يحاول الروائي المصري رسم حياة زوجيين مصريين يدرسان في باريس ويتحاوران في الثقافة والحياة ويبحثان في مؤلفات الروائيين المصريين وفي مدى صدق رواية المحرقة اليهودية، كما يتموضع السرد في بعض مواقعه ليتأمل مشكلة الجنس والعلاقات خارج نطاق الزوجية وعلاقتها برغبة الإنسان التي لاتعرف الحدود.

إلماحٌ (رواية)

أشـرف توفيق

 من أين أبدأ والبدء كان كلمة؟ هل يمكن لي أن أعود بك إلى هناك حيث القاهرة-المولد والوطن- وبدء الخطى؟ أي ذكريات نحتفظ بها عن البدايات، عن عوالم الطفولة؟

 لن أضجر من الاعتراف القاهرة مسقط قلبي. مدينة دمغتني بكل ذكرى عشتها فيها، وعلمتني دروسا حتى مطلع العشرينات من عمري حين ودعتها وغادرتها بعد شجار مجنون من شجارات العشاق  ولم أعد بعدها أبدا.افترقنا وبقيت تقيم في قلبي بشوارعها وجوامعها ومقاهيها،ونكهتها القديمة، وطقوسها اللا منسية أحن إلى بيت جدي في”حارة الأشراف” خلف جامع السيدة زينب ولعل بابه العتيق لن يتعرف عليّ اذا عدت اليوم وقرعته...

1--

حيث اقعد، توجد حجرية كبيرة عليها حكاية أسطورة "الكأس المقدسة" أنها الكأس الذي استخدمها يوسف الرامي ليجمع فيها دم المسيح التي تساقطت من جسده على الصليب. دونت الأسطورة في شكل قصيدة غير كاملة عن طريق الكاتب الفرنسي Chrétien de Troyes ) الذي ادعى أنه أخذها من كتاب حقيقي أعطاه له رئيسه الكونت Philip of Flanders.

أشْعُرُ في قِلَّةِ الْمِصْرِيِّين بِغُرْبَة وَتَوَتُّرٍ. كويتية محمرة الوجه وكأنها خارجة من حمام مغربي مع فتلة الوجه ارتدت بنطالاً فضفاضاً فيه الكثير من الجيوب مع سترة ضخمة تخفي معالم الأنوثة منها، بوصولها لطاولة بجوارى يهللن لها الشابات الجالسات عليها، فى بشاشة وحبور ويبدو عليهن لهفة انتظار شيئ ما؟! فتعاجلهن قبل جلوسها بابتسامة، بقولها: شريط الزفة ما زال عالقاً، ها أنا ذي أحطم الرقم القياسي ببلوغي الليلة الرابعة بعد زواجي دون أن يمسسني العريس؟ "بالأمس ارتديت قميص نومي السكري الذي ارتديته مراراً قبل الزواج في أيام الملكة أمام المرآة في غرفتي، مثيرة به إعجاب والدتي التي تذكر الله خشية الحسد. خرجت من الحمام لأجده نائماً ومع أنى أكاد أجزم بأنه تظاهر بالنوم بعد أن التقت عينانا للحظة خاطفة! إلا أنى صرفت وساوس إبليس" يضحكن في دلال ويقلن: لم يمسه بعد جن فرنسا؟! غيري لقميص نوم بلون فاقع؟!. ونصحنها أن تبدأ بالأزرق!

هل تأتى معشوقتي الحلوة؟! ولكن متى تأتي الصُّدف بما يشتهي الْعناق! وكيف لا. ونحن فِي فرنسا؟! ماذا حدث للذُّكور؟! أغلب الْمَناضِد الَّتِي حولها فرنسيَّات بِدُون رجال! حَلَقَاتُ الدُّخَان من فَمِ الْفرنْسيَّات لها تداعِيَات خَاصَّة، الْفُرجَةُ والْبحْلقَةُ أكثرُ إِثَارَة. الْمَكَان بزُجاجِه الْملَوَّن وبديكوره الْبسِيط يُوحِي كما قُلْت بِأزمنَةٍ أسْطوريَة، كِتَاب كولن ويلسون (جُذورُ الدَّافِع الجنسي) بين يَدَيْ فرنسيَّة فِي الثَّلاثِين يتجسَّد وهِيَ مُستغرِقَة فِي صفحاته تتململ تركَتْ كِتابَها، عَيْناها ترمِيَان من الْمجْهول إِلَى الْمجهول!!

سيقانها تلقى التحية من جيب قصير لتايير ازرق، الهذا نصحن العروس بالأزرق!!غلاف مجلَّة لامرأَةٍ عَاريَة فَرَشتْ رَمْلَ الْبحر ونامت والتحفت بالشَّمْس إنَّها نَاعومي عارضَة الأزياء. فأيُّ زِيٍّ تَعْرِضُ وهِيَ "بلبوص" بالبحر على غلاف جريدة، قد يكون العقد الماسي والحلق الطويل؟!

مِشْكاوَات متناثرَة هُنَا وهُناك. ضوء أزرق وديع يخرج من نمانم النُّحاس الْموضوعَة بالْمَكَان بتلقائيَّة تُلْقي هُنَا  

وجدت العروس الكويتية عند رأسي.. جذبتني قالت: أنت، يا أنت هل بالبنطال بُقَع ظاهرَة فِي الخلف! أم صحيباتى يعبثون؟ الْتَفَتُّ أنظر. وكانت مستمرَة فِي الكلام بعصبيَّة.. وهِيَ تُدير لِي نفسها فأراها من الخلف عجيزَتُها كورَة تنضح بنضج وأنوثَة يا لها من عجيزَة فرنسيَة جمعت بين الْعجرفَة واللُّطف، يكاد الْغريب مثلي أن يحس بطَرَاوتِها وشِدَّتها معا بالنَّظر الْمُجَرَّد. عذرتُ فِي هَذَا الْوقت اللُّوطيِّين، فهل هُم مَن يَأْتُون الرِّجَال دون النِّساء – أم هم من يأتون النِّساء مِن هَذَا الْمَوْضِع؟

أطَلتُ النَّظرَ وقد بدا أنَّ الأمر جَدِير بالْبحث فِي فرنسا.. أليست أرض النُّور والحرِّيَّات! استدارت معتدلَة. كانت حانِقَة ومُتَبرِّمة. عند تبين بقع حمراء؟ وانصرفَتْ بقامَتِها الهَيفاء كانت فِي عينيها نظرَة تلقي إلي الظمأ، والتأفف معا شعرت بخجل وصديقتها يصحن عليها: شريط الزفة سيستمر عالقاً خمسة أيام أخرى؟!

قابلت الجزائرى” بورحاب”.استقبلني باهلا مسيو، وبدأت حكاياته. فهو متحدث لبق، ويخلط الفرنسية بالعربية كلما ضاع منة المعنى العربي، يرتعش وهو يتحدث في حيوية وهو ضخم الجثة نوع يقول عنة عباس العقاد ( يرى ماشيا كأنه راكبا) ينتقل بى من سر الرئيس “فرانسو ميتران” الذى اكتشف له خليلة عرفها من عشرين عاما وأنجب منها طفلة؟ الى اليمنى “حسان التعلبى ”الذى جاء معه بالقات ولكنة لا يجد وقت “القيلولة” الحار “للتخزين” فاضطربت احواله؟! إلى الصراع على الجزائر بين الشيوخ والجنرالات (ديسمبر1991 يناير1992)؟ وكيف هرب من الموت هناك، تجرأت وقاطعته في دعابة لماذا لم تقتل الفرنسية.؟؟ قال: تقصد “دانيل” انها رائعة انها ليست سجاح؟! دانيل مخلصة، وجادة، في بحثها عن الحجاب وقد قلت لها ببساطة "الشيطان هدفه دائما تعرية الإنسان وكشف سوءته والتي تجلت ببراعة مع أبينا آدم عندما غواه وافهمه ان الشجرة التي منعه ربه من الاقتراب منها في الجنة التي وهبه اياها شجرة الخلد ولم يكن منع ربه منها سوي اختبار له لاختبار قابليته وقدرته علي الالتزام والصبر ودفع ادم ثمن خطيئته وعصيانه لربه وانصاته لهذا الشيطان المريد هو وامنا حواء بمجرد اقترابه واقراره بالاكل من شجرة الخلد وانكشفت سوءاتهما، ومن هول هذه الصدمة عليهما طفقا يخسفان عليهما من ورق الشجر ليسترا به عوراتهما. وهذا المعنى فى الديانات الثلاثة. ونزل آدم وحواء الي الحياة الدنيا بعد ان كانا في الجنة وتلك الجنة لم تكن جنة النعيم التي وعد الله بها عباده الصالحين في الحياة الآخرة؟! وانما هي جنة خلقت لهما وتختلف عن جنة النعيم؟ وهكذا بدات اللعبة بين بني ادم وبين الشيطان الرجيم الذي تجلت اهدافه في كشف عورة بني ادم وتعريتهم فالنفس البشرية النقية تكره العري والتمثيل بالجسد في شتي صوره والشيطان قد وصل إلي نقطة الضعف؟

قلت له: ولكن قولى من سجاح آهى الجسد المريح بفرنسا يارجل! شخط ولمعت عيناه وقال: انت لا تعرف الفرنسية ولا العربية ولا تقرأ…الا تعرف حكاية “سجاح بنت سويد”. المرأة التى ادعت النبوة فى اليمامة مثلما ادعى النبوة (مسيلمة بن حبيب) المعروف ب“الكذاب ”فى بنى تميم .. في اوقات ”حروب الردة”، زمن خلافة ابو بكر الصديق زعمت سجاح أن الوحى زارها ونزل عليها بالنبوة فتردد أهلها فى تصديقها ..وإن كان بينهم من أقتنع بها وسار خلفها ..وحين سمع مسيلمة بحكاية سجاح أزعجه جدا أن تقاسمة امرأة النبوة وتشاركة إياها فتدبر الأمر مع رفاقة الذين أشاروا بأن يجتمع معها وينظر فى أمرها، فأجتمع الإثنان فى خيمة بقى خارجها أنصار كل منهما ولم يدخها إلا مسيلمة وسجاح فشلح لها سرواله؟! وقال لها:” ألم تر أن الله خلقنا أفواجا .. وجعل النساء لنا أزواجا .. نولج فيهن إذا شئنا إيلاجا ونخرج منهن إذا شئنا إخراجا ".

  فضحكت سجاح ولم تصفعه؟! وقبلت دعوة مسيلمة الى الفراش،الذى كان قد أعده داخل الخيمة..فأشبع رغبتها وأسعدها وأرادت البقاء معه كزوجة مقابل أن تتنازل له عن النبوة؟! فخرج الإثنان من الخيمة وخطب مسيلمة سجاح من قومها وحين سألوه عن المهر قال لهم : قد أعفيتكم من صلاة العصر!!

2--

 دخلنا معا المحاضرة كانت عن الحالات التي تحتاج لقوانين جديدة؟! كان البرفسور"ساجان" يطلب منا المشاركة واستلهام الحلول مستفيدا من تعدد جنسيات الدارسين، وتعدد القوانين قال بمرح :المرأة تقلب علينا المنضدة.. منضدة القانون، واحيانا منضدة الفضيلة…اما كيف؟ فهذا ما سنعرفه.. وعلينا ان نجد حلا؟

 فهى تريد ان تكون أما.. باى شكل وباى علاج رضى القانون او سخط اتسعت رحمة الدينأ، او انفتحت ابواب جهنم. فبعد حريتها الجنسية،إصطدمت بحاجتها البايلوجية للأمومة؟!وعرض حالات تحدثت عنها الصحف الفرنسية

: كورين (22سنة ):أرملة لضابط فرنسي أحبته ثلاث سنوات وفجأة اكتشف “انه مصاب بالسرطان فى البروستاتا"وكان لابد من استئصالها لقد أصبح عاجزاً عن الإنجاب، ولما كان قبل ذلك يقوم ببعث حيواناته المنوية إلى احد المراكز الطبية بانتظام ليعرف سبب عدم إنجابه قبل اكتشافه المرض. فبعد موته لجأت أرملته كوين (22 سنة) إلى المحكمة تطلب إسترجاع هذه الحيوانات المنوية وإنها من حقها، ولان المركز الطبي رفض إن يسلمها هذه الحيوانات لان الفقيد لم يوصى بها لأحد؟! ولكن حكمت لها بذلك احد محاكم باريس وحصلت على الحيوانات الخاصة بزوجها وبدأت تفكر فى الإنجاب بالتلقيح الصناعي من هذه الحيوانات؟! ووجدت الحكومة الفرنسية نفسها محرجة؟ فلاهي تستطيع إن تمنعها من هذه العملية ولا تستطيع ان تخرج على قانونها الذي ينص على :“انه بعد وفاة الأب بثلاثمائة يوم أذا أنجبت زوجته اعتبر الابن غير شرعي ”ولازالت هي تحوز المنى وتهدد به الجميع وترى ان امومتها أهم،وتقول ماذا أفعل تأخرت قضيتى بين المركز الطبى والمحاكم أكثر من ثلاثمائة يوم ؟!

