في الوقت الذي يستمر فيه النزيف السوري وبطش النظام واستبداده، باث الحديث عن مؤتمر جنيف كأحد المحطات السياسية للخروج من الأزمة والتوصل الى حل نهائي كفيل بوقف مسلسل التقتيل المتواصل، هنا قراءة في خلفيات هذا الحل السياسي وإمكانات نجاحه أو فشله والخيارات المفتوحة بعدها..

وهل سيزهر مؤتمر جينيف 2 ويثمر؟

برهان إبراهيم كريم

بات الحديث عن مؤتمر جينيف، هو الشعل الشاغل للساسة ووسائط الاعلام في كل مكان. وتموضع كل هؤلاء بآرائهم وتحليلاتهم ومواقفهم وصراخهم  وتصريحاتهم، في سبعة اتجاهات: إتجاه يدافع عن جنيف2، ويفرط في تفاؤله بما سيجنيه من هذا المؤتمر من ثمار. إتجاه يهاجمه ويعاديه ويشن حرباً ضروساً عليه، ومفرط بتشاؤمه ويأسه منه.  إتجاه أتخذ موقفاً وسطياً، وحاله حال المتشائل، أي متشائم ومتفائل بآن واحد.  إتجاه مرغم على القبول به، وحضوره ودعمه والمشاركة فيه، ولا حول له ولا قوة. إتجاه يطالب أن يكون الحل سورياً وبأيد السوريين وحدهم بدون تدخل خارجي. إتجاه يطالب بتدخل عسكري، لآنه يعتبر التدخل الخارجي هو أنجع الحلول.  إتجاه يرى في الحسم العسكري على الأرض أفضل  وأنجع الحلول. على الاطلاق.

وغالبية هؤلاء يصورون للناس بأن مؤتمر جينيف2،ليس سوى واجهة إعلامية للوفود، وغرف مغلقة للمعارضة والنظام بحضور روسي وأميركي.  وتتسابق وسائط إعلام  لتنقل إلينا كل يوم مفاجآت وأحداث وحوادث وتسريبات وتحليلات وأحكام تسبق انعقاد المؤتمر، بهدف ترسيخ واقع جديد، يسبق انعقاد مؤتمر جينيف2. وهذا بعض من هذه  التحليلات والتسريبات:

جينيف2 غير مؤكداً حتى الآن. وهذا رأي مركز الدراسات الاستراتيجي Grand  Strategy، الذي نشر تقريره وجاء فيه: لا جينيف2 مؤكداً حتى الآن. فالمعارضة السورية مشتتة وقواها تتراجع على الأرض لصالح القاعدة. وهذا سيقوي علاقة الغرب بالنظام. والنظام لن يفاوض من نعتهم بالعملاء والمسلحين، والذين طالبوا بضرب سوريا. والموالين للغرب، ويراهن على المزيد من تشرذمهم. ولن يفاوض كل المعارضة الخارجية، ومن سوء طالع المعارضة أن الأسد بات يتصرف من موقع اقوى.  ولكن المركز يعود ليناقض كلامه، وبصدر تغريره الجديد ليقول فيه: في 22تشرين الثاني سيعقد مؤتمر جينيف3. البعض يظنه مؤتمراً للحل وهذا لن بكون لنه يشبه مؤتمر جينيف1973م، الذي لم يؤدي إلى حل، بل فتح أبواباً لتسويات جديدة. النظام يتمسك بقضم الوقت وربح الزمن، والمعارضة تتآكل والتسوية ستكون بمساعدة الغرب للنظام أو إطلاق يده لإنهاء القاعدة، والمشهد الداخلي إلى تأجيل أو إلى صورة غير متوقعة شفيعها الزمن.  

