بهذا النص الشعري نقترب من جغرافيا شعرية تنتمي للتجربة الشعرية الجديدة في الأردن، شاعر أردني مسكون بشكل "روح القصيدة" وكي يحدد ملامحها وسماتها يوغل بعيدا كنه الحياة وهو يتسلح بقصائده فقط.

يُعدى عليّ

طارق مكاوي

 بهدوء أعلي جواب الرياح التي تستريح إلى جانبي،
 أغطي من الشمع ما يتسايل من أسئلة أو دموع، بكُمّ يدي
 انتثري كي أتعامد فوق الحكاية كالظل
 وانتظري شمس المناديل، تخرج من بين غناء الصبايا
 لي جناح كامن يتحكم في الطيران
 يتحكم بالطبقات الكسولة في الجو
وتحكمه امرأة تلبس حكمتها كي لا تراها المرايا،
 اعذريني
 لأني أتيه عن الدرب في أكثر المشي
 وأتيه عن شكل روح القصيدة
 حين يمد النثر عذوق الحروف إلى لغتي المستباحة،
 واعذريني
 لأني أكذب في أكثر الوقت على طفل قلبي،
 أغرر بأسمائه الطيبات،
 
أقود خطاه ودوما يراني وراه
ليس لي لغة أتعرف هذا المساء عليه،
ليس لي امرأة تجلل ريف عيني
وتنز مع الدمع
 فتفضحني بالرحيق البدوي،
 ليس لي غير هذه القصائد حبلى بالهزائم،
حبلى بالخسارات،
التي جندلت رؤية الخيل في  أقاصي الخيال
لو أراني طيبا
لكنت ركبت المدينة كالسرج
وطرت إلى الجبل المستبد،
لكنه يعتريني صقيع السؤال،

ورفيف الخرافة
الذي يرافقني في كل منحدر أتحدره،
الخرافة التي تتبعني كظلالي،

وكشميم رياحي
لم أكن مستعدا
لأبدأ في العد ورد الهزيمة،
لكنني واقف في مكاني الصحيح الذي يمنحني قبعة وهواء نظيفا،
لكي أتمكن أن أترك الأرض
تمسح هذي الهزائم عني،
أو تنهرني
أبتعد
 
لأن الرياح ستأتي سموماً على ورق يبترد
في هدوئي لا أرى أنني عاشق
 
أرى أنني خلف هذي الطبيعة أمتد،
 
أخلف  قلبي
 
الذي يتكاسل عني فأخطفه كالصقر،
 ويْلي عليه الصغير
 الذي تكسر بين أنحائه الغناء الحميم،
لكنني لا أبالي حين أخطف قلبي بين المشاة
 
عن رصيف المدينة
أجبِّره وأغنّي له حين أنأى
وأبكي على حزنه المستبى
يا غريمي المعطل بالحب،
 
المتوَّج بالأغنيات،
المدمّى برائحة القصل الرعوي،
 سوف أبدأ اسم الحياة هنا على مرفأ نائم من سنين طوال،
لو ترى وجه هذا المقاتل يلتاع،
لا لوع به
إنه انثناء المطر واتحاد الخريف عليه
إنه لا يبالي دائما لكنه يعدو له،

وفي كل حب يعدى عليه..

 

شاعر من الأردن