أعلن رجل أنه فى حاجه إلى أم تقبل ان تحمل منه عن طريق التلقيح الصناعي ولها مكافأة مالية كبيرة إذا وافقت، ومكافأة أكثر إذا حملت وإذا ولدت وأعطته هذا الطفل ليسعد به هو وزوجته؟! كانت لهذا الرجل زوجة قد أجهضت مرتين ثم اتفق الزوجان على ان يكون لهما طفل عن طريق التلقيح الصناعى بواسطة امرأة أخرى- وجاء الرد بموافقة سيدة تعمل فى هيئة طبية لتحديد النسل ومتزوجة! حملت صناعيا وولدت وعندما تقدم الأب البيولوجي للام الوالدة بالنيابة رفضت ان تعطيه الطفل؟ فهي أمه وقالت هذه إلام فى المحكمة عندما فكرت فى الحمل كان دافعي إنسانيا ولكن بعد ان حملت شعرت بلذة الحمل وولدت وشعرت بالآم الوضع وعندما رأيت الطفل أحببته فهو ابني ولن أعطية لاحد والقانون لايعرف إلا أبا واحدا فهو الأب الشرعي وليس الأب البايولوجى فالطفل إذن ابن هذه السيدة وزوجها. وقد طلبت المحكمة من الام ان تسمح بإرسال بعض الصور للطفل لوالده البولوجى. والأب الشرعي ليس راضيا تماما عن هذا الطفل، رغم قبوله اموال الأب البيولوجى وإنفاقها؟ والأب البولوجى تعيس تماما لهذه المأساة .ولكن إلام الحامل بالنيابة هي إلام الحقيقية. إما الزوجة الأخرى فلا تزال تفكر فى الأمومة؟!  هنا إنشقت الارض ووصل ابو رحاب لمنصة البروفيسور وقال عندى الحل نطبق الشريعة الإسلامية: "الولد للفراش وللعاهر الحجر"؟! وتكهرب الجو، وسمح البروفيسور له أن يقدمه مكتوباً ففرنسا العلمانية لا تسمح بذلك داخل الجامعات؟

3--

وصلت لباب الْبنايَة نظرت كما تعودت على صندوق الخطابات لعل أحدًا من الْمحروسَة يرسل بخبر، وجدت خطابا غريبا بخط عربي على مظروفه، الْحروف بدون همزات!! أفتحه .. وأقرأ : جَمَلي الْجميل. من: هرهورَة (جنوب الرِّباط) على شاطئ "كازينو الساحر" هَذَا الشّاطئ يقصدنه النِّساء مُنْذُ الزمن الْقديم، يأتين ليُغطسن أجسادهن السمينَة سبع مرات فِي موجات سبع طلبا للزواج، أو رغبَة فِي الإنجاب السريع.؟!أنا هُنَاكَ حيث الْحياَة بلون الْبحر. الأحباب دوما بين أحضان الْوجدان وعلى جدران الذاكرَة لوحات جميلَة لا يأتي عَلَيْهَا غبار النِّسيان. . أحبك. . وأُقَبِّل مفاتنك الْمتردِّدَة، ذكرياتي معك تكفيني، وتعصمني من فتنَة الرِّجَال فيما بقي من الْعمر!! فكم كنت نبيلا، حين خفت على عذريتي وقت الذروَة. هَذَا إحساس نادر فِي الْعشق. كشفت سري ولكن أتحبني رغم ما كان ؟! لأني أحرص على هَذَا الْحب الَّذِي نتائجه مستحيلَة. استأذنك فى سفرى الطارىء؟!

دعنى أحكي قصتي: سبق لِي أن أُجْهضت! كان الْفاعل من الْمحارم؟ ! كسر قلتي !! وبالتّالي لم يكن الْحل الزَّوَاج، إنك لا تعرف كيف تم الأمر معي؟ ماذا فعل الرِّجَال والنساء، كيف تجد الْكراهية باسم التّبرك بالدين، لقد حرمت بسبب الْقسوَة والجهل والخوف والسرية من أن أكون أُمًّا فِي الْمستقبل؟! اجتمع عليَّ نساء الْقبيلَة بخبرتهم الْجاهلية فِي إسقاط أنثى اعتبروها عاهرَة، فأسقطوها للأبد. الإجهاض * إذا لم نجعله أمنا فإننا نجعل الْمشكلَة مضاعفَة فبدلًا من التّضحية بجنين غير مرغوب سنضحي بامرأَة فالإجهاض غير الآمن مشكلَة أفقدتني الأمومَة. ولا ينبغي أن تخاطر النِّساء بحياتهن وصحتهن وعلينا ألا نكون كالنعامَة ونضع رؤوسنا فِي الرِّمال فعندنا عدَّة إحصائيات 2000 طفل لقيط يُعْثَر عليهم فِي شوارع الْمغرب سنويًا!! أهذا يكفي؟

    كيف تحافظ على ذكراي مَعَ كل سيجارَة مينتول فتشمني برائحَة النَّعناع! لعلك تسأل نفسك كيف تركت هذه الْمجنونَة فرنسا الآن؟ حلم الهجرَة، الْمعادلَة الْقانونية للعمل فِي بلاد الْجن والْملائكَة كما تقول، كنت أهرب من الخوف، أمَّا الآن فقد دخل الخوف بيتي حطَّم ما بقي من أسرتي، سجنوا أخي فِي قضية رأي سياسيَّة أعود للبعبع، لخوفي، لما هربت منه، أعود وأنا أعلم أني أنتحر ولكنه سيكون موتا جميلا؟! سأحارب معركَة أخي؟! فأحبني حتَّى أقتل خوفي، فدعوَة الْمحبين مثلك لا يردها الله فلا تسئ بي الظن،فمعك كانت صحتي، فالْحب كالصحَة يهون فِي الْوصال ويعز فِي الْفراق. كم كنت نبيلا،حين خفت على عذريتي وقت الذروَة. هَذَا إحساس نادر فِي الْعشق، ولكني.يا أغلى النَّاس أحبك للأبد.    زوجتك

زوجتى كبف حدث ذلك أهى امنيتها أم حقيقة؟! فهل يتم الزواج بفرنسا بمجرد القبلات!أم المغربيات يتزوجن دون الذهاب للمأذون؟! واتذكر أنها قالت لى أنها من شيعة المغرب ..واعيد عجلة الذاكرة .. عندما يمارس الجنس خارج اطار الزوجية يسمى زنا سواء (اذا تم بالتراضي- او بالحب بلا مقابل – او البغاء بمقابل) أو اغتصاب (اذا تم غصبا).. هذا ماعرفناه فى دروس الشريعة، أما بكليات الحقوق..فعلمونا أن القانون لا يعاقب على شىء تم بالتراضى.. كانت تقول لى أيها الْجمل الصَّحْرَاوِي **،ألا زِلْتَ تتحمل الْعَطَش. اشْرَبْني عاهرَةً شِئْتَ .أو جاريَةً! خُذْني محظيَّة..أو موهوبَة ..أو سبيَّة! لم يكن هناك شيء عن الزواج؟!

 ولكن الجواري والذى استمر حالهن حتى 1835م شيء أخر فمن يصدق؟! كان يتسرب سنويا عدد من الرقيق إلى بلاد العرب بطريق البحر الأحمر وهؤلاء في بعض الأحيان يحملون جواز سفر من الحكومة الحبشية، فيسافرون كحجاج ليباعون في أسواق مكة المكرمة ؟! رجال ونساء وبينهن واحدة ولدت لملك سعودى شهير معظم أولاده وكانت تقيم في القصر الملكي السعودي وقتها مع الزوجات (النساء الشرعيات) غير طائفة من الجواري السود اللواتي يدخلن في آية [وما ملكت أيمانكم] كذلك فهناك طائفة غير قليلة من السراري ويسموهن الكرجيات في مكة المشرفة فقد كان سوق النخاسة (دكة تسمى دكة العبيد وهي معروفة،يوقف عليها العبيد لعرضهم للبيع) لقد غمر العالم الإسلامي بالسبايا لكثرة الفتوحات والذين هم عنصر الغنيمة ولما كانت أحكام الإسلام تجيز معاشرة الجواري (السراري) إلى جانب الزوجة أو الزوجات الشرعيات ففعلوا ذلك دون قيد ولا شرط، ودون فرق بين حرب عقيدة وشراء من سوق النخاسة؟! ويقص علينا الأستاذ أحمد شفيق باشا في مذكراته ص90، إن الخديوي إسماعيل ترك في قصوره حين تخلى عن العرش، عددا كبيرا من الجواري الشركسيات، وأن ولاة الأمر لبثوا مدة يعملون للتخلص من هؤلاء الجواري؟!

واقدح الذاكرة فى وسادة زبيدة؟! وتحضرنى قولة: د.ه. لورانس" حين تكون كائنا حبريا ، ذاكرة طيف،على سرير ذاكرتك تسترجع الماضى.. فلا تخاف من رؤية نفسك عاريا ،لا خوف عليك من قشعريرة مرتجفة على الورق أمام بركة حبر.لقد انتهيت كشخص وبدأت كشخصية. "

ويعود الشريط للبداية...منذ لقائنا الأول ..هل تتذكرى لقاءنا الأول؟!

 

الفصل الأول

أصْبَحْتُ أمام المكان الكأس المقدسة حديقة (Holy Grail) بجنوب فرنسا، رصد بعض المؤرخين والكتاب حياة المجدلية وكتبت" لين بينكت" في كتابها" مريم المجدلية: (إن السيدة رحلت إلى فرنسا، التي كانت تسمى بلاد الغال وقتها، ولا يعرف الكثير عن فترة وجود المجدلية في فرنسا، وان كانت الحكايات المتواترة عنها أنها وضعت هناك ابنتها من المسيح ولكن الحقائق المؤكدة تقول انه بحلول القرن الثاني عشر والثالث العشر الميلادى كما رصدت (سوزان هيسكنز) في مؤلفها حول المجدلية [زيادات بشكل ملحوظ فى أعداد الحجاج الذاهبين لزيارة ضريح مريم المجدلية في (فيزالى) بجنوب فرنسا،] والمثير أن العديد من الرسائل البابوية من الفاتيكان والتي أصدرها الباباوات لوشيوس الثالث، وأوربان الثالث، وكليمنت الثالث، قد أكدت جميعها بشكل رسمي، أن جسد المجدلية مدفون بالفعل في فيزالى، إلا أن احد منهم لم يفسر على الإطلاق كيف استقرت جثة المجدلية هناك؟!)

   الْمَكَان بِزجاجه الْملوَّنِ وبديكوره الْبسيط يُوحِي بأزمِنَةٍ أُسْطوريَّة مشربيَّات بالأَرَابِيسك الْمُتداخل،عَاشِق ومَعْشُوق مشكاوات مُتناثِرَة هُنَا وهُنَاكَ،قُلَل فخَّاريَّة تخرج منها إضاءَة خَافِتَة تَتَلوَّن بلَوْن جَوْف الْفخَّار فترى كل ألوان قوس قزح،الأحمر يتداخل بالأزرق، والأصفر يطل من الأخضر..النِّساءُ كثيرات بجَمالِهنَّ،وأناقَةِ مَلابسِهِنَّ الْعَاريَةِ عفويَّة جِلستُهُنَّ تُظْهِر مِن أفْخَاذِهِن أكثر بكثير مِمَّا تعوَّدْتُ،فتُعْطِي الْمكانَ مَذاقَ الْمُعاصَرَة وليس عراقة وعتاقة الدين؟! بدى الأمر مجرد (سياحة ـــ صرفة) تعتمد على اساطير،وميثولوجيا(مسيحية)،وليس على حقائق دينيه! أو نصوص إنجيلية وكيف لا. ونحن فِي فرنسا – العلمانية الأوربية المعلنة ؟! ولكن ماذا حدث للذُّكور؟! أغلب الْمَناضِد حولها فرنسيَّات بِدُون رجال؟! حَلَقَاتُ الدُّخَان من فَمِ الْفرنْسيَّات لها تداعِيَات خَاصَّة،هل هذه الْمناضِد (جيتو خاص ـــ أم أنَّ فرنسا تعرِف الْحرَمْلِكَ؟

 هل تأتى معشوقتي الحلوة ؟! ولكن متى تأتي الصُّدف بما يشتهي الْعناق! صاحبتى غير ذلك تلهو فى باريس بعيداً عن أزقة المغرب الضيقة وعيون حاراتها الواسعة المتلصصة؟! ما كنت أمشي معها في الشارع العام، وهى بجانبي من دون أن تضع يدها حول وسطى..اصرخ مبتعداً عنها: مجنونة، نحن في الشارع العمومي ..الا ترين الناس؟!.. تلتصق بى وتقول: إنهم لا يرون شيئا.لا أحد ينظر إلينا، تلفت نظر الناس، عندما تبتعد عنى!.. وأنا أشهق رغما عني، والتصق بها، نبحث عن باب أول عمارة أمنة تصادفنا، اجذبها إلي؟! بداية كنت مضطرب، وبمرور الوقت تعودت وصارت تمشي إلى جانبى وعيناها تبحثان معى عن أي مكان يمكنني فيه أن اقبلها وأتحسسها.. لو جاءت لتغيرت إستاتكية المكان؟

أذكر يوماً.. بهذا المكان.. قالت: ماذا يريد الرَّجل بعد أن تعطيه الْمرأَة كفَّهَا فِي أمان؟ قلت: ومتى يحدث ذَلِكَ ؟! قالت: حينما يمنحها الرَّجل براءته؟  تركت يدها فى يدى آمنة، فلقد كنا نبحث معاً عن لحظة البراءة..؟!

