ينشر باب علامات نصين طريفين مقتبسين من باب "أزهار وأشواك" في مجلة "الزهور" التي تشارك على إصدارها في القاهرة اللبنانيان أنطون الجميّل وأمين تقي الدين سنة 1910. يقترح كاتبا النصين تأليف مسرحية إفتراضية في كل من "الديار المصرية" و"الديار السورية"، وتوزع الأدوار التمثيلية فيها على أهل الثقافة مطلع القرن العشرين.

أزهـار وأشواك: التمثيــل والكتّـاب

أثير محمد على

ينشر باب علامات نصين طريفين مقتبسين من باب "أزهار وأشواك" في مجلة "الزهور" التي تشارك على إصدارها في القاهرة اللبنانيان أنطون الجميّل وأمين تقي الدين سنة 1910. يقترح كاتبا النصين تأليف مسرحية إفتراضية في كل من "الديار المصرية" و"الديار السورية"، وتوزع الأدوار التمثيلية فيها على أهل الثقافة مطلع القرن العشرين.

تعود طرافة كل نص للبعد النقدي الكاشف للنزعات الفكرية والاجتماعية للأسماء المقترحة كي تمثل في المسرحية، المفترضة، والمعبرة عن المناخ الثقافي المتنوع والمتعدد والجامع للثقافة العربية حينها، إضافة لأنها تطلب من أهل الثقافة، وإن بصورة المزاح، التصدر لدعم الحركة المسرحية الوطنية وربط القول بالفعل.

الأسماء الدالة والمقترحة للتمثيل في كل من المسرحيتين الافتراضيتين في كل "الديار المصرية" و"الديار السورية" هم: اسماعيل صبري، حافظ ابراهيم، أحمد شوقي، نقولا رزق الله، شبلي الشميل، يوسف الخازن، أنطون الجميّل، خليل مطران، أمين حداد، حافظ عوض، داوود بركات، ولي الدين يكن، إمام العبد، سليم سركيس، الياس فياض، الدكتور شدودي، داوود مجاعص، فيليكس فارس، شكيب أرسلان، اسكندر عازار، محي الدين الخياط، ابراهيم الحوراني، بشارة الخوري، لبيبة هاشم، الكسندره افرينوه الخوري، ملكة سعد، ملك حفني ناصف، جرجي نقولا باز، بشارة الخوري.

 

أزهـار وأشواك: التمثيــل والكتّـاب
بدت في هذه المدة طوالع نهضة مباركة في التمثيل العربي وكثر البحث في الروايات التمثيلية والممثلين وإنشاء مدرسة وطنية لتعليم هذا الفن الجميل. ولكني لا أرى سبيلاً إلى ترقية هذا الفن إلا إذا نزل الكتاب والأدباء إلى ميدانه لينهضوا به ويعلوا مناره. ولذلك اقترح أن تؤلف رواية كبيرة تمثل في الأوبرا الخديوية وتوزع أدوارها كما يأتي: دور الملك لاسماعيل باشا صبري. دور ابن الملك لأحمد بك شوقي. وحافظ ابراهيم ونقولا رزق الله يمثلان قائدي الجيش. والدكتور شميل يمثل دور الفوضوي عدو المملكة ويعاونه في مساعيه الشيخ يوسف الخازن. ويقوم صاحب "الزهور" أنطون الجميل بدور من نوع دور "روميو" بلا إنشاد. ويكون خليل مطران والشيخ أمين الحداد النديمين. وحافظ عوض وداود بركات رسولين، ويمثل ولي الدين يكن دور الأسير، ويقوم إمام العبد بدور الطيف أو الشبح المخيف. وتعهد أدوار النساء إلى صاحبة "فتاة الشرق" وصاحبة "أنيس الجليس" وصاحبة "الجنس اللطيف" والباحثة في البادية. وتختم هذه الرواية بفصل مضحك أو "فروتو" يقدمه سليم سركيس والياس فياض ويكون من تأليفهما. ويتلو الدكتور شدودي منولوج "فتاة العصر" ويترأس صاحب "الاكسبرس" الموسيقى الوترية... أنا لست غنياً ولكن إذا عزم الأدباء المذكورين على إحياء هذه الليلة فإني أدفع نصف راتبي الشهري لمشترى تذكرة دخول ولو في أعلى التياترو وأتولى توزيع الاعلانات على إدارات الصحف وأصفق للممثلين مجاناً.

(الإمضاء حاصد) (الزهور، ج4، س1، القاهرة، أول يونيو 1910)

 

أزهــار وأشــواك: الكتّــاب علـى المراســح
كان لما كتبته في العدد الماضي عن التمثيل والكتّاب وقع حسن في أندية الأدب، وتناقلته بعض الصحف مستحسنةً الاقتراح. ولم يعترض أحد من الأدباء على الدور الذي خصصته به. ألقيت بذرة هذه الفكرة في الأذهان، فإذا لم تكن قد نبتت فهي لم تمت، ونحن ننتظر الربيع لنرى وقد جاءني من بيروت الكتاب التالي وها هو نصه:

"السلام على حاصد. وبعد فنعم ما ارتأيتم بخصوص التمثيل والكتّاب ولقد أحسنتم في توزيع الأدوار على قدر ما نعرف عن أدبائكم. وإذا تمَّ إبراز هذا الفكر إلى حيز الوجود فإننا نعدكم بشدّ الرحال إلى وادي النيل لحضور هذه الحفلة الفريدة. ثم ندعوكم إلى حفلة من نوعها نقيمها في بيروت وتوزّع أدوارها على أدبائنا: فيمثل الأمير شكيب أرسلان دور الملك. والشيخ اسكندر العازار دور النديم والشيخ محي الدين الخياط دور الوزير، والأستاذ الحوراني دور بزرجمهر ويعهد دور قائدي الجيش إلى فليكس فارس وداود مجاعص. أما دور العاشق فكثيرون هم المرشحون له. ويدير صاحب "الحسناء" جوق المغنيات في القصر، وبشارة الخوري يقوم بدور رئيس الحرس، وأظن أن أدباءنا سيقومون بأدوارهم هذه كما يقوم أدباؤكم بالأدوار التي وزعتها عليهم. فابتدؤوا تجدونا لكم لاحقين والسلام"

(الإمضاء: متطوّع بالحصاد)

الاقتراح إذن جميل وأنا عرضته من باب الهزل، وبت أفكّر به عن جد.

(الزهور، ح5، س1، القاهرة، أول يوليو 1910)