يوضح الناقد المصري أن هذا الكتاب يركز على مناقشة فكر الجماعات الدينية السياسية الأهم فى العالمين العربي والإسلامي (الإخوان المسلمون، التيار السلفى، التنظيمات الجهادية) موضحاً الفروق التنظيمية والفكرية، ويكشف مكامن الخطر فى أفكارها عبر دراسة بحثية جادة لهذه الأفكار، بالإضافة إلى دراسة ميدانية ترصد اتجاهات عينة كبيرة من المواطنين.

عن المواجهة الفكرية للتطرف

قراءة في كتاب «السراب»

حـمدى بشـير

يمثل كتاب )السراب(، لمؤلفه دكتور جمال السويدى، بما يطرحه من من أفكار حول الاسلام السياسى اضافة جديدة للمكتبة العربية، فهو يناقش ظاهرة لاتزال محل جدل واهتمام العديد من المؤسسات الاكاديمية والبحثية ومؤسسات صنع القرار على مستوى العالم .

ويتمتع مؤلف الكتاب، الدكتور جمال سند السويدى، بخبرة سياسية واسعة، فهو مدير مركز الامارات للدراسات السياسية والاستراتيجية، حاصل على شهادات البكالريوس والماجستير والدكتوراة فى العلوم السياسية، عمل كأستاذ زائر فى جامعة وسكونسن 1992، وقام بتدريس مساق عن النظم السياسية فى الشرق الاوسط وشمال افريقيا، كما عمل مدرساً للعلوم السياسية بجامعة الامارات، ولديه رصيد معقول من المؤلفات والدراسات السياسية، سواء كانت في شكل كتب او مقالات او أبحاث سياسية منشورة، ما يجعله متمكناً فى القبض على نواصى العوامل المفسرة للظواهر السياسية والتوقعات المحتملة حول مستقبلها، وهذا معلوم من مؤلفاته السابقة، مثل كتاب "آفاق العصر الامريكى: السيادة والنفوذ فى النظام الدولى الجديد"، وكتاب: "حرب اليمن 1994: الأسباب والنتائج"، كتاب: "ايران والخليج: البحث عن الاستقرار"، كتاب:"مجلس التعاون الخليجي على مشارف القرن الحادي والعشرين"، وكتاب: "وسائل التواصل الاجتماعي ودورها فى التحولات المستقبلية: من القبيلة الى الفيسبوك"

وهو يكرس كل مؤلفاته لمعاينة القضايا العربية المعاصرة،وخاصة ظاهرة الاسلام السياسى التى تتمدد آثارها وتفاعلاتها عبر العالمين العربي والإسلامي، لمناقشة وتحليل أبعادها ومكوناتها،مستعيناً بالمنهج العلمى والأدوات البحثية والتحليلية لتفسير الظاهرة تفسيراً علمياً موضوعياً،وردها إلى أسبابها والعوامل المؤثرة فى ظهورها والاستفادة من نتائج دراستها على الصعيدين العربي والإسلامي .كما تتميز كتاباته بعمق التحليل والرؤية الاستشرافية للمستقبل،والقراءة التاريخية المعاصرة للظواهر السياسية في سياقها الدولي والإقليمي المتغير .

وإن أى تقييم أو تحليل موضوعي لهذا الكتاب، من حيث الاشكالية والمنهج العلمى والنتائج التى توصل اليها، يجعل المتخصص السياسي يلاحظ الكثير من الملاحظات الايجابية حول سلامة الصياغة واللغة والتحليل العلمى والموضوعى السليم لظاهرة الجماعات الدينية السياسية من خلال منظور مقارن لنشأتها وتطورها وتفرعها وأفكارها المتضاربة والمتناقضة حول الدين والدولة وفكرة الخلافة والحاكمية، وعلاقة الترابط بين جماعة الاخوان المسلمين والجماعات المتطرفة الاخرى التى ولدت من رحم هذه الجماعة مثل "القاعدة" و "داعش" .