استمرت تحكي عن المكان،والكأس المقدسة .. قالت: وفي القرن العشرين تم تصويرها في كثير من الأفلام الروائية وأخيًراً صدرت في كتاب روائي باسم: " الدم المقدس، الكأس المقدسة" سنة 1982م. وفي هذا الكتاب قدم مؤلفوه الثلاثة الأسطورة، بأسلوب تقديم الحدث التاريخي في صورة رموز وألغاز وأسرار وحولوا دم المسيح إلى نسل للمسيح، والكأس إلى رحم مريم المجدلية، الذي حمل نسل المسيح. وزعموا أنه من المحتمل أن يكون المسيح قد ذهب بعد الصلب مع مريم المجدلية وأطفالهما، التي تخيلوا أنه يمكن أن يكون قد تزوجها!! إلى ما يعرف الآن بجنوب فرنسا، وأسسوا هناك سلالة ملكية، هي الميروفينجيان الذين حكموا المنطقة التي تعرف الآن بفرنسا وألمانيا من القرن الخامس الميلادي إلى القرن الثامن، وكان يشار إليهم أحيانا، بالملوك ذوي الشعر الطويل تقول: (المكان اصبح مشهورا بالكأس المقدسة بعد رواية كتبت فى 2003 م ليثور سؤال: هل تزوج المسيح بمريم المجدلية؟ وهل أنجب منها أولاداً؟ وهل تعيش ذريته حتى هذا اليوم؟! قلت لها: لم يكن المسيح متزوجاً فحسب, بل كان أباً أيضاً اتصدقين رواية زادها الخيال؟! قالت: الكتاب الروائى يوثق الحقائق بالسرد، ويتركنا نفكر هل كانت مريم المجدلية الوعاء المقدس؟،وكانت الكأس الذي حمل سلالة يسوع المسيح الملكية؟ والرحم الذي حمل ورثة المسيحية والكرمة التي أنتجت الثمرة المقدسة؟!

اعتبرت( الكتاب– الرواية) قنبلة في وجه الكنيسة الكاثوليكية وأن كان ما كتب موجه للعقيدة المسيحية بصفة عامة وترجمت هذه الرواية إلى ثمانين لغة منها اللغة العربية .قالت: هذا الكلام جاء في رواية "شفرة دافنشي" للروائي الأمريكي دان براون يقول فيها( أنه خلال القرون الأولى للمسيحية لم يكن هناك اعتقاد بألوهية المسيح، ولكن كانت النظرة له أنه نبي عظيم وقائد فذ وبشر فان، وأن قرار ألوهيته أتخذ على يد البشر في القرون اللاحقة أثناء تأسيس الكنيسة نفسها بشكلها الذي عرفه العالم، وبما أن المسيح كان إنساناً عادياً في المقام الأول فقد أحب وتزوج مريم المجدلية، وهي نفس السيدة التي وصمتها الكنيسة في مراحل متأخرة أيضا بأنها زانية وزعم (براون ) على لسان بطل روايته، أن المسيح أنجب من مريم المجدلية ذرية ذات دم مقدس؟!)  ابتسمت حينما وجدت سجائري (الْمينتول) بلونها الأخضر النّعناعي أشعلت واحدَة.. واتذكر وهي تُرَدِّد: متى تُغَيِّر شعالَة النَّار هذه؟! قلت لها: شيئا خطيرًا أن يغير الرَّجل نوع تبغه!! قالت: لا مفر استسلم؟! من يومها وأنا أدخن سجائر مينتول خضراء. كنت لا أدخن السيجارَة. بل أدخنها بداخلي. فهل هي مُضِرَّة أيضًا بالصدر!.

سألتها كيف تعرف كل هذا عن المسيحية وهى مسلمة شيعيه،قالت انها براعة فاطمة المرنيسى استاذتنا فى المغرب،جعلت علم الإجتماع علم حياة،واكتشفت علاقة بين الأصولية الدينية والحركة النسائيةـــ  فلقد ولد

الأثنين فى وقت واحد ـــ  فى مصر، الإخوان المسلمين وحسن البنا، والحركة النسائية وهدى شعراوى، احد عناصر تعلقى بك مصريتك؟ آه يا هي...آه ياعربدَة الْعقل؟!.هكذا قلت تعليقاً على عبث العقل بالأديان تحت مسمى شيطانى: حرية البحث، ورحابة الأعتقاد، وسمو الشك، وروعة صدق التاريخ؟! أخذت نَفَسًا عَمِيقًا،من السِّيجارَة الَّتِي توهَّجَت بين أصابعي وابتلعتُه، رددت عبارة:(انه تلبيس ابليس؟).. تعجبت وقتها بعيناها ولم ترد! الْمَكَان بزُجاجِه الْملَوَّن وبديكوره الْبسِيط يُوحِي بِأزمنَةٍ أسْطوريَة، بَاقي النِّساءِ منَ،الْجِنسيَّات الْعربيَّة مُرْتَبِكَات بين السُّفُورِ والْحِشْمة،مع تدرُّجٍ مِزاجِيٍّ فيما يُظْهرْنَ من الشَّعر أخَصْلَة تكفي؟ أم حِجَابٌ لا يُظْهِرُه ؟! أو إِطْلاقُه على حُرِّيَّتِهِ لِلنَّسِيم ليقول آهاتٍ؟! لقد جئن بملابس حشمة تناسب زيارات دينية،فوجدن فرنسا لعوب لا تهتم؟!   على كل حال الْفُرجَة والْبحْلقَة أكثرُ إِثَارَة؟!

تذَكَّرْتُ ما قَاله طَهَ حُسيْن فِي روايته (أديب) عن فرنسا بلاد الجِنِّ والْملائكَة ... ولكن هل تنزِل الْملائكَةُ فِي حُضورِ النِّساءٍ ؟! جاء السُّؤَالُ الْغَبي: هل تنزِل الْملائكَةُ فِي حُضور النِّساء – معها تعليقاً ساذجاً على حكاية مريم المجدالية وزواجها بالمسيح؟! قالت: مريم الْعذراء كانت ترافقها الْملائكَة،والأنبياء أفضلُ من الْملائكَة وكان لكلِّ امرأَة واحدَة،.. أكثرـــ  التوراَة تقول إن النَّبي داود كان عنده 99 امرأَة وكان مُستعدَّا أن يرسل ضابطًا عنده إِلَى الْحرب على الْحدود بعيدًا لِكَيْ يضم إليه زوجَة الضَّابِط  فيُكمِل مائَة امرأَة !! فلماذا لا يكون للمسيح امرأته؟! فلم أُعَلِّق على ردِّها الْمُفاجِئ. والطويل، فلماذا لم أقل لها بأنَّ النَّبِي داود عاتبه الله على عِشقِه الْمِئَوي لأنه نظر إِلَى مُتَع جارِهِ، ولم يشكر على ما عنده فيظَلُّ السُّؤَال مَطْروحًا؟! هل لأنِّي أمسكت يدها وأخذت أعُدُّ الخَواتِم في أصابعها؟!أم لأني مثلُ النَّبي داود لم أكتف يوما بنعجة واحدة، فكيف سيتم عتابي أو عقابي وأنا ليس لي فِي الْغرام إلا أقل من عُشْر النبي داودَ.

أزعج وحدتي شاب وفتاة يعرضان بيع رحلات قصيرة سياحية حول المنطقة منها المكان  المتخيل قبر مريم المجدالية، وحين يأسا منى..عرضا بيع كتب فى اللاهوت القبطى،ومما عرضا كان ما احتاجة بالضبط، اشتريت الرواية the Davinci codeo  رواية ( دان براون)  التى تقارب الـ 500 صفحة كاتبها امريكي كان متوسط الشهرة ليصبح بعدها على راس قائمة أهم رجال 2005،هذه الرواية تتحدث في (تفاصيل خاصة جدا في الديانة المسيحية يعتبرها المسيحيون مسلمات بديهية لا يجوز المساس بها أو مناقشته)

تبدأ الرواية بـ "جاك سونيير" مدير متحف اللوفر،وهو يجرى داخل المتحف هاربا من شخص يحاول قتله،وهو ينجح في هذا بالفعل،إذ يطلق رصاصة تخترق معدة جاك سونيير ثم يتركه يصارع الموت  وكل ما أمامه هو 15 دقيقة لينقل السر قبل موته،أي سر؟!  يحقق في القضية النقيب"بيزوفاش" الذى يقرر بدوره الاستعانة ببطل الرواية "روبرت لانجدون"،أستاذ علم الرموز الدينية في جامعة هارفاردـــ  اتعجب من هذة الوظيفة وهذا التخصص؟! والواقع أن هناك سببين لاستدعائه أولهما : انه كان على موعد مع القتيل. وثانيهما: وهو وضع جثة سونيير الذي عثروا عليه عاريا ممددا بصورة عجيبة على نجمة خماسية رسمها على الأرض؟. وبعد كثير من الاستنتاجات المعقدة والتي تساهم في حلها " صوفي نوفو" حفيدة سونيير والتي تعمل كخبيرة حل شفرات نفهم جميعا أن جاك سونيير كان القائد السري الحالي لجماعة تدعى"سيون" التي فقدت هذه الليلة أربعة من قادتها كلهم ماتوا موتاً فجائياً فى حوادث مدبرة ؟ لقد قرر تصفية قادة جمعية "سيون" ليحصل منهم على سر الكأس المقدسة وفى هذه الأجواء البوليسية، ومع أحداث الرواية تتضح التفاصيل أكثر وأكثر..  أن جاك سونيير يحمل فعلا مفتاح الطريق إلى الكأس المقدسة، لكنه استعان بشفرات دافنشي العجيبة ليحميه وهى شفرات لا يقدر على حلها سوى[ صوفي وروبرت لانجدون] مجتمعين وكلما انتقلنا من نقطة إلى نقطة، وجدنا شفرات، العبقري "دافنشي" تنتظرنا بغموضها وسخريتها الرهيبة بعقولنا على لسان (لانجدون) نعرف بعض الأسرار الطريفة ومنها ما يؤكد أن دافنشي الرسام نفسه كان عضوا نشيطاً في جماعة" سيون" وانه كان من(عبدة الإله الأنثى ويستخدم لوحة الموناليزا فائقة الشهرة لإثبات نظريته. بداية من اسمها ذاته والذي هو مزيج خبيث لكلمتي" آمون" و" إيزيس"، أي المزج بين الإله الذكر والأنثى، والمساواة بينهما في الأهمية) على عكس ما تؤمن به بعض المعتقدات الكاثوليكية، التي تقلل من أهمية الأنثى وتتهمها أنها اصل كل البلاء. لقد كان دافنشي عبقريا، وكانت موهبته في التشفير لا حد لها، لهذا سخر موهبته لحماية أسرار جمعية سيون، ولهذا استعان بها قادة الجمعة من بعده ولهذا حملت الرواية هذا الاسم الغريب (شفرة أو لغز دافنشى) لكن هذا ليس كل شيء إن الكأس المقدسة هي امرأة؟! وتبدأ روعة الرواية بالخلط بين الحقيقى والمتخيل: (لقد قلت أن لديك صورة للمرأة التي ادعيت أنها هي الكأس المقدسة، المسيح بذات نفسه هو الذي أدعي ذلك؟! وهناك كانت نسخة من لوحة العشاء الأخير بطول ثمانية أقدام معلقة علي الحائط لقد كانت هذه الصورة هي نفس الصورة التي كانت صوفي تنظر إليها بالضبط " ها هي!". اقتربت صوفي من اللوحة بتردد وأخذت تتفحص الأشكال الثلاثة عشر. كان يسوع المسيح في الوسط وستة من أتباعه علي يساره وستة علي يمينه" إنهم جميعاً رجال قال تيبينج: ماذا عن الشخص الذي يجلس في مكان الشرف علي يمين المسيح؟ دققت صوفي بالشخص الذي كان إلى يمين المسيح مباشرة. وركزت نظرها عليه. وعندما تفحصت وجه الشخص وجسده، أحست بموجة عارمة من الذهول تسري في جسدها. كان ذلك الشخص ذا شعر احمر كثيف ويدين ناعمتين مطويتين وصدر صغير. لقد كان الشخص دون أي شك. امرأة. كانت المرأة الجالسة علي يمين المسيح صبية صغيرة في السن ويبدو عليها الورع وذات وجه يتسم بالرزانة والحشمة وشعر احمر كثيف ويدين مطويتين بطمأنينة, هذه هي المرأة التي بأمكانها ببساطة قلب الكنيسة رأساً علي عقب؟  من هي هذه المرأة؟ سألت صوفي" تلك يا عزيزتي "أجابها تيبينج" هي مريم المجدلية ..التفتت صوفي" الزانية؟".أخذ( تيبينج) نفساً قصيراً, كما لو إن الكلمة جرحته في الصميم ". لم تكن المجدلية كذلك قط. وتلك الفكرة الخاطئة هي الإرث الذي خلفته الحملة القذرة التي أطلقتها الكنيسة الأولي فقد كانت الكنيسة بحاجة لتشويه سمعة مريم المجدلية وذلك للتغطية على سرها الخطير وهو دورها ككأس مقدسة. "كما ذكرت" أوضح تيبينج ," فأن الكنيسة كانت بحاجة لإقناع العالم بأن النبي الفاني يسوع المسيح كان كائناً إلهياً. ولهذا فان أي انجيل من الأناجيل كان يتضمن في طياته وصفاً لمظاهر إنسانية فانية من حياة المسيح, كان يجب حذفه من الإنجيل الذي جمع في عهد قسطنطين, لكن من سوء حظ المحررين الأوائل, كان هناك موضوع بشري مزعج يتكرر في كل الأناجيل, وهو موضوع مريم المجدلية. صمت لحظة وبكلمات اصح, واوضح فتح موضوع زواجها من يسوع المسيح ؟عفواً , ماذا قلت؟" نظرت صوفي إلى لانجدون ثم نظرت إلى تيبينج ثانية." أن ذلك كله مذكور في السجلات التاريخية, لم يكن ذلك كلامي أنا ", قال تيبينج, " وكان دافنشي علي علم تام بهذه الحقيقة". ولوحة العشاء الأخير هي صرخة للعالم للفت نظرهم إلى أن يسوع والمجدلية كانا زوجين"..حدقت صوفي من جديد في اللوحة الجدارية." لاحظي أن يسوع والمجدلية يلبسان ثياباً متماثلة تماماً لكن بألوان متعاكسة  أشار تيبينج إلى الشخصين اللذين كانا في وسط اللوحة الجدارية" كانت صوفي تكاد لا تصدق عينيها. هذا صحيح, لقد كانت ثيابهما متعاكسة في اللون؛ فيسوع كان يرتدي ثوباً أحمر وفوقه عباءة زرقاء في حين أن مريم المجدلية كانت ترتدي ثوباً ازرق وفوقه حمراء, ين ويانج.؟!) تنقلنى الرواية بمتعة الأكتشاف بين التصديق والخيال إلى ما هو أكثر غرابة  [ قال تيبينج لاحظي أن يسوع وعروسه يبدوان وكأنهما متصلان عند الورك, ثم يبتعدان عن بعضهما في الطرف العلوي وكأنهما بهذه الوضيعة يرسمان شكلاً واضحاً إلا وهو الكأس ،رأت صوفي شكل v الواضح تماماً في مركز اللوحة بالضبط قبل حتى أن يمرر قليل كناية عن الكأس المقدسة, القدح رحم الأنثى."وأخيراً قال تيبينج "إذا نظرت إلى المسيح والمجدلية بأعتبارهما عناصر تركيبية لا علي أنهما شخصان, ستجدين أنهما يكونان شكلاً أخر أكثر وضوحاً ". صمت لحظة"وهو حرف من حروف رؤيته في اللوحة.كانت الخطوط التي تشكل حرف M عملاقة دقيقة إلى حد لا يترك مجالاً للشك, وكانت ساطعة في مركز اللوحة بشكل يعمي الأبصار تصرخ بصوت عال لتلفت نظر المشاهد إليها."ألا تعتقدين أنها شديدة الوضوح والتناسق لدرجة أنها لا يمكن أن تكون هناك بمحض الصدفة؟ " سألها تيبينج.لكن صوفي كانت مذهولة ". لكن ما هو القصد وراء رسمها هنا؟ ".هز تيبينج كتفيه وأجابها ". إذا سألت الباحثين الذين يقولون بنظرية المؤامرة فسيجيبونك بأن ذلك الحرف يرمز إلى كلمة ماتريمونيو– زواج – أو مريم المجدلية. ولكي أصدقك القول, لا احد يعرف الإجابة علي ذلك السؤال بشكل أكيد. لكن الحقيقة الوحيدة المؤكدة هي أن وجود حرف M بشكل مخفي في تلك اللوحة,لم يكن عن طريق الخطأ, هذا بالإضافة إلى انه كانت هناك أعمال كثيرة جداً ذات صلة بالكأس المقدسة أحتوت علي حرف M بشكل مخفي سواء كان ذلك كعلامة مائية أو بشكل مخبأ تحت اللوحات أو كإشارات مبتكرة لا تظهر للناظر إلا إذا دقق فيها. إلا أن أوضح M بلا منازع هي تلك التي تزين مذبح كنيسة سيدة باريس في لندن, والتي صممت علي يد زعيم كبير سابق لأخوية سيون, وهو جان كوكتو ".فكرت صوفي للحظات في المعلومات التي سمعتها لتوها " إنني اعترف أن حروف M المخفية تثير الفضول والدهشة, إلا انه من غير المعقول أن يدعي أي احد أن ذلك يعد دليلاً دامغاً علي زواج يسوع بالمجدلية "." لأ لأ نهائياً ", قال تيبينج وذهب نحو الطاولات المليئة بالكتب.." كما قلت لك  سابقاً ،أن زواج يسوع ومريم المجدلية هو جزء من حقيقة وسجلات تاريخية"واخذ ينبش في مجموعة الكتب التي كانت بين يديه ". علاوة علي أن يسوع كرجل متزوج هو آمر منطقي أكثر من فكرتنا الإنجيلية التقليدية التي تقول أنه كان عازباً " لماذا؟" سألت صوفي." لان يسوع كان يهودياً, قال لانجدون وقد استلم دفة الحديث عن تيبينج الذي كان يبحث عن كتاب يريده لصوفي ," وقد كان العرف الاجتماعي في ذلك العصر يحرم تماماً علي الرجل اليهودي أن يكون أعزباً, كما أن الامتناع عن الزواج كان ذنباً يعاقب عليه بحسب التقاليد اليهودية , وكان واجب الأب اليهودي أن يجد زوجة مناسبة لابنه, فلو كان المسيح أعزباً , لكان ذلك قد ذكر في احد الأناجيل وتم تفسير حالة عدم زواجه غير المألوفة علي الإطلاق عثر تيبينج علي كتاب كبير وسحبه نحوه من فوق الطاولة. كانت هذه النسخة من الكتاب: الأناجيل الغنوسية. فتحه تيبينج بحماس, وانضم إليه لانجدون وصوفي. لاحظت صوفي أن الكتاب كان يضم بين دفتيه صوراً بدت كأنها مقاطع مكبرة لوثائق قديمة أتضح أنها أوراق بردي ممزقة تحتوي علي نص مكتوب بخط اليد. لم تتمكن من التعرف علي اللغة القديمة, إلا أن الصفحات المقابلة حملت ترجمة مطبوعة لتلك النصوص." هذه صوراً للفائف البردي التي عثر عليها في واحة نجع حمادي وفي البحر الميت؟!"] توقفت عن القراءة فهناك ابجديات كثيرة لا أفهمها؟! فماهى نصوص نجع حمادى ؟وماذا فى لفائف البحر الميت؟!ومامعنى الأناجيل الغنوسية؟

