يستطيع الشاعر والتشكيلي العراقي اليوم أن يتلمس جزءا من هذا التيه وهذا الضياع الذي يستشعره العالم العربي وهو يرى من خلال مآلات ربيعه أفقا مشوشا لا حياة فيه، لا أمان ولا كوة من الأمل، هي فقط التباسات تتواصل وقوى تسارع الخطى كي تكتب خواتم هذه الوطن الممتد، وبين هذا وذاك يحاول الشاعر أن يعيد تجميع الصورة كي نرى ضوء المسير.

نحو أفقٍ مغْبر

حكيم نديم الداوودي


1

أتطلّعُ الى أغصانك الهامدة

وأنتّ تهشُين بعصاك على السكون

نحو الأفق المُغبر

علّه يبيض صراخاً

 ضجيجاً

 ثورة

 تكنس الخداع،

وتشنق لعبة المصالح

وفي فلج الفجر مئذنة،

بحّ صوت مزمارها ،

ولم تعد تصلي النيام،

مثل الماضي بوعود بيضاء

وهذه الفاتنة

انبثقت من العشق

ومن أطياف السراب الناحلة

بدت بعد حين

وكأنها معضلة

 تروم الاشتباك

 مع الأفكار

والأقدار

وتسقط بعد نفاذ الوسيلة

كحل دموعها مدرارا

على مساقط

الأمطار

والأمصار..    

 

2

كبوتُ،

فكبوتُ

كبرتُ على،

مواصلة الكبوات

أزرعُ جهداً

وأحصد حصرماً

وعلقما

بعد رحيل الآوان،

صحوتُ على غفلتي

وعلى بلادتي

صحوتُ على

استفحال الداء

فيأس منه مبضع

الزمن والدواء

أخذني البعد عن وطني

 ُبعداً ماله رجعة ولا قرار

 ظلّت بي السّبل نحو المدائن.

خبا ظلي وانقطع سيل تمرّدي

عراني عجزٌ في العودة،

وعطبٌ في تذوق الذكريات.

في الأفق كان مطلبٌ

بلا قاعٍ أو سقف

فلا جذر يربطهما بالأمنيات

والأغاني فجّة تتداعي

فيها الذوق والكلمات

سررت بهسيس خطوك،

فضيّعت الطريق

ونسيت معه

عدّ الخطوات.