الحراك الدولي لحماية التراث العربي والعالمي

استكمالاً لدوره الرائد في حماية التراث الثقافي للشعوب العربية والإنسانية، شارك الدكتور منير بوشناقي مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، والذي مقرّه المنامة، خلال شهر أكتوبر الجاري في مجموعة من ورش العمل واللقاءات المتخصّصة في التراث العالمي في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك ضمن جهوده المستمرة للحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي في المنطقة العربية خصوصا وفي العالم بشكل عام، حيث كانت في استقباله السيدة إرينا بوكوفا، مدير عام اليونيسكو، حيث تناقش الطرفان حول أهم المهام العاجلة للمنظمة في العالم العربي، في العراق وسوريا.

وقال الدكتور بوشناقي، إن التراث العربي يكتنز في داخله حضارات عريقة ومهمّة، مضيفاً أن هذا التراث هو إرث إنساني لجميع الدول حول العالم، مردفاً: "حماية التراث الثقافي والطبيعي في العالم العربي من خلال التوثيق والترميم وغيرها من أعمال الصيانة يجب أن تكون ضمن إطار يعمل على توعية العالم بما يحتويه العالم العربي من إرث ثقافي وحضاري جدير بهذه الحماية"، وأكّد أن الدور الإيجابي الذي يقوم به المركز الإقليمي قد تمت الإشادة به خلال جميع المشاركات في باريس خلال أكتوبر.

كما شارك الدكتور بوشناقي في ورشة العمل العالمية والتي نظمتها وزارة الخارجية الفرنسية بالتعاون مع بعثة العراق في منظمة اليونيسكو في مقر المنظمة في باريس، حيث تناولت الورشة الخطة التنفيذية الطارئة لمعالجة أوضاع التراث العالمي في العراق. وقد أشاد المتحدثون في الورشة بدور المركز الإقليمي في حماية التراث العالمي في الدول العربية، وخصوصا فيما يتعلق بتدريب متخصصين عراقيين على إعداد ملف ترشيح موقع الأهوار جنوبي العراق إلى قائمة اليونيسكو للتراث العالمي كموقع تراث طبيعي وثقافي.

وتهدف خطة العمل الطارئة في العراق، والتي شارك في إعدادها المركز الإقليمي، إلى تعزيز التواصل والتنسيق بين كافة الجهات من أجل حماية التراث الثقافي في العراق، إضافة إلى ضمان المشاركة العالمية في عملية تقييم أعمال حمايته.

وفي إطار جهود المركز الإقليمي لتعزيز التواصل مع مؤسسات التراث الثقافي في العالم العربي، اجتمع الدكتور منير بوشناقي مع سفيرة الجمهورية السورية لدى اليونيسكو في باريس سعادة السيدة لميا شكور، والتي  أشادت بالدور الذي لعبه المركز في متابعة حماية التراث السوري عقب اجتماع المدير العام للآثار والمتاحف مع معالي وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز في أبريل الماضي، والذي أسفر عن تحضير المركز الإقليمي للتراث العالمي بالتعاون مع منظمة الإيكروم-الشارقة لاجتماع في مقر اليونسكو من أجل مناقشة إمكانية تنظيم دورت تدريبية ل 20 أخصائيا سوريا في مجال حماية التراث الثقافي.

 كما التقى الدكتور بوشناقي مع رئيس الوحدة العربية في لجنة التراث العالمي السيّدة ندى الحسن، وخبير البرامج في اللجنة السيد كريم هنديلي، حيث توافقوا على ضرورة فتح آفاق التعاون ما بين المركز الإقليمي للتراث العالمي في المنامة والجهات الأخرى العالمية المعنية بالتراث العالمي من أجل عقد مجموعة من ورش العمل والدورات التدريبية في مواضيع متخصصة كإنشاء البرامج الإقليمي المختصة بالتراث، تقييم أوضاع مواقع التراث العالمي في الوطن العربي، بالإضافة إلى الإعداد لعقد مؤتمر إقليمي بالمنامة العام المقبل حول المدن التاريخية بتنظيم من المركز الإقليمي، وبتعاون مع منظمة اليونيسكو والمكاتب الإقليمية المعنية بالتراث كالأليسكو، الإيكروم والإيكوموس.