 إنكسرت أشعَّةُ الضوء وشعرت بِهَا وكأَنَّهَا واقفَة بجسدها الْفارع الْممتلئ بلا ترهل رائحتها فِي عبق الْمكان،أهي حقيقَة أم رغبَة لا تكف عن الْمثول، أشعر بأصابعي بين أصابعها فِي عناق حارٍّ!! كنت توقفت بالرواية عند : (  قال تيبينج: أنها السجلات المسيحية الأولي, والتي لا تتوافق معلوماتها للأسف مع الأناجيل التي جمع منها انجيل قسطنطين، قلب صفحات الكتاب حتى وصل إلى منتصفه ثم أشار إلى احد المقاطع " أن انجيل فيليب هو دائماً أفضل واحد نبدأ به ".قرأت (صوفي )المقطع الذي أشار إليه ورفيقة المخلص هي مريم المجدلية, أحبها المسيح أكثر من كل التلميذين واعتاد أن يقبلها في معظم الأحيان وقد تضايق باقي التلميذين من ذلك وعبروا عن استيائهم. وقالوا آه ," لماذا تحبها أكثر منا؟". لقد فاجأت تلك الكلمات صوفي, إلا أنها لم تكن تبدو مقنعة." أنها لم تأت علي ذكر الزواج نهائياً "بالعكس" قال تيبينج بالفرنسية ثم ابتسم مشيراً إلى السطر الأول ". إذا سألت أي عالم باللغة الآرامية فسيقول لك أن كلمة رفيقة في تلك الأيام كانت تعني حرفياً الزوجة ) 

شعرت بِهَا المغربية السمراء ،وكأَنَّهَا واقفَة بجسدها الْفارع الْممتلئ بلا ترهل, رائحتها فِي عبق الْمكان ، خمرية متوهجة ،كانت تعرف أني  أُعْجِبتُ بِهَا سَعَيْتُ إليها.. فرفضت أن أكون عاشقًا مهزوما! جذبتْني فِي حركَة عُهْر حقيقيَّة؟! قالت: دعك من.. الأهوت، وتمتع بالناسوت، اللَّيْلَة.. استَقْبِلنِي، وسأريك كيف يضيئ عقدي الحجري في الظلام؟! قلت : أنا متزوج ؟!. قالت: استلذّ مغامرَةَ الْمرأَة الشّرعيَّة، والْمرأَة الْمرغوبَة؟!! قلت: لا يفعلها إلا يس أبن السيد عبد الجواد فى ثلاثية نجيب محفوظ ؟! شرِبْنا فِي نخب (يس ) عبد الْجواد، راجعنا الْمشهد، معًا. فهي قارئَة جيدَة لما يكتبه محفوظ، والغيطانى، واللبنانيات من "الأديبات".النساء .هي،تستعيد الرِّوَايَة،وأنا أستلذ الْفيلم ـــ فهى التلميذة المقربة من(فاطمة المرنيسى ـــ استاذة الأدب والإجتماع المغربية) ـــ (ففى بين القصرين):(أخذ عبد الْمنعم إبراهيم"يس"، ناديَة لطفي"زَنُّوبَة الْعالْمَة"،وهو سكران طينَة فِي حنطور ودخل بِهَا على زوجته فِي منزل الزوجيَّة – لم يجد مكانًا آخر؟ـــ  قِلَّة الْحيلَة– استيقظت زوجته ؟! ترك الزوجَة والعشيقَة معًا فِي عراك !!)  ...

قالت: عندي عزف بالفرنساوي على نفس الْمنوال ولكنه حقيقَة لا روايَة خياليَّة،انه،ما فِي مذكرات(برجريت باردو) قارورة السينما الفرنسية أو"ب.ب" كما اشتُهرت،كم هو غريب عالَم نجمات السِّينِمَا!!) هو فضائحها مَعَ الرِّجَال ,فبعد طلاقها من زوجها فاديم غرقت فِي علاقات،مَعَ الرِّجَال فوقعت فِي حُبِّ (جان لوي ترينتيان) الذي كان يشاركها بطولَة فيلم(وخلق الله الْمرأَة) بل إنه،انتقل للحياَة معها وترك زوجته, ثم تعرفت على الْمُغَني (جيلبرت بيكو) وشاركتْه استعراض رأس السَّنَة وتعترف بسهولَة أن قلبها وفراشها قد جمع بين الاثنين!! وأدى ذَلِكَ إِلَى هجر( جان لوي) لها بعد أن ضبطها مُتَلبِّسَة مَعَ الآخر!! وحينما عرفت أن الْمُغَني بيكو يحب عَلَيْهَا أخرى جُنَّ جنونُها، وانتحرت ولكنَّها أُنْقِذت بأُعْجوبَة، ولم تتعلم مِمَّا حدث لها،فارتبطت بالْمُغَنِّي (ساشا) لتغيظ بيكون، وكان ساشا فِي بداياته، فاتَّخذها سُلمًا لِيَصِل للشُّهرَة؟! ولكنَّها كعادتها فِي الْجمع بين الرِّجَال والسقوط فِي حب أبطال الأفلام الَّتِي تشارك فيها وقعت فِي حب (جان شارييه) وبنفس الطريقَة اكتُشِفَت هذه الْعلاقَة الْجديدَة؟!

قلت: إنها"ياسين عبد الْجواد– الأنثى

قالت: بل هى السيد عبد الجواد نفسه، الأمر عادي،راجع،الْقانون الفرنسى!! إِنِّي أعرف من يجمع بين أكثر من واحدَة.. كان هُنَاكَ عصرٌ يجمع فيه الرِّجَال الْجواري والإماء وما ملكت أَيْمَانُهم، الْعصر اﻵن يقبل الْعشيق ويقبل الْعشيقَة لا مفر من الاحتفاء بالجسد بدلا من قمع رغباته..العصور تُوجِدُ لنفسها تِقْنيَّة سرِّيَة بأشكال متعددَة لتجديد الْغرام؟!  فيبدو أن هُنَاكَ ثَمَّة حركَة بين الرِّجَال والنساء، تلعب فِي حياتنا ما تلعبه قوَّة الْجاذبيَّة.. كان شوقها فى آخره..قامت فجأه..قم بنا؟! سألت: إلى اين؟ بصراحة حيرتنى اجابت: حين لا تجد المرأة رجلا ضارب الدنيا صرمة مثل يس، تقوم بنفس الدور..أنا ادعوك للعشاء عندي. قامت وسحبتنى وأنا منوم بجرأتها؟! قلت : آهى..عقدة (ب.ب) قارورة فرنسا. عند المغاربه؟!

اجابت: بل..عقدة (س.س) عند المصريين ـــ عقدة سى السيد ـــ أنها المكان، المسألة مجرد مكان؟فأنت راض تماما،بل متمنى،الأمانى تتجسد،جملى الصحراوى اتريد خيمة؟داخلي يهمس،هل تهزم امرأَةُ الْعزيز هذه اللَّيلَة؟! أنا مسحور ، ذائب وهِيَ تضع رِجْلَيْها فِي الْماء وتتكحَّل؟! والوقت بين النَّشوَة والغثيان؟ أشم رائحة النبى يوسف ؟

جاءالجزائرى”بورحاب”.استقبلني،باهلًا مسيو،وبدأت..حكاياتة..اقول:أتريد قهوَة فيغرد بصوت اجش:" يا مين يقول لي أهوى. أسقيه بإيدي قهوَة.؟! تقول : إلا القهوة أنها مشروب المنازل ،الصينية فضية عَلَيْهَا كنكَة نحاسية لقهوَة سوَّتْها النَّار فصار لها قوام "وش" وفنجانان عليهما رسم لقلب أحمر، وسحاحَة مغموسَة فِي أنبوبَة بِهَا ماء الْورد، وصحن به بلح. فإذا رفعت الْفنجان ترشف الْبن .المر تتناول معها التّمر.وإذا احتجت الْماء. رفعت السحاحَة بسرعَة لتضيف للماء الْورد ...يرد الجزائرى: آهى قهوة أم هوى؟ إنهم بالمغرب يشربون قهوة اسمهان!!

