يخصنا الشاعر الأردني المرموق غازي الذيبة بهذا النص الشعري حول مفهوم الصفاء الإنساني من خلال تتبع "طيران فراشة" تتلمس بحرية بعض ما تبقى من الشاعر وهو يتحسس جزء من صفاء روحه تتجسد في طيران فراشة بحثا عن الضوء كي تتخلص من حلكة وسهاد الأرق لعلها تجد المآل الوحيد للرؤية.

فراشة الأرق

غازي الذيبة

الفراشة عالقة في مدار الضياء

بعيد أنا، وأراقب هذي الأشعة تعزف

كيف سيبدو النهار عصيا

إذا اقترب النهر من ماء أشواقه

ومضى دون صوت

..

وللضوء أعرف صوت

وللماء في النهر صوت

وللكلمات على ورق أبيض شاسع

نهر من الصوت

وللدغل حين تخشخش فيه السناجب، صوت

ولليل في أرق العتمة، بيد من الصوت

إذن، للفراشة وهي تحدّق في الضوء صوت

وحين أراقبها من بعيد

تغافلني دقتي في اكتناه المسافة

بين صوتي وصوت الفراشة

حين ستضرب أجنحة في هواء خفيف وصوت

فيا للفراشة

كيف تبدد لوعتها في التقرب من ضوء هذي المسافة

كي تحترق

ويا للفراشة حين ستبقى مطوقة بالضياء قليلا

لتذهب بعد الإقامة في الضوء نحو ارتجاف الألق

ويا للذي صوته من حبق

كيف سيمشي وحيدا إلى المفترق

ويراوغه النزف

نبض الإقامة في الصوت

كي يسمع الكلمات الصغيرة في الحب

والشوق والحزن والتيه

كي يسمع الصوت منفعلا

أو غافلا عن إقامة لهفته في الحوار

الفراشة تعتق أحلامها في النهار

وتركض حتى ترى الضوء

تسرقه، ثم تأتي إليّ

فيرقص فيها الحفيف

الهواء على مهله سوف يرقص

والضوء

والكلمات

وتوقي لكي يصبح الورد طوق الفراشة

وهي تعد له من رحيق التعلق بالضوء

بيتا ينام على كتفه..

ضوء أرِق.