شعراء «غضب» يرجئون إعلان فعالياتهم تضامنا مع ثوار التحرير

شعراء ومثقفون يدينون أعمال القتل في التحرير

ويطلقون مبادرة جديدة  فيها إدانة شاملة للقوي السياسية ووصفها بالانتهازية

ورفض مطلق للحكمين العسكري والديني

 

قررت حركة شعراء قصيدة النثر " غضب " إرجاء الإعلان عن تدشين فعالياتها التي كان مقررا لانطلاقها الثلاثاء الثاني والعشرين من نوفمبر الجاري بنقابة الصحفيين ، وذلك احتجاجا علي المعالجة الأمنية الوحشية لتظاهرات الثوار في ميدان التحرير ، وقد شارك عدد كبير من الشعراء والنقاد في وضع الصياغة النهائية للبيان ، وكان قرار إرجاء الفعاليات قرارا جماعيا بإرادة شعراء الحركة وضيوفها من كبار الشعراء .

وقد تضمن البيان إدانة كاملة لأداء المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومته الموصومة بالضعف والتهافت  وكذلك إدانة لموقف القوي السياسية الموصومة بالانتهازية .

وقد صرح أعضاء الحركة بأن بيانهم التأسيسي سوف يعلن مع أول فعالية شهرية في ديسمبر القادم بمقر نقابة الصحفيين  .

وهنا النص الكامل للبيان :

حركة شعراء قصيدة النثر «غضب»

                      بيان من شعراء ونقاد وكتاب مصر

يبدو تصاعد الحركة الاحتجاجية لثوار مصر، يوما إثر يوم ، تعبيرا فاجعا عن الفشل شبه المطلق لما استهدفته ثورتنا المجيدة في  الخامس والعشرين من يناير الماضي . حيث انعقدت إرادة المصريين علي إنهاء ثلاثين عاما أو يزيد من المهانة والإذلال والإفساد العمدي لكل مقدرات الدولة سماء وأرضا وبشرا .

ورغم مرور عشرة أشهر علي قيام الثورة لازال النظام القديم بكل رجعيته يتحكم في مقدرات البلاد ، فالطوارئ علي حالها ، وأجهزة الأمن تتمتع بصلاحيات تجاوزت حدود التصور ، وقتل المتظاهرين والثوار يسير علي قدم وساق ، والإعلام لازال يعج بالفاسدين وأنصاف المتعلمين ، وكلنا يرقب تردي الخدمات وارتفاع الأسعار وتعاظم البطالة وكذلك تزايد الفقر بشكل غير مسبوق ، وهي ملامح باتت أساسية لحقبة ما بعد الثورة  ، الأمر الذي يؤكد فشلا مطلقا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومته المتهافتة في إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية . 

والموقعون علي هذا البيان إذ يدينون بكل قوة أداء المجلس الأعلى وحكومته لاسيما فيما يتعلق بالوحشية التي بدت عليها أجهزة الأمن في معالجتها لأحداث ميدان التحرير ما أدي إلي إزهاق أرواح عشرات الشهداء ، فإننا ، في الوقت نفسه نؤكد أن القوي السياسية ، دون استثناء ، تتحمل وزرا لا يقل فداحة عن هذه الأوضاع الكارثية  للبلاد . وقد دللت ، هذه القوي ، بانتهازيتها وفئويتها وفسادها علي أنها ليست جديرة بأن تكون ممثلة لقوي الثورة . فأطراف اللعبة السياسية بعد الثورة  ، فضلا عن كونهم يمارسون انتهازية تنحط وسائلها وأدواتها يوما إثر يوم ، يدركون أنهم خرجوا من معطف المطالب الجماهيرية إلي معطف المصالح والتراشقات والتحالفات التي تناهض كافة الأعراف الوطنية ، ما يعزز شعورا لدي الشعب بكافة فصائلة واتجاهاته بغياب الحس الوطني الجامع لدي القطاع الأعظم من القوي الطافية علي سطح المشهد ، بحيث أصبح الشعب الذي كان وقودا لهذه الثورة  خارج معادلاتها كلية ، وقد تم تكريس هذا النموذج عبر أحزاب وقوي تشكلت بنية معظمها في إطار محاصصات  الترتيبات الأمنية للنظام البائد . وقد ساعدت سيادة هذا الوعي لدي الفئات الاجتماعية المختلفة علي تكريس المطلب الفئوي وإعلائه علي المصلحة الوطنية ، ولا يقلل من هذا الالتباس احتماء هذه المطلبية بشعارات   تبدو علي درجة عالية من المشروعية .