وجدتُ الْفَرَنْسِيَّة مرَّة أخرى أمامي لا أعرف كيف  تظهر لِي؟! ﺇنها فِي لهوجَة دائمَة جاءت لمنضدتي؟! وجدت السجائر، وشعالَة النَّار الْقديمَة، أخذت واحدَة دون استئذان! قالت: منتول، نعناع .. ألا زال موجود هَذَا التّبغ السيئ!! .. أطفأتها  حشر بورحاب رأسه معها.. بفرنسيته الجزائرية مضى ينقد رواية النبطى،فجلست الفرنسية مستمعة؟!

بورحاب: أن يكون المؤلف مؤرخاً فعليه أن يثق في التاريخ الذي يكتبه، أما أن يكون روائياً فعليه أن يكتب ما يثق فيه،و د."يوسف زيدان" مؤرخاً بروح روائي، وروائي بقلم مؤرخ، فعشق الوقوف بالعتبات، عتبات الأزمنة قبل عتبات الأمكنة، فوقف في عزازيل عند عتبة الدين المتحول لسلطة تقهر حرية الاعتقاد واختار الأرثوذكسية المصرية لتكون حجر تلك العتبة عند مدينته الإسكندرية، ثم جاء بعتبته الثانية في روايته الحديثة "النبطي" ليقف علي عتبة زمنية أخري، عند تلك اللحظة التي خرج فيها الدين الإسلامي من جزيرة العرب لفتوح البلدان، وعلي حدود الجزيرة العربية قبيل فتح مصر بدقائق تاريخية، علي نحو أعاد فيه تقييم التاريخ عبر رؤيته كمؤرخ يعبر عن رأيه روائياً، فجاء التاريخ في نبطيه محدثاً ثورة علي التقاليد التاريخية

قالت الفرنسية: أنه المذهب التفكيكي للرواية، القلقلة العنيفة للقواعد الفكرية المستقرة في التاريخ واللغة، وقال به أنصار النزعة التفكيكية، "جاك دريدا "(19302004م)،و"فوكو"(1926 1984م)،و"بول دي مان"(1919 1983م).اعندكم روائي عربي يصلح لتطبيق قواعد ما بعد البنيوية علي إبداعه، لم يفعلها على ما أعرف إلا ( دان برون) التفكيكي المتطرف الذى ينتقد الأفكار المثالية المعتمدة، والراسخة في الثقافة، فعل بالمسيحية الأفاعيل؟!

الجزائري : مازالت تسيطر علي "زيدان" أصداء رواية "عزازيل" حيث يعيد في "النبطي" وصل الأحداث التي وقعت للفكر المسيحي المستنير في شخصية "الأب باخوم" رمز العلمانية المسيحية،ورأيه في حقيقة صلب "المسيح"، حيث يقول علي لسانه:" إن الرومان كانوا يصلبون علي عمود خشبي ليس له شكل الصليب

" ص59، كما أن "الأب باخوم" كان يحتفظ بمخلاته بنسخة من إنجيل يهوذا، ويصور "زيدان "في شخصية "باخوم" رجل الدين العلماني المحب للفن، والرسم، ولبراءة الأطفال، وموقفه من الصراع مع الكنيسة الرومانية في البلدة البيضاء، أتباع خلقيدونية، لقد فعل كما تقولين الأفاعيل ولكن بالإسلام... لأن "زيدان" يشكك أصلاً في رسائل النبي صلي الله عليه وسلم، والتي ثبت تاريخياً انه أرسلها إلي "المقوقس "حاكم مصر، فيقوم بقلقلته للثابت في التاريخ علي نحو آخر، من أن الذي أهدي النبي صلي الله عليه وسلم الشقيقتين "مارية"، و"سيرين" ليس "المقوقس"، حيث يلتقي "سلومة" التاجر النبطي بقافلة "حاطب بن أبي بلتعة" وهو في طريق عودته إلي مصر ومعه هدية الحاكم الروماني إلي النبي صلي الله عليه وسلم، ثم تمر سنوات، حدث خلالها فتح مكة، وإنجاب "مارية القبطية" لـ"إبراهيم"، ليعلن "زيدان" فجأة أن الرومان جلبوا من جهة القوقاس أسقف ملكاني رهيب ليحكم مصر، ويشيع الرعب في قلوب اليعاقبة الفقراء، اسمه "قيرس" ويسميه الناس "المقوقس"، بيد أن الثابت تاريخياً أن شخصية "المقوقس" كانت علي مسرح الأحداث من قبل ظهورها عند "زيدان" بسنوات طويلة، فتذكر الباحثة "بتشر" أن كلمة "مقوقس" معناها الأفخم في اللغة الرومانية ، ظنها العرب جزءً من اسم "جرجس بن مينا بن كوبوس"، المصري، والي مصر غير العسكري، وبقي في وظيفته بعد فتح العرب لمصر، فقد خلط "زيدان" بينه وبين "كيروس" حاكم مصر الوسطي  .. ينظر لى ويقول : لقد مس تاريخ المصريين بشرر (يتعرض "زيدان" في ثورية بالغة لكيفية فتح العرب لمصر؟ علي نحو مخالف للثابت عند "السيوطي" في حسن محاضرته، وعند "البلاذري"، وعند "ألفرد بتلر" في "فتح مصر"، فقد شُغل جميع المؤرخين بقضية هل تم فتح مصر عنوة؟ أم بالاتفاق؟ فجاء فتح مصر عند "زيدان" علي نحو خارج نطاق تلك القضية ذات الحدين، فجعل فتح مصر تم بالخدعة، و يفتعل واقعة تاريخية بعيدة عن الواقع حيث جعل اليهود يستجيبون لطلب المسلمين في الهجرة إلي مصر لكي يمهدوا لأمراء الحرب دخولها) انصرفا معا؟!

 شاهدتها تباطئه بعد أن أخذت شنطه يدها من فوق المنضدة، كان العرض لا يزال مستمراً من شنطتها الحمراء المكتوب عليها بالفَرنْسِيَّة : لماذا لا تفعل ما أراه فِي عينيك..؟! yeux votre dans est quelle pas faites ne tu porquoi فبورحاب من الرجال ،الذى يفضل الجلوس مع الذكور، فإذا وجدت الأنثى؟! لعن ابوخاش الذكور!!

 

الفصل الثاني

على مساحَة كبيرَة من أرض الْمعارض الَّتِي تقع خارج باريس يجتمع الآلاف من الْمسلمين الْقادمين من أنحاء أوروبا وأيضا أفريقيا وبعض الدِّول الْعربيَّة على مدى أربعَة أيَّام ـــ سنويًّاـــ  يلتقون خلالها بالشخصيات الإِسْلامِيَّة من مختلف الْبلاد الأوروبيَّة والإسلاميَّة يتحدثون عن قضاياهم الرَّاهنَة وعن إسلامهم وفي الْوقت نفسه تكون مناسبَة لمسلمي أوروبا..وفرنسا بشكل خاص للإطلاع على ﺁخر الإصدارات من الْكتب والأشرطَة الْمُسَجَّلَة الَّتِي تشرح وتُوَجِّه وتدعو إِلَى التَّمسُّك بالْممارسات والتطبيقات والتعليم الديني،وقد تحدد عنوان الْمؤتمر ليكون: "من أجل إسلام خاص بفرنسا"وهو الشِّعار الذي رفعته الْمنظمات الإِسْلامِيَّة فِي فرنسا مقابل الْفكرَة الأولى الَّتِي يتخوَّف منها الْفرنسيون وهِيَ "الإسلام فِي فرنسا" حيث إن السلطات الْفَرَنْسِيَّة ترفض وجود إسلام فِي فرنسا مُنْفَصِلا وَمُنْعَزِلا عن الْمُجْتَمع الْفرنسي لذلك اختار الاتحاد الإسلامي هَذَا الْعام أن يَكُون شعاره موجَّها إِلَى السلطات الْفَرَنْسِيَّة فِي الأساس لكي يطمئنوا إِلَى أهدافهم فشعار هَذَا الْعام يدل على أن الاتحاد لا يريد من الْمسلمين فِي فرنسا أن يكونوا منفصلين عن واقعهم كانت فرصة ساقها الْقَدَر (أربعَة أيام) للإطلال على الْمسلمين خارج ديار اﻹسلام . هكذا أعلنت الْفكرَة لزوجتي بينما كان الهدف الأساسي هو خروجي من أزمَة تطوُّر الْعلاقَة مَعَ الْمَغْرِبيَّة، ابنَة مَرَاكِش، الَّتِي وصلت مشاعري نحوها بل مشاعرنا الْمتبادَلَة حدَّ الْعِشْق. كان هَذَا الأمر مؤثِّرًا على علاقَتِي بزوجتي ساد بيننا صَمْتٌ مُطْبق واستمر أكثر من أسبوع فقدت خلاله طريقي ﺇليها، بل ضاع مني مفتاح مدينتها! الْحقيقَة أن هَذَا الْعشق الْجديد أدخلني مدن الأحزان. وانشغلتُ بحالي حتَّى لا يُؤَدِّي الأمر إِلَى وضع نفسي يَعُوق تَحمُّل الْغُربَة وانْشِغَالي بالدِّراسَة

(المغربية) فِي هَذَا التَّوْقيت استولت تماما على مشاعري، ولمَّا كُنْت فِي الْحُبِّ لا أعرف اللَّعِب على خمسين حبل، ولا الانتقال بين النِّساء.. أصابني الْعطَب وتبيَّن لِي أنها لعبَة صعبَة لا أعرفها، أن أغير الأقنِعَة وأعيش الزَّيْف. كان الأمر صعبًا أن تكون شفتاي بين أربع شفاه، وأن أنتقل من حضن إِلَى حضن. كيف أعطي زوجتي حنان الخيانَة، وألعب سياسَة فِي الْعشق ؟! من الْواضح أني أحادي الهوى،ولكن كيف الصبر على واحدَة طُوَال الْعمر؟!

اجْتاحت صالاتِ الْعُرُوض هَذَا الْعام بجانب الْكُتب والْكاسِيتَّات اللافِتاتُ باللُّغَتين الْفَرَنْسِيَّة والعَربيَّة الَّتِي تتحدَّث عن الإِسْلام، وتُطالْب بتبرُّعات لِبِناء الْمَساجد خَاصَّة فِي باريس وضواحيها؟! فكان التَّركيز أكثر على التّبرُّعَات وفتح الْمدارس الإِسْلامِيَّة خَاصَّة بعد تطبيق الْقانون الخاص بِمَنْع ارْتِدَاء مَا ينمُّ عن الانتماء الدِّينِي فِي الْمدارس، ومقصود به الْحجاب بالنِّسْبَة للفتيات وذلك بهدف إعطاء الْفتيات الْمسلمات الْفرصَة ليتعلمن بدون أن يضطررن إِلَى أن يخلعن الْحجاب وفي الْمُقابِل صدر قرار سِيادِي لـ (دي فيلبان) وزير الدَّاخليَّة الْفَرَنْسِيـــ  بتعليم وتكوين أئمَّة الْمساجد فِي فرنسا فِي (جامعَة السوربون) ويبلغ عدد هؤلاء الأَئِمَّة نحو 1250 إمام مسلم فِي فرنسا، وبرنامج تدريب الأئمَة يقوم أساسا على تعليم اللُّغَة الْفَرَنْسِيَّة، ومبادئ الْقانون، والنظام السياسي الْفرنسي، والتاريخ الْفرنسي، وثاني خطوَة تقدم بِهَا دي فيلبان هي تشكيل رابطَة إِسْلامِيَّة تكون مهمتها تنسيق وتنظيم الْعلاقات بين الْمسلمين فِي فرنسا والسلطات الرَّسميَة الْفَرَنْسِيَّة، ويكون من مهمتها أيضًا تَقَبُّل التَّبَرُّعات والأموال من فرنسا والخارج لرعايَة شُئون الْمسلمين فِي فرنسا بشرط أن تكون تحت سمع وبصر الدولة؟!

وبذلك يَكُون (دي فيلبان) قد منع تمويل الْمساجد من الخارج، وأوقف تأثير الدِّول الأخرى فِي شئون مسلمي فرنسا. وأعلن بأن ذلك لمواجهة الإرهاب فهناك اسلاموفوبيا بين الفرنسيين؟!وسط كل هَذَا الْمشهد الدِّينِي تَأْتِي خواطر مضْطَربَة، أُحاول صرفَها فلا تُصرَف! لم تكن من الشَّيطان بل من داخلي..

لم تبرح مخيلتي:" عندما أوشكت على الذِّرْوَة أخرجت نفسي لأنتهي على بطنها أحاطت خصري بساقيها وهِيَ تقول :لا.. لا.. ابق.!!"ولكنى اعتدلت وقمت.. فتأففت وقامت خجلة تستحم؟!! أأنا الأوَّل أم مجرد عابر سرير؟ همهمت مَعَ نفسي أحبُّك، فما ذنبي إن جاءني حبك فِي شكل خطيئَة؟!

 ما أجمل ما حدث بيننا، ما أجمل الَّذِي لم يحدث، ما أجمل الَّذِي لن يحدث ؟! نحن لا نُشْفى من ذاكرتنا. ففى لحظَة من أَجَلِّ ما عرف الزَّمن رغم أنها مُعادَة وتحدُث فِي اليوم الْواحد آلاف الْمرَّات، فهِيَ الْمَعاد الَّذِي لا يُملّ، وما ينبغي أن يُمَل؛ فهو يَتضمَّن سِرَّ الْوجود الأعظم!

