محمود درويش وصاحبه في «مكان البُعْد»

خيري دومة

سألتكَ: ما معنى ذلك؟ فقلتَ لي: قد يحتاج المعنى إلى وقت آخر لينضج في ملح الأرض، وقد يحتاج إلى شاعر آخر خلو من الطرواديين والإغريق، شاعر ينظر من علٍ إلى هاوية لم يقع فيها، فتصير بحيرة. أما الآن، فنكتفي من المعنى بتلويحة يد من بعيد: ما زلنا أحياء، وقادرين على تعديل النص الإغريقي؛ فالفصل الأخير، فصل النهاية، مفتوح إلى ما لا نهاية!"
(محمود درويش، في حضرة الغياب، ص73)



قبل عامين أصدر محمود درويش كتابًا نثريًّا تحت عنوان "في حضرة الغياب"، ووضع له (أو ربما وضع الناشر) تصنيفًا على الغلاف، فسمّاه: "نصّ". يفتتح محمود درويش كتابه ببيت من قصيدة الفارس الصعلوك "مالك بن الريب" التي اشتهر بها، والتي يرثي فيها نفسه، حين جاءه الموت بأرض بعيدة عن موطنه. يقول البيت:

"يقولون لا تبعد وهم يدفنونني   وأين مكان البعد إلا مكانيا؟".


أثار الكتاب عند نشره صدى واسعًا بين النقاد ومراجعي الكتب، وحتى بين القراء العاديين المتابعين، وأخذت الجميعَ هذه اللغةُ التي تقع في مكان غامض بين الشعر والنثر، وهذه الصيغةُ الخاصة جدًّا من كتابة السيرة الذاتية، فضلاً عما يحمله الكتاب عمومًا من تجربة إبداعية مختلفة، تضعه في مصاف كتب معدودة في التاريخ الإبداعي للبشر وللغة العربية على وجه الخصوص، أعني كتبًا تبلورت فيها رؤى وكشوف خاصة، في لحظات من الحياة فارقة، من قبيل "الإشارات الإلهية" لأبي حيان التوحيدي، و"المواقف والمخاطبات" للنفّري. الآن وبعد عامين من صدور الكتاب، وخصوصًا بعد رحيل صاحبه المفاجئ، يتكشّف الكتاب عن معنى جديد، أوعلى الأقل تتبدل الأولويات بين المعاني المتعددة التي طرحها الكتاب على قرائه عند القراءة الأولى. هذا المعنى الجديد يتبلور تمامًا في بيت مالك بن الريب وقصيدته المشار إليها. إنه باختصار معنى "رثاء الذات". ولكنه رثاء في حالة درويش، يكتسب روحًا أبعد وأوسع وأعمق.

قصيدة مالك بن الريب كما هو معروف، من التجارب الفريدة في تاريخ الأدب؛ فهي من المرات النادرة التي يرثي فيها شاعر حيٌّ نفسَه ـ وليس غيره ـ بقصيدة مطولة كهذه، يستعيد فيها صورًا من الماضي، من وطنه البعيد الأول، ويتخيل صورًا أخرى من المستقبل لأهله وصحبه ولنفسه ولدافنيه ومشيعيه ولقبره بعد مرور الزمن. ولا يمكن الجزم ما إذا كانت الوقائع المحيطة بهذه القصيدة في كتب التاريخ الأدبي حقيقية أم لا، وأغلب ظني أنها ليست حقيقية، وأن القصيدة كانت تجربة صنعها خيال شاعر، في لحظة فاصلة من حياته الممزقة. وكتاب محمود درويش ـ كقصيدة مالك ـ "نص" رثائي طويل، يلتقي فيه الراوي بصاحبه ويفترقان عند البرزخ، يتذاكران عشرين فصلاً من حياتهما معًا، كلها تقع في المنطقة الغامضة بين الأنا والأنت، الأنا الحاضرة والأنا الأخرى الغائبة، بين الماضي والمستقبل، بين الحياة والموت، الحقيقة والحلم، بين الحكاية النثرية بفصولها الدموية الخشنة، وإيقاع الغناء الذي يتصاعد مع نهاية كل فصل.

