يبدو أن ما تعرفه المنطقة العربية من حراك سياسي واحتجاجي نشدانا للثورة، كان له الأثر القوي على الشعر..هنا قصيدة لشاعرة مغربية تتجه الى فكرة الحلول في الوطن، من خلال الإنصات الى شجونه.

الغَـرِيـبْ

نجاة الزباير

 

أنا في أمة تداركها الــ             له غريب كصالح في ثمود

                                                                             المتنبي

كُنْتُ أَرْقُبُ غُرَوب الصَّحْوِ

حِـينَ اُقْـتَرَبَ مِنْ ظِلِّي

يَنْقُـرُ مِنْ  هُدْبِـهِ

ـ "مَـنْ أَنْتَ ؟"

اُهْتَزَّتْ أَوْصَالُ ظُـنُونِي.

تَأَمَّلَنِـي أَمَامَ بَابِ اُلْمُسْتَحِيِل

وَقَالَ:

ـ "لِهَذِهِ اُلْمَنَافِي مَمَرَّات

   تُرَاكِ عَبَـرْتِ غُبَارَهَا ؟"

كَانَتْ لِجَسَدِهِ رَائِحَةُ اُلْمَوْتَى

نَظَرَ حَوْلَهُ وَقَالَ:

    ـ "رَأَيْتُكِ فِي مِرْآةِ اُلْمَوْجِ

        فَحَـضَرْتْ".

قُلْتُ: ـ "أَيُّهَـا اُلْغَـرِيبُ

    لِمَ ثِيَابُكَ عَوَاصِف

    وَعَيْنَاكَ مُدُنٌ مُحْتَلَّةْ ؟"

هَـوَى فَوْقَ اُلْأَرْضِ

وشَـرَعَ في البُكَاءْ !!

لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيَّ

غَيْر مِنْديلٍ من تُرابٍ

رَمَـقَ اُلطَّـرِيقَ

وقال: ـ "مِنْ هُـنَا  مَرُّوا .."

ظَنَنْتُهُ مَجْنُونًا قَادِمًا مِنْ مَقْبَرَةْ

فَانْكَمَشْتُ دَاخِلَ  كِتَابٍ صَغِيرْ

اُلْتَقَيْتُ فِـيهِ جِيفَارَا

وَاُلْحُـلْمَ اُلْمَفْقُـودْ.

نَـادَانِـي بِاُسْـمِي

اُرْتَعَـبْتْ.

قال: ـ "لَا تَخَـافِي

        وَتَهَجَّى فِي شَجَنْ

       حِكَـايَاتِ اُلْوَطَنْ !!"

..................

 

22 أكتوبر 2010

 

شاعرة من المغرب