كانت قد نجحت لجذبى للبن المحوج فى بيتها ..جذبتنى للعسل على شرف رواية سلوى النعيمي "برهان العسل" والغريب انها ترجمت حديثا للفرنسية باكبر عائد مادي لكاتبة، لتسبق نوال السعداوى ونزار قبانى ؟! ووزعت بباريس 15 الف نسخة ووضع على الغلاف صورة امرأة عارية فى حالة انتظار بالوضع الفرنسى المعروف فى الجنس  فهل الفرنسيون مهتمين بالجنس ولا يزالون ؟!

تقول البطلة فى الراوية: (هناك من يستحضر الأرواح، أنا أستحضر الأجساد. لا أعرف روحي ولا أرواح الآخرين. أعرف جسدي وجسدهم) رواية النعيمي لا تخفي تبنّيها لكل التجارب التي تعيشها بطلة روايتها، بل إنّ هذه البطلة توحي بأنها نسخة للمؤلفة تقول حبيبتى المغربية الخمرية: هى قصتها ؟! اشم ذلك فى رائحة حروفها!

وما يهمنا هو أن سلوى النعيمي ترفع شعار نبش المكبوت والمسكوت عنه، وتنتقد ما تسميه "مجتمع التُقية" العربي الذي تقول إنه لم يكتشف بعد "أنّه لم يبق من الثالوث المحرم إلا اثنان: الدين والسياسة.. سقط الجنس من منخل الرقابة، أو إنّها وسّعت فتحاته، بل انها ترى ان العربية لغة جنس تبللها؟! فى مواجهة ادباء الفرانكوفونية الذين رغم عروبتهم يكتبون بالفرنسية تحت حجة ان العربية لا تعرف كيف يكون الجنس ؟! يدفعها إلى رواية حكايتها مع «المفكر» الذي التقته في أحد المؤتمرات، والذي يحتل المساحة الأوسع في حياتها وجسدها.

تضحك المغربية وتقول: المفكر حقيقة.. فلسلوى نعيمى نص فى التسعينات "كتاب الأسرار" تتحدث فيه عن المفكر تحت عنوان (قيلولاته) وقد قابلته فى مؤتمر عن المرأة، كان يراودها عن نفسها بعبارة "ما رأيك فى قيلولة؟".. فتضحك وتقول نعم ولكن وحدى .. ولكن فى اليوم الأخير بالمؤتمر مدت يدها، وافسحت له مكاناً بسريرها؟! كانت ترى الرغبة الجسدية معدية،  فهل لك فى قيلولة؟!

اقول: واين ظهيرة الشمس الحارقة بفرنسا؟ فالقيلولة تعبير زمانى عن وقت تكون فيه الشمس عمودية على الأرض، فيهرب الناس من اشعتها الحارقة بالنوم تقول: اليس تعبيرا جنسيا عن الشوق؟ عن شدة حرارة الرغبة؟!

   [ تبدأ الرواية من لقاء البطلة بـ «المفكر» " كان يقول لي النساء نوعان: المرأة الخسة، والمرأة الجمرة، وأنا أسأله بخبث، وهو لا يرد، بل يجذبني الى صدره وأرتمي عليه، ويقبل عيني وشفتي، وأنا أمص ريقه، ويحسس على بطني، وأفتح ساقي، ويدخلني عميقا ليحترق معي، أود أن أساله؟؟ والرجال كم نوعا؟؟ وتنسيني متعتي ولذتي كل الأسئلة".]

 تقول النعيمي في روايتها " برهان العسل ": ["هناك من يعيش ويموت من دون أن يعرف طريق جسده وأجساد الآخرين. كم تكومت من تفاصيل الظروف كي أكتشف وجود المفكر ويكتشف وجودي، كي أراه ويراني؟ كم تكومت من تفاصيل الظروف كي تكون لحظة الكشف الأولى التي قررت كل شيء؟ هذا كله أستطيع الآن أن أحركه في ذهني، حبة حبة كالمسبحة، ولكنني يوم التقيته كنت بعيدة عن إدراك خيطها الذي بدأ يلضم الحكاية، حكايتي؟ الآن، وأنا أعيد قراءة ما أكتب، يخطر لي أنني نسجت للمفكر صورة أسطورية، لا علاقة لها به. صورة تتناسى كل ما يجعل منه هو. قلت له: كن، فكان كما خلقته أنا بكلماتي. هذه الصورة ملكي ولا علاقة له بها. يخطر لي السؤال وأنا أعيد الآن قراءة ما أكتب]  

حين نبهتها بأنه لا تزال أشياء بيننا.. لا يكفي أن يتعرى الْجسد للجسد؟! وإنما يجب أن يتعرى الإنسان للإنسان ؟!

قالت: اخلع خُفَّيْك فإنَّك بالجسد الْمُدَلَّل طُوى.. (قل قبلت بك عروس  فترة وجودى بفرنسا، حلالاً وتمتع بى؟).. كنت أفضل أن تصدنى .. تمنعنى..لا أن نتورط لم افعل أكثر من التجاوب العاطفى والتحرش الذائد؟!

استغرب حين قالت: الأمام علي تمتع بامرأة من بنى فحشل؟! قرأت قوله تعالى (والْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إن اللّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا )

الْهِمت النَّفْسُ الْفجورَ، فسبحان من أًلهمها فُجُورَها وتقواها. أَيقظت حسي بالعُريْ الْمُبْهِج، الفائر، الناعم.. كل كُؤوس الْحياَة الْمُتْرعَة بخَمْر الأحزان والأحلام، نشوَة كآبَة سَكِر الْقلب الذي لا يراع ..الْموقف تعدى الْملاطفَة.. أبدأ فِي الْوصول لأحلى أوقات جنوني؟!  ماذا بعد الأعمال التّحضيريَة. أَعُدُول أم شروع؟! أَمُمْكِن أن يتراجع رجل اﻵن؟.. كيف تراجعْتَ يا يوسفُ ؟! كيف أيُّها الصِّدِّيق.. أُقَاوِم حارسي الدَّاخلي؟ ولا شهود على تعذيب سجان؟ لم أشم رائحة النبي يوسف!  هي: أنت فِي أحضاني، ألم تسمع نجيب محفوظ فِي (السَّرَاب) وهو يقول "أعظم واجب فِي الدنيا أن تلاعب فتاَةً جميلَة تحبها"؟!فأنا الجنس المقدس!! أنا مانحة البهجة؟!  فلماذا أنت (ظاهرَة مُنَافيَة للطَّبيعَة) أن تسعى لهدف، فإذا أصبح بين يديّكَ تركتة؟ انسيت كيف كنت تطاردنى فى الكلاس؟!وتحضر دروسى وهى مختلفة عن ما تدرس؟! فأنت من سدنة الحكومة تكيل الاتهامات للبشر، أنا اجتماعية حرة تدافع عن البشر،أنت تريد أن تحمى الدولة من ضعف الإنسان ،وأن أطبطب على هذا الضعف واحميه من استبداد الدولة المهين، أنت وثنى أمام تمثال القانون، أن مرتدة عن عبادة وثنك،؟! فالقانون الذي يصنعة بشر، ويعدلهُ بشر، يجب أن يخالفهُ البشر؟!

قامت فِي غلالتها الْحمراء الشّفافَة .. تألَّقت أنوثَتُها وهكذا نجحت معى المفكرة المغربية..كما نجح من قبل مفكر ذكر فى "برهان العسل" ـــ  مع قراءتنا الرواية وقهوتها المحوجة بالعشق عرفنا أن برهان العسل ،هو العسل نفسه : «كنت أصل إليه مبلّلة، وأول ما يفعله هو أن يمد إصبعه بين ساقي، يتفقد العسل كما كان يسميه، يذوقه ويقبّلني ويوغل عميقاً في فمي»..." أكبر لذةٍ بعد ممارسة الحب هي الحديث عنه"..."أنا لا أنام مع رجل أنا أصحو".  لم يكن هناك غير جسدها ،والكيمياء القاسية التي تشبه سريان اشد أنواع المخدر فتكا للجهاز العصبي! ..أتذكر.. فأكبر لذةٍ بعد ممارسة الحب هي الحديث عنه.. فنحن لا تنام مع النساء نحن تصحو معهن. فالناس نيام فإذا جاء الجنس انتبهوا؟

 

الفصل الثالث

زواج متعة لمدة ساعة؟ فيلم عرض بفرنسا بعنوان :اهبك المتعة لسوء الحظ اختارته زوجتى من بين خمسة أفلام تعرض بمول مواجه للطريق المؤدى لقبر نابليون بونابرت، الفيلم وثائقي إيراني للمخرجة الإيرانية (سودابه مرتضى ) يتعرض لظاهرة زواج المتعة في جمهورية إيران الإسلامية، وفي هذا الفيلم تمكَّنت المخرجة من إلقاء بعض النظرات الفريدة على هذا البلد ذي الجوانب المتعدِّدة.. يُقال (من وجهة النظر الشيعية) إنَّ النبي محمدًا قد أوصى أتباعه بالزواج المؤقَّت حين يكونون على سفر، وبحسب الرواية فقد وافق النبي على زواج المتعة في ظروف معيَّنة، على سبيل المثال في أوقات الحرب، أو في الحج؟! وتسمى هذه الممارسة في اللغة العربية بزواج المتعة وتعرف في اللغة الفارسية باسم "زيجة". يتجه بنا الفيلم إلى طهران؛ حيث نجد رجل دين يبدو مظهره من القرون الوسطى، يجلس بعمامة سوداء وعباءة خلف مكتب. ويبدو أنَّه ملم خير إلمام بالمسألة التي يُسأَل حولها. يسند هذا الرجل ظهره إلى الخلف على المقعد ويقول: "يجوز للفتاة العذراء عقد زواج متعة من دون ممارسة الجنس؟! إذ لا يجوز أن تتم أية عملية إيلاج، لا من قُبُل ولا من دُبُر"،ويحك أذنه بخجل،ويضحك وتظهر من ضحكته بعض الفجوات بين أسنانه، ثم يضيف: ( فكَّر القانون الإسلامي الحنيف بكلِّ ذلك ف المتعة عند الشيعة كالزواج الدائم لا تتم إلاّ بالعقد الدالّ على قصد الزواج صراحة، وانّ المتمتَّع بها يجب أن تكون خالية من جميع الموانع، وانّ ولدها كالولد من الدائمة من وجوب التوارث، والإنفاق وسائر الحقوق الماديّة، وانّ عليها أن تعتدّ بعد انتهاء الأجل مع الدخول بها، وإذا مات زوجها وهي في عصمته اعتدّت كالدائمة من غير تفاوت، إلى غير ذلك من الآثار على أنّ الأمر الذي ينبغي الالتفات إليه وإدراكه بوضوح، أنّ الشيعة ورغم إدراكهم وإيمانهم بحلّية زواج المتعة وعدم تحريمه ـــ وهو ما يعلنون عنه صراحة ودون ترددـــ  إلاّ أنّهم لا يلجأون إلى هذا الزواج إلاّ في حدود ضيّقة وخاصّة، وليس كما يصوّره ويتصوره البعض من كونه ظاهرة متفشية في مجتمعهم وبشكل مستهجن ممجوج.)  تميِّز الفيلم بلقاءات حقيقية  بين متتبعى المتعة مثل هذا اللقاء في مكتب أحد رجال الدين. يصل له شاب ويسلم ويقبل يده،ويهمس له السؤال: هل يشترط في الزواج المؤقت و الدائم حضور شهود ؟ الجواب:العقد المنقطع و الدائم لا يحتاج إلى حضور شهود، يلتفت الشاب ويعود يهمس السؤال: اذا كان زواج المتعة محدد لمدة ساعة و استمر الجماع أكثر من ذلك هل وقعنا في الزنا ؟ الجواب: نعم ] يخرج الشاب ويقابل سيدة ويقول لها نتفق على أربعة ساعات وضعف المهر فتوافق ضاحكه،تمضى خلفه،وهو يسبح فى سره ويقول بصوت مرتفع :إلا الحرام؟! وتضج القاعة بالضحك. ويسلِّط هذا الفيلم الضوء على ظاهرة زواج المتعة في إيران المعاصرة وحدها ومن أجل إنجاز هذا الفيلم التقت المخرجة النمساوية من أصل إيراني، سودابه مرتضي بعض رجال الدين وأبناء الطبقة الوسطى والشباب، وقد سأَلَتهم حول هذا الموضوع الذي يعرفونه جميعهم معرفة جيدة. ومن وجهة النظر الشيعية كانت تتم ممارسة زواج المتعة قبل ظهور الإسلام، وبعد ذلك في عهد النبي محمد، ولكن بعد فترة قصيرة ألغى "المتشددون السنَّة" زواج المتعة. إذ كان الخليفة الثاني(عمر)ينظر إلى(زواج المتعة)على، أنَّه (زنا) واعتبره محرمًا، ويقولون (قراره كان سياسياً، اكثر منه دينياً) وفي نظر الشيعة كان هذا تدخلاً متعمَّدًا في تقليد أقرَّه النبي محمد. وفي المقابل يتَّهم أهل السنَّة الشيعة بأنَّهم لا يبتغون بزواج المتعة شيئًا آخر غير الدعارة. وهكذا لا يتم تطبيق زواج المتعة في يومنا هذا إلاَّ لدى الشيعة وخاصة في إيران،ونادرًا ما كان يتم تطبيقه في العراق، حتى كانت حروب العراق المتعددة مع ايران والكويت وتدخل الغرب القبيح فى حرب تدميريه لقوة صدام. ولما كان الأصل فى زواج المتعة في إيران (يستهدف النساء الأرامل.) امتد بنفس المعيار سراً بالعراق، ولكنه يشكِّل اليوم،وخاصة بالنسبة للشباب، ثغرة جامدًا، فعلى الرغم من أنَّ زواج المتعة مكروه في المجتمع. ونظريًا يستطيع الأزواج الشباب عقد زيجات دائمة، إلا أنهم يفضلون من خلال زواج المتعة (من دون عقد زواج تقليدي) ممارسة حياتهم الزوجية. وفي كلِّ عقد زواج متعة يتوجَّب على الرجل دفع مبلغ محدَّد لزوجته قبل إتمام الزواج. ويتم تحديد مدة الزواج في عقد الزواج، وكلّ شيء ممكن ـــ  من بضع ساعات إلى عدة أعوام. وهناك قيد واحد فقط: إذ يتحتَّم على المرأة أن تنتظر شهري العدة، أي أن تحيض مرتين قبل أن يجوز لها عقد زواج متعة جديد. ويبين الفيلم كيف طرأ تعديل جوهرى على زواج المتعة ،فبأتفاق علنى،أو بنية مضمرة يتجنب اطراف الزواج الشباب أن يكون لهم اطفال منه؟! يصف في الفيلم رجل دين مسن هذه القاعدة بأنها معقولة ويقول: "إذا تزوَّجت المرأة بشكل دائم فأين سيكون الاختلاف في ذلك عن الدعارة؟"

ودائمًا عندما يتكلم رجال الدين، يبدو أنَّهم يتحدَّثون من عالم خاص بهم.وتبقى أقوالهم مثلما هي ومن دون تعليقات. تمكَّنت المخرجة سودابه مرتضى وبشكل دقيق من تصوير ابتعاد المجتمع عن رجال الدين في مواقف متجدِّدة.

