الشاعر محمد بلمو يوقع ديوانه "رماد اليقين" بالرباط

و.م.أ

وقع الشاعر محمد بلمو، اليوم الخميس بالرباط ، ديوانه الموسوم ب "رماد اليقين" الصادر عن منشورات وزارة الثقافة (سلسلة إبداع).

ويأتي توقيع الديوان، الذي يقع في 75 صفحة من الحجم المتوسط ، في إطار الدورة الثانية لملتقى الرباط - بغداد للشعر الذي تنظمه الجامعة المغربية للشعر تحت شعار "من أبي رقراق إلى دجلة ... نصنع الحب والتسامح والسلام".
وفي قراءة للديوان بعنوان "مستويات الدهشة الجمالية في ديوان (رماد اليقين)" قال الباحث مصطفى الشاوي إن هذا "الديوان الجديد من الأعمال الشعرية التي تستفز القارئ وتدهشه، فالجديد يخلق الدهشة دائما، والدهشة من منظور نظرية جمالية التلقي صفة جمالية إذا ما امتلك النص نظاما داخليا يؤطره أي إذا كانت هذه الدهشة مبررة داخليا، لأنها تحفز القارئ على إثراء أفق توقعه القبلي، وفي الديوان المقروء مستويات متعددة للدهشة الجمالية" محاولا "تحيين أهمها على مستويات فكرية وفنية وجمالية مختلفة".
وتوقف الباحث عند "دهشة العتبات المؤشرة" والتي تتمثل في عنوان المجموعة "إذا كان الرماد ما يتبقى من الشيء بعد احتراقه مما يرمز إلى الموت والنهاية والعدم وكل ما هو سلبي، فإن اليقين يدل على الثبوت والحقيقة والوجود وكل ما هو إيجابي"، ولوحة الغلاف للفنان محمد المنصوري الإدريسي ذات "الطابع التشكيلي التجريدي الذي يضمر الموضوع ويراهن على تقنيات جديدة"، و"هكذا يراهن الشاعر محمد بلمو على القارئ في الكشف عن أسرار رماد اليقين التي تسكن جميع عتباته". كما توقف الناقد عند "دهشة البناء المشكل"، موضحا أن الديوان يضم عشرة نصوص شعرية، و"يعمد الشاعر إلى التصرف بحرية في توزيع سواد الكتابة على بياض الصفحة فتجنح جل النصوص الشعرية نحو اليمين فتطول وتقصر غالبا وقلما تشرد الكلمات عن اليمين وتنزاح إلى الوسط كلمة كلمة لتؤشر على مدلولها ، كما يندهش القارئ لبنية النصوص من حيث تعدد أشكالها وخاصة النصوص الشذرية القصيرة جدا وغالبا ما يقحمها الشاعر تحت عنوان مركزي يكون بمثابة الأصل الذي تتفرع عنه الشذرات".
وبخصوص "دهشة المدلول المقلق"، أفاد الناقد بأن "مختلف قصائد الديوان تحقق مستوى عاليا من الدهشة على المستوى الدلالي لأن النصوص لا تقول ما يفهم بقدر ما تفرض على القارئ أن يفهم ما يقال نظرا لخصائص الكتابة الشعرية عند الشاعر محمد بلمو التي تنبني على تكثيف الدلالة وتركيب الأسلوب التصويري الفني والمراهنة على الانزياح المفارق وعلى الاستفهام كأسلوب بنائي أساسي يعلن عن القلق والمعاناة والحنين".
أما بخصوص "دهشة الصورة المركبة"، فإن الصورة الفنية ، حسب الباحث، "تستمد مقوماتها التركيبية من الذاكرة في أجل استحضاراتها والأمل في أرقى تجلياته والطفولة البريئة في أبهى أحلامها ومن الطبيعة الجميلة في بساطتها ومن الواقع اليومي بمفارقاته الغريبة ومن الأسطورة بدلالاتها وأبعادها العميقة، وتتحقق للصورة مميزات الدهشة الجمالية لانسجام عناصرها التركيبية على الرغم من اختلافها ومفارقاتها أحيانا". وخلصت المداخلة إلى القول "ترفد نصوص الشاعر محمد بلمو من معين مرجعيات مختلفة تتفاعل داخل الديوان فتكسبه الثراء والغنى والانفتاح على التراثي والحداثي والذاتي والاجتماعي والتاريخي واليومي والفلسفي والعابر والفني والجمالي، وتصدر نصوص الشاعر عن حس تصويري وتأشيري وأيقوني ورمزي ملحوظ يجمع بين النفسي والعقلي، والبصري والسمعي، والذوقي والحركي".
من قصائد ديوان "رماد اليقين"، الذي تلا الشاعر بلمو خلال حفل التوقيع القصيدة التي يحمل عنوانها، "سيشمت الزرنيج في الورد" و"هل أنا الريح أبها المداد" و"لا موطيء قلم لي " و"ورشات مرتبكة ... ضد الموت".
صدر للشاعر محمد بلمو ديوان أول بعنوان (صوت التراب) سنة 2000 ، وديوان ثان بعنوان (حماقات السلمون) باشتراك مع الشاعر عبد العاطي جميل سنة 2007.