كلا العملين لون من السيرة الذاتية (النوع الذي يبدو لي الآن كله نوعًا رثائيًّا بصورة ما)، وكلا العملين لون من مراجعة الذات ومراجعة الحياة في لحظة فاصلة، وكلا العملين ألفه شاعر قلق جاب آفاقًا. لكن بين العملين بعد ذلك فروقًا حاسمة. يكتب مالك بن الريب عمله في القرن الأول للهجرة، وفي صورة قصيدة رثاء غنائية كلاسيكية، بينما يكتب محمود درويش (الشاعر الغنائي) عمله في أوائل القرن الحادي والعشرين، وفي صورة كتاب أو "نص" نثري خاص، يوازن بكل الصور بين الإيقاع والحكاية. ويتحدث مالك في الغالب بضمير المتكلم، موجهًا خطابه أحيانًا على عادة الشاعر العربي القديم إلى صاحبيه المتخيلين، بينما يتحدث محمود درويش في الغالب بضمير المخاطب المفرد، منقسمًا على نفسه وموجهًا حديثه دائمًا إليها أو إلى ظله أو إلى شيطانه، على طريقة بطل الرواية المعاصرة، وراويها الصاعد من تقاليد تيار الوعي.

تكتسب قصيدة مالك بن الريب ـ برغم جمالها وريادتها التاريخية ـ طابعًا رثائيًّا ميلودراميًا مبكيًا، بينما يتوجس كتاب محمود درويش من هذه الميلودرامية، ولا يسمح للبكاء أن يبلل أوراقه بالدموع، ولا حتى للإيقاع أن يلتهم الحكاية. "في حضرة الغياب" خطبة وداع طويلة، لا يتوجه فيها الخطيب/ الشاعر/ النبي إلى المستمعين المؤمنين من أمته وأتباعه، وإنما يتوجه إلى نفسه، "يستحضرها" من البعيد، من الغياب في الماضي ومدن المنافي، مجسَّدة في صورة ضمير المخاطب المفرد(أنتَ) المهيمن على الكتاب كله. لكن الحديث لا يجري في اتجاه واحد: من الخطيب إلى المخاطَب، أو من أنا/ الشاعر محمود درويش، إلى أنت/ الإنسان محمود درويش؛ إذ نحن في لحظة مصير، وفي سياق وداع تنمحي فيه المسافة بين الأنا والأنت حتى تندمجا مع نهاية الكتاب/ الخطبة، حين يعلو الشاعر فوق الأنا والأنت في دورة أخيرة لانهائية، مستعيرًا خطاب سورة الرحمن للمثنى، للإنس والجن معًا:

"أعلى وأبعد. وأرى طائرًا يحملني ويحملك، ونحن جناحاه، إلى ما وراء الرؤيا، في رحلة لا نهاية لها ولا بداية، لا قصد ولا غاية، لا أحدِّثك ولا تحدِّثني، ولا نسمع إلا موسيقى الصمت/ الصمت اطمئنان الصاحب للصاحب، وثقة الخيال بنفسه، بين مطر وقوس قزح/ قوس قزح هو تحرش الوحي بالشاعر، بلا استئذان/ وافتتان الشاعر بنثر القرآن/
فبأي آلاء ربكما تكذبان/
وغائبان أنا وأنت، وحاضران أنا وأنت،
وغائبان/
فبأي آلاء ربكما تكذبان" (ص 181).