 إذ نشاهد على سبيل المثال رجل دين شاباً يسافر في سيارة أجرة من طهران إلى قُم تلك المدينة المعروفة بأنَّها مصنع رجال الدين في جمهورية إيران الإسلامية. وما أن وضع السائق سي دي موسيقى في جهاز تسجيل السيارة وارتفع صوت أغنية تقول:("هزي خصرك") حتى طلب منه رجل الدين الشاب أن يغلقه ويحافظ على الهدوء. ثم قال رجل الدين "هذه مشكلة"وأشار إلى الناحية الأخلاقية ،ولكنه لم يستطع اخفاء ابتسامته. وفي مشهد آخر يتعرَّف المشاهد على المشكلات التي تدفع الرجال الذين في منتصف العمر مثل سائق سيارة الأجرة هذا إلى زواج المتعة: فالسائق، المنحدر من أصفهان، يبدو أن عمره أكثر من أربعين عامًا، ولكنه ليس متزوجاً ولا يوجد لديه أطفال. وبما أنَّه متقدم في السن فهو يجد صعوبة في استئجار شقة. ولذلك فقد نصحته زوجته السابقة التي تزوجها بعقد زواج متعة بأن يعقد زواج متعة جديد على أرملة عجوز حتى يضمن تخفيف مصاريف النوم فى كمسيون، ولكن في الوقت نفسه يسلط هذا الفيلم الضوء بدقة على رجال الدين الإيرانيين؛ إذ يعرض شخصيات مختلفة تمام الاختلاف: من رجل الدين الشاب الذي كثيرًا ما يبدو غير واثق من نفسه إلى رجل الدين المتعجرف الذي يرتدي عباءة سوداء وعمامة، وحتى آية الله الملتحي في مدينة قُم.ويواجههم الفيلم جميعاً أثناء ممارستهم مهنتهم التقليدية هذه بالواقع الذي يشكِّك وعلى نحو متزايد في حقِّهم القيادي. ويظهر هذا بكلِّ وضوح في المشهد الأخير: حين يرى المُشاهِد مجموعة صغيرة من نساء يضحكن في مطعم ـــ  ويبدو مكياجهن مثل دمى باربي، يدخِّن النرجيلة وقد أرخين حجابهن إلى الخلف بقدر الإمكان ليكشف عن قدر كبير من شعرهن، ويسخرن بصوت مرتفع، من رجل دين شاب، كان يجلس على طاولة مجاورة. ويقلن  أيأكل هذا الرواياتي بالشوكة والسكين مثلنا؟! ويبدو أنَّ فعلهنّ هذا استفز هذا المسكين الذي يركِّز عينيه بمشقة على طبق الطعام ويبتسم بامتعاض، فى الفيلم رجال الدين لا يأتون بالجديد،إنهم يحفظون،أجهزة كمبيوتر،إنسانية، يعنعنون،عن فلان وعن فلان،يقولون طبقا لفتاوى السيد السيستاني دام ظله ويردون على السائلين:

[السؤال:هل تؤيدون زواج المتعة بالعقد أو بدون العقد ؟

الجواب:زواج المتعة صحيح لا بأس به و لكن لا يمكن بدون عقد . السؤال: هل زواج المتعة يحل للرجل المتزوج بدون علم زوجته؟

الجواب: يحل.

السؤال:هل زواج المتعة حلال أم حرام؟ الرجاء منكم التوضيح الجواب:من أقبح الذنوب وأكبر الكبائر أن ينسب الإنسان التحريم والتحليل إلى الله بغير علم قال تعالى: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب). وليس كل حلال يجب أن نقبله لأنفسنا ومن يتعلق بنا فلو خطب بنتك مسلم أفريقي شديد السواد نتن الرائحة قبيح الوجه هل تقبله؟! هذا مع أن ذلك حلال بل مستحب. وأما دليل الجواز فهو الروايات الكثيرة جداً الواردة عن طرق أهل البيت (عليهم السلام) والعامة أيضاً لا ينكرون تجويزه في عهد من الرسالة المجيدة وانما يدعون نسخه في ما بعد. ،

السؤال: هل يجوز زواج المتعة من غير المسلمة؟

الجواب: يجوز اذا كانت مسيحية او يهودية .، من الممكن اعتبار موضوع زواج المتعة كعلاَّقة أرادت مخرجة هذا الفيلم أن تعلق عليها صورتها الخاصة عن إيران. صحيح أنَّها صورة كئيبة ومحزنة ومع ذلك يجب علينا أن نأخذها في عين الاعتبار ؟!]

هل أصبحت زوجاً للشيعية، بهذا العبث الذي كان شاهداً عليه رواية برهان العسل؟أم مؤمن آثم بفعله يطلب من ربه الغفران ،فلم يصل الإغواء لحد [المرود فى المكحلة] ولم يتعدى اللمم ما عرفت موضوعًا أرقنى وأرهقنى مثل هذا الموضوع, أصعب ما تكتشف أن ما تتعاطف معه وجدانيًا ليس بالضرورة هو الصواب, فقد يكون وقد لا يكون, وأن الصواب المطلق أحيانًا عسير المنال, خاصة إذا كان لدى الطرف الآخر من المنطق بقدر ما لدينا من الشك, وعنده من الحجج بقدر ما عندنا من علامات الاستفهام. ليس الأمر أمر لوم أو تساؤل بقدر ما هو أمر تمهيد لرياضة ذهنية مرهقة،ما أظن لها نظيرًا فى قضية فقهية أخرى, فطرفا الحوار مختلفان أشد الاختلاف السنة ترى أن المتعة حُرمت إلى الأبد,والشيعة ترى أن المتعة حلال إلى الأبد,والسنة تستند إلى مراجعها المعتمدة من صحاح وسنن ومسانيد وتفاسير, والشيعة تبالغ فى استعراض قوة حججها بالاستناد إلى نفس المصادر, والاعتماد على أحاديث واردة فيها أيضًا, والطرفان يحتكمان إلى نفس الآيات القرآنية, لكنهما يخرجان منها بتفسيرات ودلالات لا تلتقى أبدًا ولا تتفق مطلقًا, بل يخرج هذا بعكس ما يخرج ذاك ويؤكده, ويخرج ذاك بنقيض تفسير هذا وبسنده, وكل طرف يلقى بحجته فتظنها نهاية المطاف فإذا بالطرف الآخر يثبت لك أنها بدايته وأنها مردودة وأنا حائر في اختياري ،خائف أن أكون تزوجت متعة، وأنا ارفض زواج المتعة كما رفضه كبار الصحابة وأئمة التابعين :عمر وعبدالله بن الزبير, والأئمة الخمسة, أبو حنيفة ومالك والشافعى وابن حنبل وزيد, وغيرهم كثير، وهؤلاء، لايجتمعون على خطأ أو ينتصرون لباطل،

  وهى تقبل بزواج المتعة، وترى انكاره فى الدين من جانب السنة كأنكار الكنيسة لمريم المجدالية وعندها جمعًا آخر من كبار الصحابة والتابعين قد ناصروه, منهم عبدالله بن عباس,عبدالله بن مسعود, وأبىّ بن كعب, وابن جريج, وقتادة, وسعيد بن جبير, وسعد بن المسيّب, والإمام جعفر،وما أظن أن هؤلاء أيضًا يجتمعون على خطأ أو ينتصرون لباطل *و اثارنى تكرار النسخ في مسألة المتعة ويتبين لى انه أمر اختلف فيه أهل العلم، يرى اهل السنة ان الرسول قد نهى عنه يوم خبير أو يوم الفتح والذين قالوا : حرم يوم خيبر قالوا : ثم أبيح في غزوة الفتح، ثم نهي عنه في اليوم الثالث من يوم الفتح. وقيل : نهي عنه في حجة الوداع، قال أبو داود : وهو أصح ويقول الربيع بن سليمان : سمعت الشافعي يقول : لا أعلم في الإسلام شيئا أحل ثم حرم ثم أحل ثم حرم غير المتعة  .. وترجيح النووي فيه بعد سرده قوله: والصواب المختار أن التحريم والإباحة كانا مرتين،وكانت حلالا قبل خيبر ثم أبيحت يوم فتح مكة، وهو يوم أوطاس لاتصالهما، ثم حرمت يومئذ بعد ثلاثة أيام تحريما مؤبدا إلى يوم القيامة واستمر التحريم ـ شرح مسلم 3/553. فلماذا حللت ثم حرمت، ثم حللت ثم حرمت؟

ولماذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلل شيئا قد حرمه من قبل؟ ولماذا يحلل شيئا شنيعا ولو لفترة مؤقتة؟ اللهم لا اعتراض لكن الذي اختاره ابن القيم أن النسخ لم يتكرر في مسألة المتعة، فعلى فرض تكرار النسخ فليس شيئا من ذلك من  تلقاء  نفس  رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من عند الله تعالى، فليس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مبلغا ومخبرا عنه، وربنا سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء لا معقب لحكمه، ويسعفنى قول ابن بطال: وهذا حجة قاطعة في أنه يجب التسليم لله في دينه، ولرسوله في سنته، وبيانه لكتاب ربه، واتهام العقول إذا قصرت عن إدراك وجه الحكمة في شيء من ذلك، فإن ذلك محنة من الله لعباده، واختبار لهم ليتم البلوى عليهم. وأغلب الظن ان الله قد أراد برحمته أن يظل هذا الموضوع مثارًا, بل مثيرًا للخلاف, لحكمة ربما كشفتها لنا الأيام!

 

الفصل الرابع

كان الْوقت ذات مساء حين دق جرس الْباب. نحن نستغرب ذَلِكَ بالطبع؟! فلا أحد لنا بفرنسا. . خففت من إزعاج زوجتي، ولكن كانت مفاجأَة أخرى عند فتح الْباب؟ ! فرنسي فِي زي حكومي يُسلِّمني " إعلان " بمثول زوجتي أمام قسم التّحقيقات الخَاصَّة بليون؟ ! أسأله: لماذا؟ ! وكيف عرفوا عنوان بيتنا؟ وما الْجرم؟ لا إجابَة. .إنه موظف عمومي يحمل أشعارا. أوقع على الإعلان فِي ذهول، وهو إعلان بلا أي هوية يعلنها بالْحضور خلال 48 ساعَة السَّاعَة 10 ص للإدلاء بأقوالها فيما هو منسوب إليها، أمام قسم التّحقيقات الخاص، وهو يشبه النَّيابَة عندنا، وهو قسم يعرف بالشرطَة الْقضائية أي له عمل الاستدلالات وبعض أعمال التّحقيقات.  كانت ليون لا تستهويني، وكنت أهرب منها إلى باريس، ونيس، ولولا الْمنحَة والدراسَة فِي جامعتها ما فكرت حتَّى فِي زيارتها.  إن الأحياء فيها لها أرقام لا أسماء !! وفيها كثرَة من عرب شمال أفريقيا الذين لا يقيمون علاقات حميمَة مَعَ الْمصريين؟ وفي الاستاد الخاص بِهَا أعيدت لأول مرَّة مبارَاة رسمية فِي كرَة الْقدم بين منتخب مصر ومنتخب زامبيا الأفريقي، كانت مصر فائزَة فِي نفس الْمبارَاة بالقاهرَة، ولكن طوبَة من مُتَفرِّج بالْمُدرَّجات غير معروف، وتمثيلية ساذجة من الْفريق الزانبي، ونوايا سيئة وسياسَة وقلة حيلَة مصرية أعادت الْمبارَاة؟ ! لتخسر مصر الْمبارَاة ومعها أمل الذهاب لكأس الْعالم؟ ! ليخرج عرب شمال أفريقيا والفرنسيين مبتهجين بفوز زامبيا!!  لذا لم تكن ليون تميمَة حظ بالنِّسْبَة لي. . فلقد أعطت ما عندها لمصري وحيد هو " طه حسين ". اكتشفتُ بمناقشَة زوجتي بدقَّة فِي الأمر. . أنها أخفت أمرين وأتمنى أن يقتصر ما أضمرته عليهما فهِيَ تُضمر الْكثير كعادتها. الأول: أنها لا تزال تُدمن حبوب منع الْحمل!! الثاني: أنها أرسلت بمقالة لمجلَة فرنسية بعد أن استولت عَلَيْهَا لعنَة الْفراعنَة، ولكن الْغريب أنها وقَّعَت ما كتبته باسم استعراضي: (مصرية فِي باريس ). (مثلما "هوَّدُو" تاريخ ألْمانيا بالهولوكست، فغُرَف الْغاز الَّتِي صدَّعوا رءوسنا بِهَا كانت تستخدم فقط لتنظيف الْملابس من الْبقع ! يبدأ اليهود الآن تهويد تاريخ مصر!! وقد نشر مفكر فرنسي يُدعى بيير ماريه فِي دوريَّة (تحقيق ومراجعَة) الْفَرَنْسِية فِي سبتمبر 1992 مقالا من 3 صفحات بعنوان " غُرَف الْغاز النَّازية حالَة خاصَّة " تناول فيها الْمحرقَة النَّازية من زاوية علمية فقال إنه لو كان الأساس الْعلمي صحيحا فإن الْفكرَة الَّتِي يروج لها اليهود عن اختناق كل هَذَا الْعدد فِي غرف الْغاز أمر غير ممكن علميا وعمليا ـــ  بسبب كمية الْمياه الرَّهيبَة الْمطلوبة لتنفيذ ذَلِكَ الأمر. وقال فِي النِّهاية الهولوكوست غير صحيح وغير ممكن منطقيا. ونقول إن ما سُطر عن أخناتون، والنبي يوسف، وأحمس، وحتشبسوت غير صحيح وغير ممكن منطقي. وذلك على التّفصيل الآتي: . . . . . .)

