هنا قصيدة لشاعر من الأردن يسائل حالة الانتظار وقلقها وهو ما يصبغ على الوجود حالة من الخواء وكأنه يقوم بتوصيف للراهن حين تتيه الحقيقة ويتسع اللايقين.

خـبـز الأمـوات

حمزة شباب

مـا بـالُ الـصّـحـراء

تُـنـبـت الـيـأسَ فـي أحـشـاء الأمّـهـات . . .

 

تـزرعُـه فـي صُـخـورِ عُـمْـرهـنْ

و يـسْـتـفـيـق الـجـنـيـنُ

عـلـى تـوْأمَـة الـصّـراخ

يـبـكـي بـدمٍ بـاردٍ

كـإشـراقـة ثـوبِـكِ الأصْـفـر

كـلـوْن غِـيـرة الـسّـمـاء

يـصـيـر الأخـضـر فـي عـيـنـيـك

أغـنـيـةً

تـردِّدهـَــا الـحـيـاةْ . . .

 

مِـن عَـيـنـيّ يـرتـدُّ الـصّـدى

و يـلْـتـهِــبُ فـيـهـا الـجــراحُ

مُـذ حـلّـت خـسـائـرُ الأرواحِ

مـا عـادَ بـلـبـلٌ يـطـربُ الآهـات . . .

 

أتُـراهـا تـغـيّـرت ؟!

كـمـا يـتـغـيّـر الـجـلـد فـي الـشّـتـاء

أم تـطـهّــــرت لـتـنـشـد الـويْـلات . . .

 

مـن فــم ضـئـيــلٍ

يـلـتـقـمُـه الـحـوتُ

و يــزرعــهُ الـضّـــبّ فـي الـريـاحِ

يَـنْـطـوي فـي هِـضـابِ الـقَـدَر

أراغــبــةٌ أنـتِ عـن الألـوانِ

و راغــبــةٌ فـي الأصْــــوات . . .

 

فـالـسّـوادُ مِـن قـبـيـلـةٍ عـظـيـمـة

تـلـفّـها الـسّـوْسـنـةُ  بـأصـواتِ الـنّـائِـحـات . . .

 

أغـيـثـي – يـا يـتـيـمـةُ – الـشّـفــقَ

فـقـد حـامَ عـلـى حـَقــلـِي

كـأسـورةٍ مِـن ذهَـب

سَـاعـة الـغـروبِ

يـتـعـلّـمُ مَـهـارة الـقـنْـصِ

لـيـمـزّق أفـكـار الـحَـائِـرات . . .

 

يـتـعـلّـم فـنَّ الأخــلاق

إذا هَـام عـلـى كـفّـي

فـكـفـي مـتـرامـيـةُ الأطـرافِ

مُـخـتـلـطـةُ الأرْجـاءِ

تُـرْسـل الإلْـهـامَ

لـنَـابـغٍ يُـبَـشِّـر بـالـنّـبـوءات . . .

 

يَـحْـتـســـي الـقـهْــوة

الـمُـراقـةَ فـي الـحَـوانـيـتِ

يـصْـحـو عـلـى قـرْع الـكـؤوس

مَـن تـجــرّع الـنـبـيـذَ

و يُـؤثـر عـلـى نـفـسـه

بَـريـقَ الـصّـلـــــوات . . .

 

لِـهـذا تَـعـطّـلـت الـحَـيـــاةُ

حِـيـن بـكـتِ الـحـمـامـة نَـدمَـــاً

و أصـبـحَ الـصّـبــرُ خـبـزاً لـلأمْــوات . . .

 

شاعر من الأردن