وأيضاً، ينفرد الكتاب بمناقشة فكر الجماعات الدينية السياسية الأهم فى العالمين العربى والاسلامى (الاخوان المسلمون،التيار السلفي،السروريون، التنظيمات الجهادية) موضحاً الفروق التنظيمية والفكرية، ويكشف مكامن الخطر فى أفكارها عبر دراسة بحثية جادة لهذه الأفكار، بالإضافة إلى دراسة ميدانية ترصد اتجاهات عينة كبيرة من المواطنين والعرب المسلمين فى دولة الامارات العربية المتحدة تجاه الجماعات الدينية السياسية، ومن ثم فقد جمع المؤلف فى أسلوبه فى تناول الظاهرة بين التحليل النظري والفكري والميداني، وبين المنهجين التاريخي والمقارن فى التحليل، سارداً أفكاره التي تتدفق بسلاسة وترتيب منطقى وبرؤية سياسية علمية ناقدة، وفلسفية أحياناً، مستوحياً بعض أفكاره من مقولات بعض الفلاسفة مثل "ابن رشد" ورجال الدين مثل الشيخ " الشعراوى"، وذلك لدحض أفكار هذه الجماعات، ودعم رؤيته فى أسلوب منطقى وعلمي يقنع القارئ والباحث .

ومن هنا تكمن أهمية هذا الكتاب، الذى يقع فى أربعة أبواب وسبعة فصول رئيسية بالإضافة الى المدخل والخاتمة، حوالى 815 صفحة، يناقش فيها مفهوم الاسلام السياسي بين الواقع والخرافة، والعلاقة بين الدين والسياسة، وأهم الأفكار والأطروحات السياسية والدينية لجماعات الاسلام السياسي، وتحليل اتجاهات الراى العام حول الاخوان المسلمين، ثم رؤية ختامية.

وقد أختار الدكتور جمال السويدى عنواناً لكتابه "السراب" كاشفاً للفكرة الرئيسية التى يدور حولها مضمون الكتاب، هو أن الخطاب الذى تقدمه هذه الجماعات وأطروحاتها السياسية عن الدولة والدين هي "وهم"، وأن كل ما تروج له وتعد به من أفكار مغلوطة حول الدين والدولة هو "سراب". ويؤكد على هذا المعنى فيقول: "إن حال من ظنوا فى الجماعات الدينية خيراً، كحال من خدع بظاهرة السراب التى يخيل للناظر أنها شىء وهى ليست شىء. فهذه الجماعات ترفع شعارات مراوغة، لايمكن اخضاعها للتدقيق والقياس المنهجى".

ثم يمضى مؤكداً فى بداية كتابه أن إحدى أهداف الكتاب هو اثراء النقاش البحثى وشحذ الفكر إلى المزيد من المعرفة وطرح المعالجات اللازمة . فجاءت الاشكالية الرئيسية للكتاب تركز على مقولة مفادها انه برغم أن الجماعات الدينية تدعى أنها تمتلك حلولاً سياسية واقتصادية اسلامية للواقع العربي والإسلامي، الا انها تمثل أزمة سياسية مستحكمة فى خطابها وممارساتها . ولذلك، استهل المؤلف كتابه هذا بإثارة مجموعة من الأسئلة حول ظاهرة الاسلام السياسى من زوايا متعددة دينية وسياسية وعقائدية وثقافية اجتماعية،وركز على طرح السؤالين البحثيين التاليين:

·        هل يعيش العالمان العربي والإسلامي تجربة سبق للأوربيين خوضها منذ نحو خمسة قرون مضت؟ وهل تعنى أن هذه القرون الخمسة تمثل المسافة الزمنية بين الحضارتين؟؟

·        لماذا نجح الغرب فى تحقيق الحداثة بينما ظلا العالمان العربى والاسلامى يرزخان فى أزمات سياسية واقتصادية تنموية مزمنة؟

ومن خلال منهج البحث المقارن سلط المؤلف الضوء على مفردات الواقع الثقافى والحضاري للعالمين العربي والإسلامي الراهن مع ما عاشته أوربا خلال فترة العصور الوسطى. فانطلق من رؤية ذاتية بأن الصراع الذى تخوضه دول عدة فى العالمين العربي والإسلامي ضد الفكر المتطرف وجماعاته وتنظيماته،ليس محصوراً فى نطاق أمنى وعسكري، بل هو حرب ممتدة ذات طابع فكرى بالأساس، يتطلب شقها الفكرى تخطيطاً بعيد المدى لاتقل أهميته، بل ربما تفوق، أى معالجات خططية على الصعد الأمنية والعسكرية .

