يعلن الشاعر المغربي المغترب قطيعته اللانهائية مع القصيدة، صورة من الاحتجاج المجازي على راهن أمسى لا يطيق الشعر لأنه افتقد حسه الإنساني وأضحى أكثر سوداوية. لكن، لصوت الشاعر صدى يظل ملتصقا بالعالم ولا يهجره لأنه دليله الوحيد للحياة.

سأخون الشعر

بن يونس ماجن

سأخون الشعر

وأهجره

ولن أكرس له

ما تبقى من عمري

 

سأواري كل قصائدي

ومسوداتي

وخربشاتي

في بئر مهجور

تحرسه ذئاب متوحشة

وسأكتب على قميصي

براءتي من الشعر

ثم أقدم استقالتي

وأتنازل عن قرضه

 

سأعتذر للصفحات البيضاء

التي لطخها قلمي

بمداد عصي الترويض

وتحرش بها  منذ عقود خلت

طالما قصر في أداء مهمته

 

سأكتب وصيتي

لناشري كتبي

وسأترك لهم

رصيد عائدتها

وكل ممتلكاتي

وجميع حساباتي البنكية

كصدقة جارية

ليتمتعوا بها الى الأبد

وللناقدين

الاذن بالتنكيل بتجربتي الشعرية

والتمثيل بما سطرته

أناملي الذابلة

 

وسأقول للشعراء الجدد

وشعراء الفيس بوك

وشعراء الحانات

إليكم وجهي

فاشهروا أسلحتكم

وافعلوا به ما تشاؤون

فأنا لست بشاعر

ولا أحمل جينات القوافي

ولا تجري في دمي نزوات الصعاليك

 

ولشيطان الشعر

أن يحاسبني أمام اللحظة الشعرية

ولذائقة الشعر

أن تستمع لأعذب النوتات

التي تعزفها حوافر الجياد

 

الشعر كان على علم

بأنني سوف أخونه ذات يوم

وها أنا أقر بذلك

وأعلنها للملأ كله

فليشهدوا.

 

 

شاعر مغربي مقيم في لندن