أهذه السطور الَّتِي بدأت بِهَا زوجتي مقالتَها، وأرسلتها لمجلَة " ليبراسيون " الْفَرَنْسِية كافية لكل هَذَا الرُّعب ـــ  رغم أن الْمقالَة لم تُنشر. ؟ !  أفهم الآن " الْبير كامي " حين يقول: إن ما يُعطي قيمَة للتَّرحال هو الخوف! إننا نُسافر للمُتعَة، كذبَة نُصدقها، ليس هُنَاكَ أي متعَة فِي السفر، ولكنه فرصَة للامتحان الرُّوحي، فالسفر يعيدنا مرَّة أخرى إِلَى أنفسنا. لا أستبعد أن تستبدَّ بي ـــ عندما أعود لمصرـــ  لوثَة تجعلني كلما صحوت كل نهار أتلقى أمي بالأحضان فِي لهفَة شديدَة انبهارا للحقيقَة الْعجيبَة أنها بجانبي وأراها كل يوم! بقي عندي سؤال مُؤرِّق. كيف عرفوا عنوان منزلنا؟ ! دق جرس الْباب مرَة أخرى؟ فتحت الْباب طَلَّت الْفَرَنْسِية بلحمها، وتاييرها الْقصير كان لونه أصفر فاقع، الغريب أنها قبَّلتني على وجنتي.. فكاد يُغشى على زوجتي، أما أنا فنسيت الزمان والْمكان! أخرجت هدية وقدمتها لزوجتي -زجاجَة بارفان مبهجةـــ   رداً على الحجاب الذي اعطته زوجتى لها في أيام مسلموا فرنسا، باحت زوجتي، وهِيَ تبكي على صدرها بكل شيء. ما إن رأت الْفَرَنْسِية نُسخَة الْمقالَة الْمُرسلَة لمجلَّة "ليبراسيون" الْفَرَنْسِية حتَّى حلت اللوغاريتم؟

الفَرنْسِية ـــ  : أُووه إنَّه قانون "جيسو"، شَوْكَة الْحالَة الْفكرية فِي فرنسا قانون مُنْذُ صدوره عام 1881 نص على "تجريم كل محاولَة لمراجعَة الْحقائق التّاريخية الَّتِي تؤكد وقوع جرائم ضد الإنسانية بالذات تلك الَّتِي وقعت ضد اليهود، لتظهر تهمَة معادَاة السَّاميَة" *فالشك فِي الهولوكوست، أو التّشكيك فِي أعداد اليهود الذين ماتوا فِي الهولوكوست هو نهاية الْعالم، الأمر ليس سهلا.

زوجتي  : ولكن مقالَتِي عن الآثار، عن تهويد تاريخ بلادي؟ !

......  : ذكرتي الأمر فِي بداية الْمقالَة (مثلما "هوَّدو" تاريخ ألْمانيا بالهولوكست، فغرف الْغاز الَّتِي صدَّعوا رءوسنا بِهَا كانت تُستخدم فقط لتنظيف الْملابس من الْبُقع !) ثم إن الأمر فِي أساسه ضد اليهود، ضد السَّاميَّة. أصل الْمقالَة فِي الْمجلَّة، ونحن لا نعرف مَن أصحابها، ولا اهتماماتهم، ولا الْمصالِح الَّتِي تعنيهم، ولا علاقاتها بالجمعيات الْكثيرَة اليهوديَّة ؟! ..

اصرخ فيها فى عتاب: الْعرب "ساميون" يا سيدتي كيف نكون ضد أنفسنا؟!  إن اليهود يعتبرونا أولاد عم.. فالجد الأكبر لنا النَّبي إبراهيم؟ !

الفرنسية: إن قانون "جيسو"، يحرم علينا الاقتراب من الْفترَة بين عامي 1941 و 1946ويتركنا أحرارا لندرس الـ 4 آلاف سنَة تاريخيا كما نشاء؟ ! فلقد عُوقب بهذا الْقانون الْمؤرخ اليهودي "برنارد لويس" لأنه شكَّك فِي مذبحَة الأرمن الَّتِي ارتكبها الأتراك، وحكمت عليه الْمحكمَة الْعُليا الْفَرَنْسِية رغم أنه يهودي، لأنه اقترب مما يُسمى حقائق فِي الْفترَة الْمعنيَّة.

ليس أمامنا سوي 48 ساعَة – أتمثل زوجتي أمام إدارَة التّحقيقات عن جريمَة وهميَّة وقد تُحبس احتياطيا رهن التّحقيق، وقد....؟ ! هل يمكن ألا يجد ابني والدته معه؟ أهبط لأتدبر خطورَة هَذَا الإعلان. وأنت ستهبطين بعدي ومعك علي، فتذهبي للكوافير فتقصي شعرك قصيرا، ثم تشتري باروكة صفراء، ويثبتها لكي الْكوافير بإحكام، واشتري أيضًا بانطلون جينز ضيق آخر صيحَة، لا أريد أن أرى هَذَا الاندهاش فِي عينيك، إنها خطَّة هروب.؟!  إلا من أمل أن تكون مجرد كوميديا نضحك منها؟!. تركت الْمنزل قبلها حاملا مجموعَة من ملابسنا الْقديمَة، واتجهت بِهَا إِلَى الْمغسلَة وطلبت غسلها وكيَّها، كنت أحب أن يظهر الأمر وكأننا فِي حياتنا الْعادية ! وقبل الذهاب لمكتبَة الْجامعَة، اشتريت تذكرتين سينما حفلَة الْمساء للتمويه!! إحساس بأني مراقب ـــ  وإن كنت غير واثق من صحته ـــ  يفرض عليَّ إتقان الهروب. كانت لعبَة السِّينِمَا فِي خيالي مُنْذُ فعلها السَّادات يوم قيام الثورَة ! وفي مكتبَة الْجامعَة تبيَّنت خطورَة قانون "جيسو"، * فلم تكن الْفَرَنْسِية مبالِغَة ـــ  هكذا عرفت الأمر من ملفات الْمحاكم الْمطبوع أحكامها سنَة بسنَة بمكتبَة الْجامعَة – كانت هُنَاكَ مسرحية اسمها "صديقي فريدريك" تروي قصَة اضطهاد طفل يهودي فِي ألْمانيا فيما بين الْحربين الْعالميتين، مُدرِّس بإحدى الْمدارس الثانوية الْفَرَنْسِية ويُدعى "جان اوي بيرجيه" رأى أن نظام التّعليم الْفَرَنْسِي لا يقدم الْحقائق التّاريخية الْحقيقية فِي فترَة الْحرب الْعالمية الثانية كما ينبغي، وضع نقطَة نظام أمام طُلابه، وعَقِب عرض هذه الْمسرحية قال: لا أريد منكم أن تتأثروا بكل تلك الْمشاهد الَّتِي رأيتموها. تناول الأمر من النَّاحية النَّقدية

قائلا: ستلاحظون أن اليهود الذين ماتوا فِي مُعسكرات التّعذيب أقل بكثير مِمَّا يقولونه لكم، وغالبية اليهود الذين ماتوا لقوا مصرعهم من آثار حصار الْحُلفاء لهم فِي الْمُدن الألْمانية أما "غُرَف الْغاز" الَّتِي صدَّعوا رءوسنا بِهَا فكانت تُستخدم فقط لتنظيف الْملابس من الْبقع. كانت تلك الْجملَة الْعابرَة التي نطق بِهَا الْمدرس الْفَرَنْسِي كافية جدا لكي يبدأ اللوبي اليهودي فِي مُلاحقته قضائيا وجنائيا ومدنيا!! فقام أولياء أمور الطُّلاب بتقديم شكوى لإدارَة الْمدرسَة ضدَّه وحوكم بموجب قانون "جيسو الْفَرَنْسِي" بتُهمَة الْعنصرية ومُعاداة السَّامية وإنكار وقوع جرائم ضد الإنسانية، وحكم عليه بالْحبس لمدَة 12 شهرا وبغرامَة قدرها 10 آلاف فرنك مَعَ تهديد صريح بإبعاده من السلك التّعليمي فِي فرنسا. وإلى جوار الْمُحاكمَة شنَّت جماعات الضغط اليهودي حملَة إعلامية شرسَة عليه وَصَفَتْه فيها بأنه نازي يبُثُّ سمومه فِي آذان الطُّلاب وتعقبوا كل محام يدافع عنه، وصنعوا له تاريخا أسود يصعب تحديد حقيقته من زيفه. وعند محاكمة "جان اوي بيرجيه" أمام الْقضاء الْفَرَنْسِي جلست زوجته فِي قاعَة الْمحكمَة تتلوا آيات من الْكتاب الْمُقَدَّس وهِيَ ترتجف، بينما جلس هو هادئا وعلى وجهه ابتسامَة لا مُبالية وعندما سألتْه الْقاضيَة:  هل تؤمن حقًّا بأن غُرَف الْغاز النَّازية لم توجد قط؟  اتَّسعت ابتسامته اللا مُبالية، وقال: لماذا تسألونني سؤالا يُجرِّم الْقانون الإجابَة عنه؟ ليس من حقي ولا من حق أي مخلوق أن يفكر مجرد التّفكير فِي الإجابَة عن ذَلِكَ السؤال!?* . يبدو أن اليهود لن يتركوا أحدا فِي دراسته يوما واحدا إذا تعلق الأمر بتاريخهم دون أن يلاحقوه ويحاكموه ويمزقوه إربا لو لزم الأمر، وفي نفس الْوقت سيذبحون كلَّ مَن يُحاول إضافَة حقائق جديدَة للتاريخ تضم الْمذابح الَّتِي يرتكبونها هم. فهل يتركوننا؟ !

كانت أغرب قضايا مُحاكمَة مُفكِّر بموجب قانون جيسو هِيَ قضية الْمؤرخ الْفَرَنْسِي"جان بلاتين" الَّذِي أصدر3 أعداد من مجلة تاريخية نشر فيها عدَّة مقالات تتناول الْفترَة فيما بين الْحربين الْعالميتين، وتوصَّل فيها إِلَى نفس الْحقيقَة الأساسية الَّتِي يتوصل إليها كل من يُحاكم بقانون جيسو أن الْمحرقَة النَّازية فِي مُجْمَلها مجرَّد أكذوبَة كبيرَة، وكالعادَة أطلق اللوبي اليهودي قانون جيسو فِي مواجهته. لكن الْمفاجأة الَّتِي اصطدم بِهَا اليهود كانت استحالَة تطبيق قانون جيسو على الدَّوْريات الَّتِي تفصل بين صدور أعدادها مُدَّة زمنية طويلَة، وكانت هِيَ حالَة بلاتين الَّتِي كانت تتخلَّل فترَة صُدور أعداد دورية فِي السوق الْفَرَنْسِي فترَة طويلَة، ألا أن ذَلِكَ لم يوقف اليهود؟ !

فلم يستخدموا قانون جيسو لعام 1990. استخدموا نُسخَة قديمَة للقانون صدرت عام 1949 واستخدموا مادَّة فيه تنص على ضرورَة حماية الْقصر من الْمواد الَّتِي تُزيِّف حقائق التّاريخ ونجحوا فِي تغريمه: 30 ألْف فرنك لـ3 جهات يهودية مختلفَة، ونصحوه بأن يكف عن الخوض فِي مثل هذه الأمور حتَّى لا تصل غرامته إِلَى الْحد الأقصى الَّذِي يُحدِّده قانون جيسو وهو 300 ألْف فرنك. أَيُمكن أن تدعوني فرنسا لوليمَة للحزن؟ ! أتكون هذه الأرْض محترفَة للعشق. . والخوف بالتّساوي؟ !

 

البريد الاليكتروني :ِAshraftawfik11@gmail.com