يبدأ الفصل الأول بمشهد راو متكلم شاعر يقف على جثة صاحبه، وقد انفصلا أخيرًا في نهاية الطريق. وكان (ولا يزال؟) بينهما ما بينهما من تاريخ وحب ولوم واعتراف، وربما تداخل أيضًا، وتبادل للأدوار. يقول الراوي:

سطراً سطراً أنثرك أمامي بكفاءة لم أُوتَها الاّ في المطالع/ وكما أوصيتني، أقف الآن باسمك كي أشكر مشيّعيك الى هذا السفر الاخير، وأدعوهم الى اختصار الوداع، والانصراف الى عشاء احتفالي يليق بذكراك/ فلتأذن لي بأن أراك، وقد خرجت مني وخرجتُ منك، سالماً كالنثر المُصفّى على حجر يخضرّ أو يصفرّ في غيابك. ولتأذن لي بأن ألُمّك، واسمك، كما يلمّ السابلة ما نسي قاطفو الزيتون من حبّات خبّأها الحصى. ولنذهبنّ معاً أنا وأنت في مسارين: أنت، إلى حياة ثانية، وعدتكَ بها اللغة، في قارئ قد ينجو من سقوط نَيْزَك على الارض./ وأنا، إلى موعد أرجأته أكثر من مرّة، مع موت وعدته بكأس نبيذ أحمر في إحدى القصائد. فليس على الشاعر من حرج إن كذب. وهو لا يكذب الاّ في الحب، لأن أقاليم القلب مفتوحة للغزو الفاتن" (ص9).

من يتكلم إلى من؟ أهو الشاعر الكبير الحاضر، يتحدث إلى الطفل الصغير الغائب، الذي كبر معه في الظل من منفى إلى منفى، وخاض معه الرحلة حتى وصل إلى النهاية وما بعد النهاية، وها هو الآن ينفذ وصاياه، ويتبادل معه الحوار واللوم المهذب؟ أم أنه الشاعر يتحدث إلى شعره أو شيطانه الشعري الذي تلبسه عمرًا، وها هو الآن يخرج منه سالمًا كالنثر المصفّى، ويمنحه الفرصة للمرة الأولى كي يتأمله من بعيد ويراجعه، ينثره سطرًا سطرًا، ينثره ثم ينظمه ويلمه، ويستعيده من بين الركام والحصى؟ الفصل/المشهد الأول هو في حقيقة الأمر المشهد الأخير من حكاية طويلة، يستعيد الراوي/ البطل فصولها من البداية، من الميلاد، ميلاد الأنا والأنت: الشاعر وظله، الشاعر وشيطانه. هكذا يبدأ الفصل الثاني:

ولدنا معًا على قارعة الزنزلخت، لا توأمين ولا جارين، بل واحدًا في اثنين أو اثنين في واحد. لم يصدق أحد من الجالسين في ظل شجرة التوت أنك ستحيا، من فرط ما شرقت بحليب أمك واختنقت. نحيلاً كنتَ كخاطرة عابرة، نحيلاً كنبتة شعير خالية من الحب كنتَ، لكن لشهر آذار،القادر على سفك دم المكان شقائقَ نعمان، مهارة الإنقاذ من موت مبكر لا تنساه إلا لتتذكر أن الحياة لم تأت إليك على طبق من ذهب أو فضة، هاشَّة باشَّة، بل جاءتك على استحياء كجارية مدفوعة الأجر، صعبة وعذبة، وشديدة الممانعة. لكن التدريب الطويل على الألفة هو ما يجعل الحياة ممكنة.." (ص 25).

