ندوة "الهوية والتنوع والأمن الثقافي"

باتساع الأرض التي تروي حكاياتها بالعربية، من جزيرة في أقصى المشرق العربي تحكي، لوطن في أقصى مغربه ينصت. شاركت معالي وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في ندوة "الهوية والتنوّع والأمن الثقافي" التي أقيمت ضمن برنامج فعاليّات موسم أصيلة الثقافي ال 35، والذي يقام في مدينة أصيلة بالمملكة المغربية.

بحثت الندوة ومداخلات المحاضرين إشكاليات «الهوية والتنوع والأمن الثقافي»، وما يؤرق المجتمعات العربية التي يواجه بعضها ظروفًا عصيبة وتحديات اقتصادية وبيئية وسياسية. وقّدمت معاليها في مقدمة مداخلتها مرورًا على حال الهويّة العربيّة المعاصرة، ثم انتقلت بعد ذلك لفكّ إشكال مصطلح الأمن الثقافي بتفسيراته وتأويلاته، شارحة بُعدَيه الفلسفيين، وأثر كل تفسير منهما على واقعنا العربي، إذ تقول: "يمكننا اعتبار الأمن الثقافي مرادفًا لوفرة المنتج الثقافي وغزارته، ما يؤدي إلى تأمين احتياج المجتمع ثقافيًا وفكريًا، ما يسد ثغرة الندرة أو النقص الذي يحيل على الاتكال أو الاعتماد على المنتج الذي يقدمه الآخر على علّاته."، أما التفسير الآخر للأمن الثقافي فقد قالت عنه "يمكن لنا اعتبار الأمن الثقافي مصطلحًا ينطوي على الفعل الدفاعي الذي توحي به بالفعل كلمة الأمن، باعتباره جزءًا من الأمن القومي، فالثقافي كما العسكري والاقتصادي يتعرض لهجمات وعدوان وأخطار تستوجب الحماية ويستوجب الدفاع".

 

وعبرّت معاليها عن حاجتنا إلى تدعيم وفرة الإنتاج الثقافي العربي بما يسد احتياج الإنسان العربي ويتناسب وطموحاته، وبما يعزّز مكانة الثقافة العربية في عملية التثاقف والتبادل الفكري العالمي، ما يحقّق التنوع الذي يخدم الإنسانية كلها ويعزز الهوية الوطنيّة والقوميّة.

 

شارك معاليها الندوة السيد محمد بن عيسى الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، السيد محمد الأمين الصبيحي وزير الثقافة المغربي، السيد مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، السيد عبد الرحمن شلقم وزير خارجية ليبيا الأسبق، السيد عز الدين بسشاوش وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي ومدير لجنة التراث العالمي لليونسكو سابقًا، السيد الشيخ تيجان غاجو رئيس معهد بانأفريقيا الإستراتيجي وزير الدولة، وزير الخارجية السينغالي سابقًا، السيد الصادق الفقيه أمين العام منتدى الفكر العربي، السيد فيكتور بورغيس عضو المعهد الإفريقي للحكامة وزير الشؤون الخارجية والتعاون والجاليات سابقا، بالرأس الأخضر، والسيد شريف خزندار نائب رئيس اللجنة الوطنية الفرنسية لليونسكو رئيس دار ثقافات العالم المركز الفرنسي للتراث الثقافي غير المادي.

موسم أصيلة الثقافي في دورته الخامسة والثلاثين، والذي ينطلق في موعده السنوي كل صيف بمدينة أصيلة المغربية تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، يستضيف أكثر من 400 شخصية سياسيّة وفكريّة وعربيّة ودوليّة تناقش قضايا راهنة في إطار ندوات تمحورت هذا العام حول "التغير المناخي والأمن الغذائي: بين المقاربة التقنية والفعالية البشرية"، و"الملامح الجديدة للاستشراق في الفنون العربية المعاصرة"، و"فصول الربيع العربي من منظورنا ورؤية الآخر"، و"الهوية والتنوع والأمن الثقافي"، و"المشهد الإعلامي في دول مجلس التعاون الخليجي في ضوء التطورات في المنطقة". ويقدّم بالإضافة للندوات والمحاضرات حفلات موسيقية ومعارض فنيّة وورش عمل ثقافيّة متنوعّة.