يلتقط الشاعر السعودي، من خلال تقنية المفارقة، مآل هذا العالم الذي يشي بمزيد من صور التشظي وهو ما يجعل من ذات الشاعر "كثلة" تتحلل من الزمان والمكان، وتمسي "فكرة" يقوضها الشعر كيفما يشاء ويحولها الشاعر الى لغة ومعنى ولامعنى، سيان، مادام العالم يصر على ترسيخ سوداوية الأفق.

الأرضُ لا تستحقُّ مزيداً من الأنبياء

شريف بقنة الشهراني

( أقوّض كل شيءٍ في كلمات.. و أستريحُ بالانتهاءِ مقوّضاً ذاتي)

 

1
بخفيّ حُنين ركضَ عارياً .. عارياً جداً!
حتى أنّه يمكن أن ترى قلبَه مهدوراً في غرائزه،
لم يرُق لهم ذلك النقاء،
حفروا حُفرة!

وردَموا عُريه.

 

2
تركَ المَكان،
و قرّر أن يستقرّ في الزّمان.

 

3
الوردةُ التي شقّت جلمودَ الصّخرة،
شقّ على الرّيح ارتفاع عودِها.
حملتها ذابلةً ودفنتها في قلبي.

 

4
عندما ضاقت قُضْبان صدره،
وضَع قلبَه على فزّاعة الحَقْل
فلم تسلَم من مناقيرِ الغربان.

 

5
لا أستطيعُ أن أموت،
كل مرّة أموتُ فيها أكتشفُ أننّي كنتُ في حُلْم. 
و أستيقِظ.

 

6
إربِطْ جماحَك، و اعتكِف القُرْفصاء
أقِم الصلاةَ في براكين روحِك،
وليحترَق النبيُّ فيك..
النقيّ الشقيّ،
فالأرضُ لا تستحقُّ مزيداً من الأنبياء.

 

*شاعر ومترجم من السعودية