التدريب الطويل على ألفة المخاطر والدم والموت والفقد هو ما يجعل الحياة ممكنة، وهو ما تحكيه فصول الكتاب المتتابعة، فصل لاكتشاف الحرف والشعر والسحر، وفصل لفجيعة التهجير واللجوء طفلاً، وفصل لعذابات الطفولة الفقيرة، وفصل لحياة يطاردها الموت في كل مدينة وكل مطار، وفصل لوطن ينبت من الكلمة والاستعارة، فصل للقاهرة وفصل لبيروت وفصل لغزة وفصل للبروة، فصل للنوم وفصل للحلم وفصل للحب وفصل للسجن وفصل للخريف. فصول تتتابع وتتداخل وتتقاطع لتجمع من التفاصيل الصغيرة صورة شاملة لبطل روائي يحاور نفسه في نهاية الرحلة، حين يحل اللون الأبيض، لون العدم. ومع كل فصل جديد يعيدنا الراوي إلى اللحظة الأبدية الثابتة هناك عند البرزخ، يتحرك يمينًا ويسارًا، في الماضي والمستقبل، في الواقع والفلسفة، لكنه يعود من جديد إلى اللحظة الثابتة:"مسجّى أمامي"، يبدأ الفصول بالحكي لكنه ينهيها بخطابه الغنائي المتصاعد إلى الأنت، ولا يفتأ يذكِّره ويذكِّرنا بمشهد التشييع النهائي. يأخذه للميلاد المطارد من البداية بالموت، ثم ينهي الفصل:

 "والآن، وأنت مسجّى فوق الكلمات وحيدًا، ملفوفًا بالزنبق والأخضر والأزرق، أدرك ما لم أدرك:
إن المستقبل منذئذ
هو ماضيك القادم" (ص23).

ثم يأخذه إلى فصل اكتشاف الشعر وفتنة الخيال، وينهي الفصل:

".. وتحرشتَ بالغامض واغتربت/ فانهض من هذا الأبيض/ عد طفلا ثانية/ علمني الشعر/ وعلمني إيقاع البحر/ وأرجع للكلمات براءتها الأولى/ لِدني من حبة قمح لا من جرح لِدني/ وأعدني، لأضمك فوق العشب إلى ما قبل المعنى/ هل تسمعني: قبل المعنى/ كان الشجر العالي يمشي معنا شجرا لا معنى/ والقمر العاري يحبو معنا قمرا/ لا طبقا فضيا للمعنى/ عد طفلا ثانية/ علمني الشعر/ وعلمني إيقاع البحر/ وخذ بيدي/ كي نعبر هذا البرزخ ما بين الليل وبين الفجر معا/ ومعا نتعلم أولى الكلمات/ ونبني عشا سريا للدوريّ:/ أخينا الثالث/ عد طفلا لأرى وجهي في مراتك/ هل أنت أنا؟/ وأنا أنت؟/ فعلمني الشعر لكي أرثيك الآن الآن الآن/ كما ترثيني!" (ص31).

ويأخذه إلى فلسفة النوم وأحلامه وكوابيسه، ثم يعود ليذكرنا ويذكره بموقف البرزخ غناءً ورثاءً وشعرًا في نهاية الفصل النثري:

طال نومك، فانهض وحلمَك، واروِ لنا ما رأيت/ هل رأيت ملائكة يعزفون على الناي ألحان موزارت؟/ ولا يسكرون من الخمر؟/ هل دللوك؟ وهل أطعموك من العنب السكري؟/ وهل أخذوك إلى نزهة في ضواحي البساتين؟/ هل كنت تشبههم عندما أنزلوك إلى النهر طفلاً كما كنتَ أيام رفقتهم؟/ من تغير منكم هناك، ومن قال: يا صاحبي في الطفولة؟/ هل يشبه التين تين سياجك؟/
هل يشبه الحلم، حلمك، أشياء بيضاء، خضراء، زرقاء تعرفها؟/ طال نومك، فانهض وحلمَك، واروِ لنا ما رأيت/ هل الموت نوم طويل؟ أم النوم موت قصير؟ تأخرت في النوم/ فانهض! (ص109).