قلق من الموقف الروسي الداعم لسوريا. وهذا القلق عبر عنه معهد كارينجي، بتقرير جاء فيه: معهد كارينجي  قلق من الموقف الروسي الداعم لسوريا لقدرة قواتها القضاء على المتشددين الإسلاميين، الذين تعتبرهم موسكو ألد أعدائها. فروسيا تدرك تماماً تردد الادارة الامريكية بالتدخل العسكري في سوريا، لكن المسألة بالنسبة لروسيا تتجاوز سوريا، إذ ترمي إلى استعادة التوازن والمساواة في العلاقة الامريكية الروسية.

مراوحة أميركية في المكان حول جينيف2. وهذه المراوحة كشفت عنها صحيفة السفير بخبر جاء فيه: مراوحة أميركية في المكان حول جينيف2، إذ لا يحمل الامريكيون طلباً عاجلاً وواضحاً للمعارضين لطاولة المفاوضات بمقتضى التفاهم مع الروس وقرار مجلس الأمن رقم 2118. والسفير فورد يعمل على فرض الائتلاف، وتهميش  المعارضة الأخرى كهيئة التنسيق وتيار بناء الدولة والهيئة الكردية العليا.  ومؤشرات  الحالة السورية تتعدد وتتباين ولا تستقر على حال. ومن هذه المؤشرات: بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة بات أمر محتوم. وهذه النتيجة توصلت إليها صحيفة الدستور الأردنية، بنشرها مقال لياسر الزعاترة جاء فيه: نحن لسنا في حاجة لتسريبات  كي ندرك ان بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة لعام او عامين وربما إلى أمد غير معلوم صار موضع اتفاق بين واشنطن وموسكو، وهما اللتان تحتكران عملياً مشروع جنيف2. أما الجانب المتعلق بضرورة القضاء على الجماعات الإسلامية  المسلحة فيبدوا صحيحاً إنه لن يحدث إلا بوجوده.

الاقتتال بين فصائل المعارضة أثبت أن موقف موسكو أكثر دقة من موقف واشنطن. وهذا الرأي هو راي صحيفة الفايننشال تايمز، حيث نشرت خبراً جاء فيه: الاقتتال بين فصائل المعارضة أثبت أن موقف موسكو أكثر دقة من موقف واشنطن أو لندن أو باريس. وأصبح من الواضح ان إزالة النظام في دمشق لن يضع نهاية للحرب، وسيشكل مرحلة جديدة من الحرب، ومن المدهش أن التجار متمسكون بالحكومة، والجيش السوري في حرب ضارية لايزال ثابتاً وغير مفكك، رغم الضغوط النفسية الهائلة بهكذا نزاعات.

لو ترشح اليوم الرئيس بشار الأسد للرئاسة فسيفوز. وهذا الكلام لوليد جنبلاط. حيث نقل موقع Syr.now  تصريح لوليد جنبلاط، قال فيه: أتمنى لو أن البعض لم يعتقد منذ بداية التحرك في سوريا أنه بالمال يصنع ثورة، وصولاً إلى المبالغة  في الرهان على سقوط الرئيس الأسد بعد ثلاثة أشهر. ثم توالت المواعيد وبقي الأسد ولم يسقط. وبالتالي لو ترشح اليوم للرئاسة فسيفوز. والترسانة الكيميائية سلاحاً ردعياً فات زمانه. وصحيفة الأخبار نشرت خبراً، جاء فيه: حتى الترسانة الكيميائية لا يأسف عليها الرئيس الأسد، ويراها سلاحاً ردعياً فات زمانه. فتطوير قوة الردع الصاروخية السورية أهم، لأن الكيميائي لا يستخدم إلا كرصاصة أخيرة عندما يستخدم العدو ترسانته النووية، وقد جرى تقدم كبير في العقدين الماضيين في طرق استيعاب ومعالجة السلاح الكيميائي. وقال الرئيس الأسد:  هي حكاية داء ودواء، والدليل خمسة جنود أصيبوا بهجمة كيميائية للمعارضة عولجوا بحقن وعادوا إلى المعركة.

