في ظل هذا التيهان واللامصير والأفق المسدود، تنسج كينونة الشاعر السوري بعضا من تفاصيل اللحظة الشعرية في بعدها المأساوية، حيث انقشاع أوهام الأحلام وانكشاف جزء من الحقيقة التي ظلت تتوارى خلف الوجع والصمت.

كسوف الوهم

غمكين مراد

الشفاه المرتعشة

أمام

قــُبلةٍ

لم تكن

على هديِّ نظراتٍ

ثرثارةٍ بالشهوة

الأوجه المتقابلة

حائرة في مصيرها

 

الهواء بينها

يقضمُ أوسمة

انتصارات الانكسار

               على خدودها.

في روحها

الألمُ يغرز

سهام النشوة

على جسدها

زجاج حِجابٍ

يسحب

دم عذريتها

آثارُ أقدامٍ راحلة

في إقامتها

على ثلج الصيف

تركها التردد للمحو.

 

احتضارُ كلمات

لهدوءٍ

يخوض مخاض الصاعقة

ترسه غيمٌ

ندهُ سماءٌ هَرِمت على كرسيٍّ

أصبح وجودها

شاخت

في ظلِّه الأوجه

واُنتزع الفمُ

 

الوجع

دليل النوم في قدومه

 

الوجع

دليلُ الخلود في صبره

روحٌ واجمة

أسنانٌ مسربلة

كأوراق شجر

 

والبقية تفاصيل

تترك على المدى لحظاتها

 

الأقدام

بساطٌ طائرٌ

         على أجنحة البقاء

 

الصيحاتُ

أغانٍ على عتبة المُضي

عامٌ منفوثٌ

من لهب أنفاس

 

عامٌ فيه الشِعرُ يُقبل الرياح

 

قرابينٌ

من الصمت

من الوجع

لقيامة الرياح

ولسخرية الوقت

من أوهام

يُعيد للقبل مهد قادِمها

 

نـَفسٌ يومض

ذكريات تـَخسف

وطريق

مجبولٌ

بجثثٍ ترقص

تكسف ما كان

وتمضي.

 

شاعر من سوريا