ومن ثم فقد قد ركز المؤلف على رصد الجماعات الدينية السياسية تاريخياً ومراحل تطورها وصعودها السياسى مع سقوط النظم العربية الحاكمة فى مصر وليبيا وتونس واليمن فى عام 2011 وسقوط نظام حكم الاخوان فى مصر عام 2013، وتحليل الفروق والتباينات الفكرية والتنظيمية بين هذه الجماعات والقواسم والايدلوجيات المشتركة .

ويمضى فى تحليل أهداف جماعة الاخوان المسلمين، ويؤكد أنها اتسمت بطبيعتها المرحلية والتدرجية، ويعد ذلك أحد مكامن مقدرتها على التسلل إلى الوعى الجمعى للشعوب والسيطرة على اليات التنشئة الاجتماعية والتربوية . فهى مثل غيرها من جماعات الاسلام السياسى تحاول العودة بالمجتمع إلى ماضى التاريخ الاسلامى وهو ما يجعل فكرها يتسم بالجمود والهروب من الواقع .ويؤكد على استغلالها للاحدث السياسية من أجل تحقيق أهدافها، فيرى أن الشعور بالاحباط والاهانة بعد هزيمة 1967 كان عاملاً مساعداً على انتشار الجماعات الدينية السياسية فى العالم العربى .بينما لعب سيد قطب دور الضحية خلال فترة عام 1954 ما أسهم فى انتشار فكره المتشدد، ويضيف أن هذه الجماعة تشعر بغربة وانعزالية فكرية عن الواقع السياسى العربى المعاصر، اذ تتجاهل التعددية الاثنية والدينية التى تتسم بها الدول العربية والاسلامية و مبادىء المواطنة وما تستوجبه من مساواة فى الحقوق والواجبات بين المواطنين .

ويعتبر من أهم المحطات الهامة فى الكتاب وهى مناقشة المؤلف لفكرة "الحاكمية "، حيث أكد على أن أغلب رجال الدين يتفقون على أن هذا المبدأ لم يرد فى أى اية فى القراءن الكريم أو الأحاديث النبوية الشريفة، وهو يثير العديد من الاشكاليات المفاهيمية والفقهية لهذه التفسيرات محدودة الأفق وضعيفة المرجعية لبعض أيات القراءن التى تستخدهام هذه الجماعات الضالة، والتى تتعارض مع الآيات الاخرى التى تدعو إلى السلام والتسامح والحوار قبول الاخر، كما أن تطبيق مبدأ الحاكمية بهذا المعنى سوف يؤدى إلى ظهور حكم ثيوقراطى مستبد (دينى مستبد) ويضفى نوع من القداسة على سلطة الحاكم الذى سيزعم عندئذ انه يطبق شرع الله ويستمد أحكامه منه، وأعتقد أنه يستدعى فى ذاكرة نظرية "الحق الالهى المقدس " وهى أحد نظريات الفكر السياسى التى حاولت أن تبرر استبدادية الحكم الثيوقراطى باعتبار أن الحاكم هو خليفة الله فى أرضه .ولا اختلاف أن تطبيق مبدأ الحاكمية بهذا المعنى يؤدى إلى جمود الفكر وانتشار التخلف فى العالمين العربى والاسلامى .