هرب المتمردين أو استسلامهم ليس أكثر من مسألة وقت. وهذا الكلام لموقع تيك ديبكا الاستخباراتي الاسرائيلي، الذي نشر خبر جاء فيه: إن استمرار الاستقرار في الجولان السوري يتوقف على قرار  إسرائيل وجيشها لجهة التدخل أم لا، أي وقف هجوم الجيش السوري على المتمردين أو التخلي عنهم. وأن طرفي  الحرب يعرفان أنه في ظل ميزان القوى وكثافة  النيران التي يملكها الجيش السوري فإن هرب المتمردين أو استسلامهم ليس أكثر من مسألة وقت.

العالم يواجه أسوأ الازمات الإنسانية منذ عقود. وهذا التوصيف صدر نشرته صحيفة Foreign policyنقلاً عن مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المساعدات الإنسانية كريستالينا جورجيفا، والتي صرحت لوسائط الاعلام قائلة: العالم يواجه أسوأ الازمات الإنسانية منذ عقود حرب البلقان ورواندا، وذلك بعد أن تحولت سوريا إلى ركام وحطام يعاني فيه ملايين من الأشخاص وبصفة أساسية النساء والأطفال.

تحسن وضع النظام السوري بما فيه الكفاية. وهذا من استنتاجات الوسائط التالية:  موقع ديبكا الاستخباراتي الاسرائيلي، حيث نشر خبراً جاء فيه: أشارت مصادر لموقع ديبكا إلى تحسن وضع الأسد ونظامه بما فيه الكفاية، وبالتالي بإمكانه التخلي عن مساعدة حزب الله العسكرية، حيث عزز قوته القتالية من خلال الخبرة التي أكتسبها في المعارك في سوريا ومن خلال تحسين التحضير  للمعارك  وفق أساليب الوحدات النظامية. وصحيفة الفايننشال تايمز، نشرت خبراً جاء فيه:  يعتقد الرئيس الأسد أنه يمتلك جميع البطاقات  التي تحرره. فالمقابلات الصحفية التي أجراها مؤخراً مع وسائل الاعلام في ظل استمراره بشن حرب ضروس تتسم بالدبلوماسية، فالأسد لديه الحق بالاعتقاد أن الدبلوماسية شبيهة  بلعبة المونوبولي، وأنه يمتلك جميع البطاقات التي تحرره.

وصحيفة الحياة، نشرت خبراً جاء فيه: السفير الأمريكي السابق لدى سوريا روبرت فورد أبلغ قادة الائتلاف الوطني السوري في إسطنبول أن واشنطن ستتعامل مع الحكومة المؤقتة التي يعمل أحمد طعمة على تشكيلها، لكنها لن تعترف بها كي لا تكون عقبة أمام انعقاد مؤتمر جنيف2. وأبلغ الجيش الحر أن واشنطن ستعمل على تعزيز تسليح مقاتليه، لتغيير  ميزان القوى على الأرض. غير أنه أبلغ محاوريه بوجود قلق كبير من ارتفاع نفوذ داعش.  وموقع ديبكا الإسرائيلي، أصدر هذا الحكم ونشره، وجاء فيه: قوات المعارضة لا يمكنها أن تصمد في مواجهة القوة العسكرية الكبيرة  للجيش السوري والتي بدأت الهجوم.  ولاشك أن أحد أهداف هذا الهجوم هي قطع العلاقة بين المتمردين  السوريين في هضبة الجولان والجيش الإسرائيلي. وكانت سوريا قد تمهلت بهذا الهجوم، ولكن بعد الاتفاق الروسي الامريكي حول تفكيك السلاح الكيميائي أطلقت يدها وبدأت هجومها الشامل. وصحيفة الأنتي وير Antiwar، نشرت خبراً جاء فيه: إن مؤيدي الرئيس السوري محقون عندما يتهمون واشنطن بانتهاج سياسة تهدف إلى إبقاء الحرب الأهلية السورية  مستمرة بزيادة في تدريبها الفصائل المتمردة. غير أن مسؤولين أمريكيين أشاروا إلى أن مساعدة CIA مصممة لضمان ألا تخسر الفصائل المؤيدة لواشنطن ، ولكن تبقى أقل من أن تجعلها تنتصر. لأن كثيراً منها تخطط لحرب تطول سنوات بأمل الخروج من مأزقها.

