلا ذاكرةْ...

شاعرة من سوريا