في قصيدة القاص والشاعر السوداني دعوة صريحة للكلام لأننا نعيش زمنه بامتياز، وهي استعارة للتخلص من الخوف والرعب الذي ظل سجين مخيالنا الشعبي الجمعي. وتأتي القصيدة في سياق ما يعرفه العالم العربي من فعل جماهيري ضد الاستبداد والطغيان.

لا تَصْمُتْ

عبدالرحمن سعد

(1)

لا تَصْمُتْ

هذا زمانُ الكلامِ

زمانُ المكانِ

الفعلُ قاصرٌ علي الإنطاقِ

قائمٌ  في صباحات  الفجيعةِ

أُصرخ  فما عاد للصمت مكان

 

(2)

مَسْغَبةُ الفكرةِ

ترتمي عند موائد السلطان

سلطان الفكرة

يترنَّحُ

ثملاً عند غروب الآمال

لا تسألني

كيف  يكون

للبحر

مداً

فمدَّاي

غير مجزوزٍ

بالترهُّل

 

(3)

مُزنُ الأملِ

لا تُمطِرُ عند يباسك

فهي مشحونةٌ بالأكاذيب

مُنغلقةٌ بأوجاع  الحنين

مُكبَّلةٌ  بهذا المدى  المحزون

بآهات

و أنات

وصفعات  الخيبة

و الخديعة

و بمآلات  الظنون

 

(4)

البحر ما عاد صهيل أمواجه

يعوي

في وجه الظالم

و ماتتْ أغنيتُه

علي صفحة ِالماءِ اللهيبِ

 

(5)

حَلِّق بصوتك الجهير

بين المدى و البحر

وفوق  الفجيعة

بَلِلّ صوتك بندي  الأماني

سيعلو  بك فوق قمم الأحزان

ويُضيء قناديل المحبة

والحُلم

ويفتّحُ دروباً

للضوء

للربيع

وللخريف

 

 

شاعر وقاص من السودان