هنا شاعرة من ليبيا تستدعي شاعرا جاهليا، ترك بصمته على الشعريات العربية وظل مرجعا أساسيا في تشكلها، ففي حوار مع أثره وصورته التي تركها من خلال قصائده وسحرها، تتشكل صورة جديدة والتي تؤرق الشاعرة من فرط تفردها وهو ما جعلها في النهاية تسائل قصيدتها الخاصة.

أمرؤ القيس

أمل سليمان إبراهيم

أيا امْرأَ الْقيْسِ،

ألا تدلَّنا شعْرَكْ؟! .

كلٌّ يظنُّ ما يقوُلُ،

لِلْحُروفِ بعْضَهُ مِثـــْلُـكْ.

عذَّبْتنا في الشِّعْرِ،

أنْ نقْرَأَهَ منْ غيْرِكْ.

الكلُّ يدَّعي،

محبَّةً لليْلى،

بيْنما ظلَّتْ تُطارِدُ

ملاذَها بصوْتِكْ.

كيفَ نجارِيك

وكيْف نكْتبُ السِّحْرَ

كسِحْرِكْ؟! .

لعلَّ ما يأْتي إليْنا

بيقينٍ عنْكَ في كنْهكْ.

أَ أمْرأَ الْقَيْسِ،

لِمَ الْقصيدة اسْتَـبْكـَيْتـَها،

نبْضُ الحنينِ ،

ثمَّ لِطَّيْفِ ارْتحَـلْتْ؟! .

أيُّ نبُوءَةٍ تنبَّـأْتَ بــِها؟

طريقُكَ الْحزينِ،

أمْ خيْلُكَ في عِنادِهِ ليلٌ طويلْ.

وقدْ نَخالُها الصَّحارِي،

في شراسةٍ،

وقلْبًا بــِبُكاءٍ منْ أنينٍ ،

عنْدما يُصِيخُ سمْعهُ ،

إلى جُموعِ راحِـلينْ .

حتَّى بَـكتْ ،

ما أَهَرقتْ،

بلا دموعٍ،

منْ دماءٍ في السِّنينْ.

 

شاعرة ليبية، والقصيدة من ديوان ترنيمات