"الحداثة والتجريب في القصة الأردنية"

يرصد الباحث د.علي المومني في دراسته النقدية الحداثة والتجريب في القصة القصيرة الأردنية(1970 ـ 2000)، التطور الفني والأدبي الذي بلغته القصة الأردنية في ربع قرن، مطبقا المنهج السردي التحليلي على نماذج قصاصين أردنيين متباينة. الدراسة الصادرة عن دار اليازروي جاءت في 452 صفحة من القطع الكبير، وتطرق المومني إلى الحركة النقدية في القصة القصيرة الأردنية واتجاهات النقد السائدة، ومدى تأثرها بمنهاج النقد الحديث، وخلص إلى أن أغلب الكتابات النقدية كانت انطباعية إلا ما كتب من دراسات أكاديمية ورسائل جامعية. وبحث في التحليل المضموني، وملامح التجريب والحداثة، مستنتجا كثيرا من الملامح التجريبية.. ووقف الباحث على ملامح التجريب والحداثة على مستوى الشكل، فدرس اللغة الشعرية، وبحث في تداخل الأنواع الأدبية.

وضمت الدراسة ثلاثة ملاحق، الأول: بيلوغرافيا عامة بالقصة القصيرة منذ النشأة وحتى عام2000، والثاني يشير إلى الكتب النقدية التي تناولت القصة القصيرة الأردنية، والثالث يعرف بالكتاب الذين تناولت الدراسة نماذج من أعمالهم.
وانطلق الباحث من هدف عام مؤداه البحث في ملامح التجريب والحداثة في القصة الأردنية، بوصفها من الفنون الأدبية التي لاقت رواجا لدى جمهور النقاد والقراء على حد سواء. ومنذ السبعينيات ظهرت لدى كتاب القصة أساليب كتابية جديدة، تجافي الأساليب التقليدية في الكتابة وتشظي الزمان والمكان، وظهر النموذج المقاوم للاحتلال، وظهرت كتابات تدعو إلى خلخلة القيم الثابتة حول مفهوم الكتابة والتركيز على الفردانية مقابل المجموع.

وكان سبب ذلك هزيمة حزيران عام 1967 التي أصابت أبناء الأمة بصدمة جعلتهم ينظرون لكل ما حولهم على أساس الواقع الجديد، وللتعبير عما أصاب جسد الأمة وروحها لجأ الكتاب الأردنيون إلى الكتابة بأساليب جديدة، فاستقرأوا التاريخ ليعيدوا كتابته من جديد، وعبروا عن الغريب والعجيب وبثوا الحياة في شخصيات تاريخية بأسلوب جديد،. ومن بين الكتاب الذين تناول الباحث نماذج من أعمالهم بالدراسة: جمال أبو حمدان، وهاشم غرايبة، وسعود قبيلات، وليلى الأطرش، وفخري قعوار، ويحيى القيسي، وسميحة خريس، وبسمة النسور، ومحمود الريماوي، ومريم جبر، وخليل قنديل، وأحمد النعيمي، والياس فركوح، ومحمد طمليه، وسامية العطعوط، وعزمي خميس، وإنصاف قلعجي، وهند أبو الشعر، ورمضان الرواشدة، وجواهر رفايعة، ويوسف ضمرة، وسهير التل، وحزامة حبايب، وسليمان الأزرعي، وفايز محمود، ومفلح العدوان، وزليخة أبو ريشة.. وغيرهم.

يشار إلى أن المومني حاصل على درجته العلمية في الأدب الحديث من معهد البحوث والدراسات الأدبية في القاهرة، وأصدر في النقد: فن القصة القصيرة عند رجاء أبو غزالة، ورجاء أبو غزالة: حياتها وآثارها وهو رئيس سابق لمنتدى عبين الثقافي، وعضو رابطة الكتاب الأردنيين، واتحاد الكتاب والأدباء العرب، واتحاد كتاب مصر، وعضو الجمعية الإسلامية المسيحية للتنمية الاجتماعية، ويعمل في وزارة الثقافة.