يرفقنا هذا التقرير الى دولة البحرين، نتعرف من خلاله على تجربة رائدة في مجال التراث والخاص ببرنامج شبابي دولي لإطلاق حملة تطوعية بتنسيق مع منظمة اليونسكو لتنفيذ موقع مصنف كتراث إنساني عالمي.

البرنامج الشّبابيّ الدّوليّ للتّطوع في مجال التّراث

افتتح سعادة الشّيخ خالد بن حمود آل خليفة الوكيل المساعد للسّياحة صباح اليوم (السّبت، الموافق 16 نوفمبر 2013م) أولى فعاليّات البرنامج الشّبابيّ الدّولي لإطلاق حملة للعمل التّطوعيّ بقلعة البحرين التي تُقام تحت رعاية وزارة الثّقافة، والتي تنظّمها جمعية الكلمة الطّيّبة بعد اختيارها من قِبَل منظّمة اليونيسكو لتنفيذ هذا البرنامج في أوّل موقع بحرينيّ مسجّل على قائمة التّراث الإنسانيّ العالميّ (قلعة البحرين) منذ اليوم (16 نوفمبر) وحتى 21 من الشّهر الجاري، وذلك بمشاركة 30 شابًّا من جمعية الكلمة الطّيّبة، 20 شابًّا من مختلف دول العالم من أفريقيا، أوروبّا، آسيا والعالم العربيّ، بالإضافة إلى العديد من المهتمّين بهذا البرنامج التّطوعيّ والآثار.

وقد رحّب سعادة الوكيل المساعد للسّياحة بجميع المشاركين، مشيرًا إلى أنّ مملكة البحرين تملك العديد من المؤهّلات التّاريخيّة والمتداخلات الحضاريّة التي تجعلها محظوظة بهذا الإرث الإنسانيّ الذي يعود إلى آلاف السّنين، مضيفًا أنّ مملكة البحرين استطاعت في العام 2005م أن تُدرِج هذا الموقع على قائمة التّراث الإنسانيّ العالميّ .

خلال حديثه، دعا سعادة الشّيخ خالد بن حمود آل خليفة الحضور إلى زيارة المواقع التّاريخيّة والحضاريّة الأخرى التي تحتضنها العاصمة المنامة منها باب البحرين وسوق المنامة القديم، معربًا عن فخره بالاهتمام الشّبابيّ العالميّ بالحضارات والإنسانيّات، وقال: "يجب أن تشعروا بالفخر بأنفسكم لأنّكم خير من تمثّلون بلدانكم في المحافظة على الإرث التّاريخيّ والإنسانيّ والثّقافيّ".

أتبع الافتتاح مداخلة السّيّد عدلي دعنة ممثّل الخدمة التّطوّعيّة التّابعة لليونيسكو الذي أشار إلى أنّها المرّة الأولى التي تحتضن فيها دولة عربيّة ومسلمة وخليجيّة حدثاً كهذا يتخصّص في برنامج المتطوّعين للتّراث. وتطرّق في حديثه إلى ماهيّة البرنامج وأهميّته، مبيّنًا أنّه برنامج تعليميّ غير رسميّ يُدعَم بواسطة مؤسّسات تهتمّ بالعمل التّطوعيّ، ويتوجّه بفعاليّاته وأنشطته للمؤمنين بالثّقافة والتّراث تحديدًا وليس لمجرّد المشاركة.

وأوضح السّيّد عدلي خلال حديثه أنّ هنالك آلاف المتطوّعين في هذا البرنامج حول العالم، وأنّه قد تمّ في العام 2012م وضع استراتيجيّة تطوعيّة متكاملة للسّنوات العشر القادمة، والتي تركّز في أحد بنودها على الثقافة والتراث.

ينطلق البرنامج التّطوعيّ الشّبابيّ بالعديد من المشاركات من المتطوّعين الذين يمثّلون الدّول التّالية: فرنسا، سويسرا، ألمانيا، تركيا، بلجيكا، البوسنة والهرسك، الجزائر، الإمارات العربيّة المتّحدة بالإضافة إلى متطوّعين بحرينيّين. وجميعهم يمثّلون منظّمات تطوّعيّة مرموقة في بلادهم، مقابل مشاركة موازية من الشّباب البحرينيّ، الذين يشاركون أقرانهم من دول العالم في صيانة التّراث الإنسانيّ بقلعة البحرين.

البرنامج يهدف إلى التّعريف بأهميّة قلعة البحرين كأحد أهمّ الأماكن التّاريخيّة في المنطقة والتي تكتسي بصبغة عالميّة، والقيام بحملة صيانة وتعهّد للقلعة بمساعدة المختصّين بهدف توسيع الاستعمال الثقافيّ للموقع، وتوعية الّسكان بأهمية حماية الموروث التّاريخيّ عموماً وقلعة البحرين على وجه الخصوص، إضافة إلى تشجيع برنامج الزّيارات السّياحيّة مع الشّباب المشاركين من مختلف أنحاء العالم.

وتوجّه السّيّد محمد بو كمال مدير البرنامج بالشّكر لوزارة الثّقافة التي تكفّلت بدعم المشروع وقامت بتوفير مختصّين في الآثار والتّاريخ لتقديم المساعدة للشّباب المشاركين، الذين سيقومون بأنشطة ترمي إلى توعية السّكان بأهميّة الحفاظ على التراث ومنها: ورش عمل وزيارات ميدانيّة للفضاءات الثّقافيّة والشّبابيّة بالعاصمة المنامة، كما سيتم إشراك السّكان في النشاط عبر حملة نظافة وزراعة الأشجار والزّهور في محيط القلعة وحملة تعهّد وصيانة تمتدّ أسبوعاً كاملاً بدعم من هؤلاء المختصيّن.

صاحب الافتتاح تدشين معرض فوتوغرافيّ لعرض صور فنّيّة وتوثيقيّة للقلعة خلال مراحل زمنيّة مختلفة، مع إطلاق مسابقة للتّصويت على أفضل صورة يتمّ اختيارها من قِبل الجمهور.