 من هنا يطالب الموقعون علي هذا البيان بتبني مبادرة وطنية لإنقاذ البلاد من وطأة الاستقطابات الحادة التي وصلت إليها بسبب غياب التوافق الوطني واللهاث وراء مكاسب سياسية ذات طبيعة فئوية وتتلخص هذه المبادرة في الآتي :

أولا : قيام المجلس الأعلي للقوات المسلحة بتكليف رئيس المحكمة الدستورية العليا بتولي مهام رئاسة الجمهورية مؤقتا لفترة انتقالية مدتها عامان علي أن يعين نائبين له من بين أقدم نواب المحكمة  ، أو تكليف رئيس وزراء جديد بصلاحيات رئاسية كاملة خلال تلك الفترة .

ثانيا : يخول الرئيس المؤقت ، أيا كان ، بكافة صلاحيات رئيس الجمهورية ، دون أدني تدخل من المجلس العسكري .

ثالثا : وضع جدول زمني لنقل السلطة إلي رئيس وحكومة منتخين  يبدأ بانتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور للبلاد عبر التوافق الوطني علي ممثلي هذه الجمعية علي أن يتم ذلك عبر العام الأول  ، ثم تجري الانتخابات  الرئاسية ثم البرلمانية في العام الثاني من المرحلة الانتقالية .

رابعا  : يقوم رئيس الجمهورية المؤقت بإعداد البلاد لإلغاء قانون الطوارء في غضون الثلاثة أشهر الأولي وتطهير وزارة الداخلية في الثلاثة أشهر التالية علي أن ينتهي بتطهير الإعلام والصحافة في نهاية عامه الأول .

خامسا  :  إلغاء كافة المحاكمات العسكرية للمدنيين  والإفراج عن كافة المعتقلين سياسيا منذ اندلاع الثورة وحتي أحداث التحرير.

سادسا : إحالة جميع المتورطين في جرائم قتل المتظاهرين منذ قيام الثورة حتي الأحداث الأخيرة إلي محاكمات عاجلة وناجزة .

وفي كل الأحوال فإن الموقعين علي هذا البيان يحذرون أشد التحذير كل من تسول له نفسه الالتفاف علي إرادة الشعب ، سواء كان في مركز الحكم أو خارجه ، لأن إرادة الشعب لم ولن ترحم هؤلاء ، وسيكون حكم التاريخ أقسي مما يصورون ، وعلي الجميع إدراك حقيقة وجود الآخر ، والتسليم بحقه في الوجود المحقق في الفضاء العام ، فالشعب العظيم الذي أنجز ثورته ليس في غفلة من أمره ، ولن يقبل بكهنة جدد مهما كان الزي الذين يتزيون .. عسكريا كان أودينيا.

 

الموقعون علي البيان :

1-     رفعت سلام شاعر ومترجم

2-      جمال القصاص شاعر وصحفي

3-     محمد فريد أبوسعدة شاعر

4-     جرجس شكري شاعر وصحفي

5-     محمد السيد اسماعيل  أكاديمي وشاعر

6-     ولاء عبدالله صحافية

7-     عماد غزالي شاعر

8-     آيات ريان باحثة وناقدة موسيقية

9-     أحمد سراج شاعر ومسرحي

10-                     محمد ماهر بسيوني باحث في النقد الأدبي

11-                     خلف طايع تشكيلي

12-                     جاد زكي سليمان شاعر

13-                     أحمد عنتر مصطفي  شاعر

14-                     محمد رشدي صحفي

15-                     رحاب لؤي صحفية

16-                     منة حسام الدين صحفية

اللجنة الـتأسيسية لحركة شعراء قصيدة النثر "غضب " وهم :

17-                     عاطف عبد العزيز

18-                      فارس خضر

19-                      يسري عبد الله

20 - غادة نبيل

     21-   غادة خليفة

22- محمود قرني