سيرة محمود درويش، كسيرة أي بطل روائي معاصر، مليئة بالحكايات والتحولات والأماكن والمشاهد والأشخاص، وكثير من الأماكن والأشخاص جاءت وجاءوا بأسمائم الحقيقية الصريحة الخشنة، وسط هذا الكتاب المبني كله على خيال البرزخ. جاءت القاهرة وبيروت والبروة والكرمل وغزة، وجاء معين بسيسو وياسر عرفات وغسان كنفاني.. وكثير من المشاهد لفها خيال الشاعر واستعاراته، ولكنها لم تخف أصلها الواقعي المر، مشهد التهجير، ومشهد العودة المرة، ومشهد الرجوع إلى الجليل، ومشهد الموت القاتم في بيروت. سيرة محمود درويش سيرة فلسطيني، يحيط بها الموت والدم والمنافي من كل جانب، سرًّا وعلنًا. لكنها مع ذلك ليست كسيرة أي فلسطيني، ولا حتى كسيرة أي إنسان.

لم يكن شعر محمود درويش كله إلا تنويعات على سيرة ذاتية لإنسان كان قدره أن يصبح أكبر من ذاته الشخصية العابرة وأوسع، سيرته هي سيرة وطنه وسيرة الإنسان وسيرة الشعر، ولهذا لم يكن من الممكن أن تكتب سيرته الذاتية إلا على هذا النحو. لا يمكنك أن تفصل "في حضرة الغياب" بين محمود درويش الشخص، ومحمود درويش الوطن، ومحمود درويش الإنسان، ومحمود درويش الشاعر؛ ولهذا كان من الطبيعي أن تتطاير في فصول هذا الكتاب نتف من قصائد الشاعر التي نعرفها. كان من الطبيعي أن تتردد الأسئلة والتعجبات والأماني التي تصدرت شعره: "لماذا تركت الحصان وحيدًا؟"، "لماذا نزلت عن الكرمل؟"، "ليت الفتى حجر!"، وكان من الطبيعي أن تمتزج سيرة الشخص بسيرة الوطن وسيرة الشاعر، ليتألف منها في النهاية سيرة الإنسان بين البداية والنهاية والأبد.

*  *  *

يبقى لهذا الكتاب "في حضرة الغياب" أمران على جانب كبير من الأهمية: الأمر الأول: أن محمود درويش امتلك في هذا الكتاب رؤية وخيالاً صوفيًّا نادرًا، وهو ما مكنه من تجاوز اللحظة الشخصية الضيقة إلى المأزق الإنساني الأعم، كما امتلك أدوات شاعر كبير، ووعيًا تقنيًّا نافذًا، وهذا ما مكنه من تخطي المزالق المهلكة التي تنطوي عليها كتابة سيرة مأساوية على هذا النحو. وكان أبرز التقنيات وأهمها هنا استخدام ضمير المخاطب وسيلة للسرد. الأمر الثاني: أن كاتبه الشاعر محمود درويش، يعي على نحو بالغ الوضوح أن كل سيرة ذاتية هي في جانب من جوانبها "حنين" إلى الطفولة الغائبة، وتحرُّق إلى "زمن الفردوس" الأول، ولهذا فقد تفادى الغرق في الماضي والغياب والموت، وأفلح في أن يستمد من كل هذا سيرة المستقبل، وأن يتجاوز اليأس الذي كتبت في ظله إلى أمل جديد، وأن يتخطى الندم والنواح السهل، وأن يكشف في فصل بديع من فصول كتابه ـ عن "ذعر القاتل من القتيل"، وعن "الطريق الذي يعلو ويهبط، يتموج ويتعرج ويطول، ويتفرع إلى طرق لا حصر لها ولا نهاية تجتمع بالبداية"، وعن "النجاة من موت كثير، وهزيمة النسيان"، وعن "البقاء الذي هو أول الوجود"، وعن إمكانية التعديل في نص الأسطورة الإغريقية، لأن فصلها الأخير لم يكتب بعد ومفتوح إلى ما لا نهاية. وهذا الأمرالأخير سيمثل من غير شك، استمرارًا نبوئيًّا للمنجزات التي بلورها شعر محمود درويش، واستكمالاً خصبًا لسيرته العطرة.