ثم ينتقل الى مناقش فكرة "دولة الخلافة" باعتبارها من أهم القضايا الشائكة فى فكر الاخوان المسلمين، التى يعتبرونها البديل الوحيد للدولة المدنية، دون البحث فى صيغة عصرية تناسب العصر وما توصل إليه البشر من تقدم انسانى وعلمى فى مختلف الميادين، ويرى المؤلف أن فصل الدين عن السياسة والاقتصاد والاجتماع كان سبيل القارة الاوربية نحو التقدم العلمى والارتقاء الانسانى، فالمدنية ليست كفراً او الحاداً، فالدولة المدنية قد تكون حلاً للعديد من المشكلات الاجتماعية والصراعات الطائفية والمذهبية .ويستند إلى رفض بعض الرموز الدينية مثل الشيخ الشعراوى ترشيح الأحزاب الدينية على أساس أن الوازع الدينى دون حسابات العقل معتبراً أن الدين لا علاقة له بالأحزاب التى تمثل الفكر السياسى لأصحابها وليس للمسلمين.

وقد أستطاع بعقل الباحث السياسى أن يستخدم أدواته البحثية ومنهجه العلمى ملتزماً بالموضوعية العلمية، ليكشف بعض الحقائق الهامة ويقدم خريطة معرفية حول نشأة هذه الجماعات وتطورها،وتفنيد أفكارها وحجها الباطلة بعد تفكيك بنائها الفكرى والرجوع لمصادره، ونقد تأويلها وتفسيرها للنصوص بتعصب دينى أعمى يهدف إلى فرض القدسية على أفكارها التى تروج لها، وهو ما يؤكد توظيفها للدين لتحقيق أهداف سياسية .

وقد توصل المؤلف الى نتيجة هامة وهى أن دمج الدين فى السياسة يكرس الشقاق والفرقة بين المسلمين أنفسهم بمذاهبهم ومعتقداتهم المختلفة، وبينهم وبين العالم غير الإسلامي، ولذلك فان بعض الدول العربية والاسلامية تعيش ظلامية جديدة تشبه ما حدث فى اوربا ابان القرون الوسطى . فالإشكالية الأساسية فى معظم الدول العربية والاسلامية لا تكمن فى العلاقات بين الدين والسياسية ولا فى انفصالها او ارتباطها بل هى بالأساس فى توظيف الدين لخدمة السياسة .

وفى نهاية الكتاب، حاول المؤلف أن يقدم رؤية استشرافية للمستقبل معتمداً على تحليله للمؤشرات والمعطيات السياسية الراهنة مثل فشل تجربة حكم الاخوان المسلمين فى مصر، فمن المتوقع أن تبقى الجماعات الدينية السياسية على هامش الحياة السياسية فى العالمين العربى والاسلامى خلال المدين المتوسط والقصير على أقل تقدير، ويرى أن عودة هذه الجماعة إلى صدارة المشهد السياسى يتوقف على شروط أهمها الاخفاق فى إيجاد البديل الأفضل تنموياً الذى يخرج الدول من مشكلاتها التنموية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتراكمة عبر عقود طويلة من الزمن . ويبرر وجهة نظره بانه فى ظل الامكانات المتاحة وتطلعات الشعوب إلى ى مستويات معيشية أفضل، وفى ظل التنافس الدولى على التنمية، فمن المتوقع أن تؤدى عثرات محتملة فى بعض الدول إلى عودة هذه الجماعات الى صدارة المشهد من جديد .والنقطة الاهم هنا، هى أن المؤلف قدم بعض الحلول التى يقترحها لمحاصرة هذا الفكر المتطرف وأهمها الانفتاح على الاخر بدلا من الانغلاق ورفض الاخر، والتحرك نحو الحداثة والابداع والابتكار والاجتهاد الفقهى الذى يجعل الدين باعثاً للنهضة وليس عائقاً لها .

