استطاع عبدالله المتقي أن يطرح اسمه كواحد من أبرز كتاب القصة القصيرة جدا في المغرب، وقد سبق للكلمة أن قدمت دراسة عن مجموعته القصصية (الكرسي الأزرق)، وها هي تقدم هنا مجموعة من نصوصه الجديدة.

قصص قصيرة جدا

عبدالله المتقي

 

نقاء

1- رجل عار يعدو في الشارع العمومي
2- في يده سكين يلمع
3- تعطلت لغة المرور
4- وقف الرجل بغتة
5- شرع في تقطيع، أذنيه، أنفه، و...
6- في المشفى ، قال الرجل للممرضة :
7- " كنت أنظف وجهي من الأقنعة "

اندغام 

أفعى ملونة، تترنح تحت شجرة مسنة

حنش بلون واحد يتأمل المشهد باشتهاء

تقترب الأفعى

يقترب الحنش

ثم ريثما يندغمان على شكل

جديلة  امرأة في الخمسين

مكيدة

الأشجار حافية من العصافير ، والممرات تصطبغ بأوراق  صفراء، فقط، رجل متقاعد يتأمل  خريف الحديقة، ويتحايل على الموت بعصافير شاحبة، تطلق مراثي متناغمة، وبأطفال يتقافزون  في كرسي  مسن، كما السناجيب

تقشير بوفاري 

في ضواحي براون، شاحنة أنيقة قريبا من العمارة، ثم ريثما فوجئ عمال النظافة بقمامة من الأوراق لاتكاد تقرأ

تشطيب

تصحيح

تشطيب

تعديل

في نفس العمارة، مازال فلوبير يقشر مدام بوفاري، وأحيانا يكحل عينيه بمراكب رشيقة تعبر نهر السين.

طباق الحلم

كلما أغلق عينيه ونام، رأى فيما يراه جندي متقاعد:

 ذاكرة فسيحة من الحروب  بدون أ وسمة، ساق نصفها من حديد فرنسي، وعين واحدة ..

كلما أغمض عينيه ونام، رأى فيما يراه جنرال متقاعد:

 فندق باذخ ..

 مسبح دافئ ..

سيجارة كوبية ..

وزجاجة نبيذ بلون كرز المرأة التي قد تدلك قصعة ظهره بعد قليل

 

عتبة
على مدخل باب قاعة العرض، كادا يصطدما
هي لفحتها أنفاسه .. هو التهمته عيناها
وحدهما تابعا اللقطة شكلا ومضمونا ، وابتسما 

قمر وحكاية

محطة البنزين أنيقة هذا الصباح، لأن المطر توقف غزيرا على عتبات الفجر، وبعد ساعة سيتسلل رجل بلا ضوضاء،  تحت معطفه الشتوي، حكاية صفراء، علبة سجائر، وقلم أزرق .

بعد السيجارة الأولى،  التي تنفض عن عينيه قصة الليل الطويل، ينثرا لرجل ضجيج صمته فوق المائدة، بين الفناجين، و يعود لقمره المنسي، ثم أصبح ثانية وحدي.

---

* عبد الله المتقي قاص من المغرب صدر له "الكرسي الأزرق"