ومركز الدراسات الاستراتيجي Grand  Strategy، نشر تقريراً جاء فيه: كل المؤشرات تتحدث عن بداية النهاية للأزمة السورية دولياً. أول من تحسس ذلك أمير قطر الجديد الذي أرسل رسالة ترطيب للأسد، وسبقه الإيطاليون والإسبان الذين أرسلوا مبعوثين أمنيين للتعاون، لكن الرئيس الأسد أشترط إعادة فتح سفاراتهم، وسرعان ما كرت السبحة، فجنبلاط تراجع، وواشنطن رفضت استقبال الأمير بندر كتقريع له على لعبه وحده خارج التفاهمات حول سوريا. والواضح أن الرئيس السوري قد بدأ تشدده بخصوص جينيف.

وصحيفة يني مسج نشرت تصريح البروفيسور حيد باش رئيس حزب تركيا المستقلة، والذي قال فيه: وفاء سوريا لتعهداتها في تدمير ترسانتها الكيميائية. أكسبها ثقة المجتمع الدولي واحترامه، كما عزز من موقفها السياسي على الساحة الدولية. وهذا باعتراف جون كيري ذاته الذي قال علناً أن سوريا تستحق المديح في هذه الشأن، والسبب في هذا التحول هو صمود سوريا. وجوناثان شاول أدلى بتصريح، قال فيه: شحنات من القمح بدأت بالوصول إلى الموانئ السورية في الوقت الذي بدأت فيها حساباتها المصرفية في الخارج بالتحرر بشكل تدريجي من العقوبات الاقتصادية. حيث كشف تجار الحبوب عن استعداد كبير من الحكومات الأوروبية للسماح لهذه العروض بالمضي قدماً لأسباب إنسانية. وهذا سيجعل الرئيس السوري قادراً  على تعزيز الامدادات  الغذائية المستنزفة، وقامت باستيراد 500 ألف طن قمح على الأقل.

مركز الدراسات الاستراتيجي Grand  Strategy، نشر تقريراً، جاء فيه: عندما تبدأ معركة القلمون التي تبدوا قريبة، فإن فصلاً مهماً من الصراع غي سوريا والتدخل الخارجي سيطويان. والواضح أن النظام السوري بدأ يطوي صفحة التمرد، وبدأ يحصد نتائج تخليه عن السلاح الكيميائي، وبدأ يتخذ قرارات التصفية لخصومه الذين أختلط حراكهم بالقاعدة دون تحفظات في البداية فدفعوا ثمن هذا الخطأ الاستراتيجي غالياً. وصحيفة الإندبندت، نشرت مقال باتريك كوكبيرن وجاء فيه: واحدة من الانعطافات غير العادية في الحرب في سوريا، أن الاستخدام المزعوم لغاز السارين ضد المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في دمشق يتحول إلى أفضلية لصالح الرئيس السوري بدلاً من خسارته. والموقف الاميركي من سوريا أشبه بحزازير وتناقضات و تخرصات. وهذا بعض منها:

فوزير الخارجية كيري أدلى بتصريح جاء فيه: اتفقت مع لافروف على التحرك نحو سلام في سوريا بأقرب وقت. وللرئيس السوري فضل في السرعة القياسية التي بدأت بها عملية تدمير الترسانة الكيميائية، وهذه بداية جيدة، ونحن نرحب  بالبداية الجيدة. ونحن ممتنون للتعاون الروسي، وكذلك طبعاً للامتثال السوري. ومركز الدراسات الاستراتيجي Grand  Strategy أعتبر إشادة كيري بالرئيس الأسد تغير كبير في الموقف الأميركي، ونشر تقريره الذي جاء فيه: إشادة وزير الخارجية الأمريكية كيري بدور النظام السوري وتسمية الأسد بالذات في هذا الدور الايجابي رسالة واضحة إلى أن النزول عن الشجرة قد بدأ بالانتقال من المطالبة  بتنحيته إلى رعايته والإشادة به. قضي الأمر فالأسد باق والمعارضة ستكون أمام أسوأ نهاية لفصولها. والحوار السوري الاميركي قادم بلا أدنى شك.

ومعهد National interest،نقل تصريح راجان مينون، والذي قال فيه: تعاني واشنطن من اضطراب في تعاملها مع الازمة السورية مقابل ذكاء لافروف. فيما أداء كيري باهت، وتصريحات المسؤولين الأميركيين متناقضة. فبوتين استطاع وضع روسيا في قلب المسرح وإظهارها كقوة عظمى لكنها غير قادرة على إيجاد السلام في سوريا، لأنها ستظل تعاني من الوضع المتفجر والعنف لسنوات قادمة.

وصحيفة لوس أنجلوس تايمز نشرت رأي مارك كولينز، والذي جاء فيه: سوريا ربما ستصبح معقلاً للإسلاميين، والحل الواضح والأكيد لتخليص سوريا من المقاتلين الجهاديين المتطرفين هو تسليح الحكومة السورية بدلاً من محاولة تدميرها. ولكن هذا سينتج عنه فوز الحكومة السورية. فحتى الآن قامت واشنطن بدعم المعتدلين كقوة  موازنة في الحرب. لكن لسوء الحظ سيطر الجهاديون على المعتدلين. 

اهتمام أميركي بنفط شرق البحر الأبيض المتوسط. وهذا الاهتمام كشفت عنه صحيفة السفير، بنشرها خبر جاء فيه: النفط بالمنطقة اهتمام أميركي، وإشارات أمريكية وغربية واضحة بضرورة تحرك لبنان عملياً للاستفادة من ثروته النفطية، وعدم حصول تأخير في موضوع إقرار المراسيم التي ستفتح الباب على مصراعيه أمام بدء المناقصات وأعمال التنقيب. وزيارة وزير الطاقة جبران باسيل إلى موسكو من المتوقع أن تتوج بتوقيع اتفاقية بين لبنان وروسيا في مجالي النفط والغاز. وهذا يعطي انطباعاً بأن لبنان مقدم على استقرار، فهل تتبعه سوريا؟

الروس وجدوا في اندلاع الأزمة السورية مدخلاً لرسم خطوط حمر. وهذا هو رأي صحيفة الأخبار، حيث نشرت مقال للسيد إبلي شلهوب جاء فيه: مع اندلاع الأزمة السورية، وجد فيها الروس مدخلاً لرسم خطوط حمر، وفرض معادلات. من هنا يمكن فهم القائلين بأن بوتين يحتاج إلى الأسد وليس العكس، بغض النظر عن مستوى المبالغة في هذا التعبير. ومن هنا أيضاً خرجت المعادلة الشهيرة: الروس يدافعون في دمشق عن أسوار موسكو التي أصبحت أخيراً شريكاً لواشنطن في الشرق الأوسط، وتقاتل لرفع حصتها في تلك الشراكة.