خلاصة:
خلاصة القول، ثمة جهداً غير منكور قد بذله المؤلف فى ثنايا هذا الكتاب، وفى مسعاه إلى دراسة ظاهرة الجماعات الدينية السياسية، فجاءت أجزاء عدة من الكتاب تنم عن وضوح تام للفكرة، وجهد كبير فى تقصى مدلولاتها ونتائجها، ما يجعله مرجعاً سياسياً هاماً للباحثين والدارسين وصانعى السياسات ومتخذ القرار. و قدم المؤلف خدمة للمكتبة العربية بتوفير دراسة معاصرة لجماعات الاسلام السياسى فى توقيت مناسب، وقد يكون من المفيد للدارسين والباحثين السياسيين وأصحاب القرار، الاضطلاع عليها.

وقد تناول المؤلف بالتحليل العلمى موضوعاً فى غاية الأهمية، ويعد موضوع الساعة بالنسبة للقضايا المطروحة، جمع فيه المؤلف بين منهج المقارنة الزمنية والمكانية، والمناظرة الفكرية لفكر جماعات الاخوان المسلمين وغيرها من الجماعات الاخرى.

وقد أراد المؤلف ان يستخلص مجموعة من الدروس والتوصيات للبلدان العربية والإسلامية وخاصة فى وقت يتنامى فيه خطر الجماعات الارهابية مثل داعش والنصرة والقاعدة، وهو ما انتهى به هذا الكتاب .

وعلى أية حال يحسب للمؤلف أنه تناول العديد من القضايا الشائكة التى لاتزال محل جدل وصخب اكاديمى وبحثى بين المفكرين السياسيين والفلاسفة ورجال الدين والفقه الاسلامى، وقد أعترف، بكل موضوعية، بصعوبة البحث فى تاريخ وفكر هذه الجماعات عندما قال: " ان أى جهد بحثى يشمل الجماعات الدينية السياسية يبدو اشبه بالسير فى حقل الغام" .

لكن برغم ذلك فهناك بعض الملاحظات الهامة التى تؤخذ على الكاتب، وأهمها:

أولاً: التركيز على دراسة الجماعات السنية الراديكالية والمتطرفة واغفال الجماعات الشيعية المتطرفة، فبرغم الخلافات المذهبية الا ان جميعها تتبنى فكراً دينياً متطرفاً حول إقامة دولة ثيوقراطية استبدادية، فجميعها تمثل خطرا للامن القومى والعربى .

ثانياً: اغفال دور القوى الاجنبية فى دعم واحتضان الجماعات الدينية المتطرفة . مثل الدعم الأمريكى الذى قدمته واشنطن للقاعدة في حروب مع الاتحاد السوفيتى، والفشل الامريكى فى العراق بعد تدميره وهو ما جعل العراق مرتعاً للجماعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة الاسلامية " داعش "، فمثلما أدى خروج القوات السوفيتية من افغانستان إلى ظهور الالاف من المجاهدين، فقد أدى الخروج الامريكى من العراق الى ظهور الالاف من المجاهدين فى العراق الذين نظموا صفوفهم تحت لواء تنظيم الدولة الاسلامية او ماعرف اعلامياً بتنظيم داعش.

ثالثاً: اغفال اثر فشل القوى الليبرالية واليسارية فى بعض الدول العربية فى تقديم حلول واقعية لما تواجه الشعوب العربية من مشكلات اجتماعية واقتصادية وسياسية ما أصاب تلك الشعوب بحالة من اليأس، ومن ثم حالة من الفراغ السياسى الذى استغلته تلك الجماعات فى تقديم نفسها على انها البديل، فكان هذا الفشل سبباً من أسباب صعودها السياسى . وهذا يعنى أن بعض الدول العربية تواجه أزمة ثقة فى النخب السياسية التى قدمت نفسها على أنها الافضل، سواء كانت ليبرالية أو يسارية أو دينية، فقد اخفقت جميعها فى تقديم حلول واقعية، ولاتزال هذه الشعوب وخاصة دول الربيع العربى تعلق الآمال على النخب الجديدة فى تقديم حلول أفضل لمشكلاتها .

 

*******

د. السويدى، جمال سند: السراب، مركز الامارات للدراسات السياسية والإستراتيجية، ابوظبى، 2015،815 صفحة