في نص مكثف يكشف القاص المصري سمير المنزلاوي عن طبيعة العلاقات السرية في مجتمعات الكبت الاجتماعي والجنسي والثقافي بعيني طفلٍ صغير حيث تتحول في مثل هذه المجتمعات حتى الأضرحة إلى أمكنة للممارسة الشهوات المقموعة سرا.

رجل عار من الخلف

سـمير المنزلاوى

بينما كنت العب البلى مع زميلي رضا ، خرج من مدخل الضريح شاب فارع الطول .

انه البائع الذي اشتريت منه بالونة منذ قليل !

 كان يحمل جوالا به بضاعته ، وترتسم على جبينه المعروق علامات الظفر وقد فتح فمه وأطلق صفيرا عاليا .

قال مبتسما ومشيرا إلى المدخل إشارة غريبة !:

- بص !

دخلت أجرى .

 ثمة شاب آخر أقصر قليلا وأكثر بدانة ، وجهه إلى الحائط ، سرواله وبنطلونه بين قدميه !

لم يتحرك لدخولي ، وبدا كالنائم !

جاء زميلي رضا ووقف مدهوشا مثلى !

سعلت بشدة ، فأدار وجهه ، كان أحمر كالكبد، سحب قطعتيه وخرج .

عاتب بائع البالونات بانكسار، وغمغم ، بينما مسح الثاني جبينه وضحك وأطلق الصفير وأعاد الإشارة الغريبة .

 نظر إلى رضا مستفسرا ، فهززت رأسي في بلادة!

جرى إلى العيال الكبار وحكى لهم ،  فرفعوا حواجبهم !

فكرت كثيرا ، لكنني كنت صغيرا أمام تلك الأسرار . قلت لنفسي حينما أكون ولدا كبيرا ، سأفهم وأرفع حاجبي .