وتزايد الوجود  للمتشددين الإسلاميين يقلق الادارة الأميركية. وكشف هذا القلق:

مركز L.A.T بنشره تصريح لمصدر أمريكي شريطة عدم الكشف عن هويته، قال فيه: أن الوجود المتزايد للمتشددين الإسلاميين يمكن أن يشكل مخاطر فريدة من نوعها في الغرب بسبب قرب سوريا من مصالح الولايات المتحدة الامريكية الاستراتيجية، وسهولة السفر إلى أوروبا، وتوافر الأسلحة المتطورة. وأن CIA تتوقع تحول المتطرفين السوريين من قتال الأسد إلى استهداف الغرب. وصحيفة لوس انجلوس تايمز، نشرت خبراً جاء فيه:  تخشى الولايات المتحدة الأمريكية  من تحول سوريا إلى باكستان جديدة بتصاعد حدة الإرهاب فيها، وانتقال الجهاد المسلح إليها بعد اتخاذ القاعدة منها ملاذاً بعد اليمن وباكستان وأفغانستان. ومسؤولوCIA يشعرون بقلق متزايد من أن يجد تنظيم القاعدة والجماعات الإسلامية الراديكالية ملاذاً لهم في سوريا كما في شمال غرب باكستان. وأنهم يتوقعون أسوأ السيناريوهات المحتملة، خاصة مع عدم القدرة على كبح جماح المسلحين وسيطرة جبهة النصرة على الحدود الأردنية السورية.

لا دور لحلف الناتو في سوريا حالياً. وصحيفة اللوفيغارو نشرت تصريح الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ أثناء زيارته لليونان، والذي جاء فيه: أدعوا الحكومة والمعارضة في سوريا إلى المشاركة في المؤتمر الدولي الذي اقترحته كل من واشنطن وموسكو. فالحل العسكري للصراع السوري  لا يفيد في التوصل إلى حل طويل الأمد، وأنني لا أرى أي دور لحلف الناتو حالياً.

وتخبط أردوغان بات يشكل خطراً عليه وعلى حلفاء تركيا. وهذا بعض من تخبطه: فصحيفة المونييتور، نشرت خبراً جاء فيه: أردوغان محبط من الصفقة السورية، وأدلى بتصريحات قاسية  بحق كيري،  لإشادته بتعاون الرئيس السوري بتنفيذ خطة تدمير الاسلحة الكيميائية، لأنها  كانت بمثابة بطاقة ائتمان له. وصحيفة يني تشاغ التركية، كتبت تقول: دعوة الملك السعودي عبدالله  لرئيس الجمهورية التركية لأداء فريضة الحج أمر طبيعي. لكن غير الطبيعي  في هذه الدعوة السرية والغموض اللذان يحيطان بها. فملك السعودية أرسل الدعوة فقط لعبد الله غول، ولم يرسل دعوة مشابهة. والسؤال هل هناك صفقة ضد أردوغان؟

صحيفة وول ستريت جورنال، نشرت رأي آدم انتوس وجاء فيه: تعتقد الولايات المتحدة الأمريكية أن تركيا تسمح للمقاتلين والأسلحة بالتدفق إلى سوريا دون تمييز، وأحياناً إلى المتمردين والجهاديون المناوئون للغرب. ورئيس المخابرات التركية خاقان فيدان  يتنافس مع نظيريه الإيراني والسعودي لملء الفراغ نتيجة التغييرات. وصحيفة يورت التركية نشرت خبراً، جاء فيه: حكومة حزب العدالة والتنمية تخطط لاستغلال المهجرين السوريين في الانتخابات المنتظرة في أزمير. وأن عدد المهجرين وصل إلى 500 ألف سوري موزعون في 41 مدينة تركية.

وبعد استعراض بعض ما تنقله وسائط الاعلام و ومراكز بحوث، لا أجد خير ما أختم به المقال ، سوى خبر نشرته صحيفة الغارديان، وجاء فيه: الشرق الأوسط يشهد تغييراً جذرياً في تحالفاته بشكل دراماتيكي، فالأرض تهتز تحت أقدامنا ، وعلينا الإبقاء على جميع خياراتنا مفتوحة. فثلاثة أحداث ساهمت في زعزعة استقرار النظام القديم، وهي: الإنقلاب العسكري في مصر، واتفاقية تدمير السلاح الكيميائي السوري، والمكالمة الهاتفية بين أوباما وروحاني.

 

السبت: 19/10/2013م