بانعقاد دورته الرابعة استطاع ملتقى أسفي الدولي للشعر أن يرسخ هويته وهو ما ساهم في جعله ضمن أهم الملتقيات الشعرية المغربية والعربية الصاعدة اليوم، هنا تقرير مفصل عن فعاليات دورته الأخيرة والتي انعقدت مؤخرا وعرفت ضمن فقراتها تنظيم باب للقراءات الشعرية وندوة دولية حول الشعر والترجمة واهتمام بحضور الشعر في المؤسسات التعليمية انتهاء برحلة شعرية والتي تعتبر بصمة هذا الملتقى الدولي.

الرحلة الشعرية تختتم الدورة الرابعة لملتقى أسفي الدولي للشعر بأسفي

دورة الشاعر عبدالله ازريقة، وتكريم المترجم عبدالرحيم العطاوي، وندوة الشعر والترجمة وتتويج الفائزين بالدورة 4 لمسابقة الإبداع التلاميذي

شكلت لحظة التكريم الشاعر فتح الله بوعزة بالمركب الثقافي بخنيفرة آخر محطة للرحلة الشعرية والتي تعتبر فقرة أساسية من فقرات ملتقى أسفي الدولي للشعر والذي تنظمه مؤسسة الكلمة للثقافة والفنون بأسفي. الرحلة الشعرية التي قادت الشعراء لاكتشاف جغرافيات وتقاليد وحضارات المغرب المتعددة، تشكل فضاء لتفعيل وتداول المعرفة والتنشيط الثقافي بالعديد من المدن المغربية. وهكذا امتدت الرحلة الشعرية من اليوسفية الى كلميم الى ورزازات ومراكش وبني ملال انتهاء بخنيفرة، بتنسيق مع جمعية أدوار للمسرح الحر بكلميم، ومنتدى أطلس للثقافة والفنون بخنيفرة، والمديرية الجهوية للثقافة بني ملال والمندوبية الاقليمية لوزارة الثقافة بورزازات ومحترف الاشعاع للتنمية الثقافية باليوسفية.

وقد شكلت محطة اليوسفية، بتنسيق مع محترف الإشعاع الثقافي، خطوة أولى لانطلاق ملتقى اليوسفية الثقافي وعرف مشاركة الشعراء حسين حبش (مقيم في ألمانيا)، محسن الرملي (العراق)، هيروشي تانيوشي (اليابان)،  عاطف عبدالعزيز (مصر)، ريكاردو روبيو (الأرجنتين) ، مامتا ساغار (الهند)، ماريو بخريكس (المكسيك). وضمن فعاليات مهرجان كلميم الدولي للشعر في دورته الرابعة تحت شعار "عندما يزهر الشعر سلاما" وبتنسيق مع فرقة أدوار للمسرح بكلميم، نظمت ندوة دولية حول علاقة الشعر بالمجتمع وقارب الشعراء الأجانب علاقتهم بمجتمعهم، وكشف العديد من المداخلات أن لكل شاعر مجتمعا يتخيله. والى جانب القراءات النقدية لتجارب شعرية حديثة وتكريم الشاعر امبارك رشيد، شهد فضاء حمزة تنظيم أمسية شعرية كبرى.

وبتنسيق مع المندوبية الاقليمية لوزارة الثقافة بورزازات، نظم مهرجان ورزازات الدولي الأول للشعر شارك فيها الشعراء أعضاء الرحلة الشعرية. وقد كانت مناسبة للاقتراب أكثر من فضاءات المدينة السياحية والسينمائية، وعلى امتداد يومين كاملين احتضنت المدينة دورة الشاعر شكري الحسين وندوة حول سؤال "الشعر كأفق للتواصل والكونية". كما افتتح المهرجان بقصر المؤتمرات بمعرض للفنون التشكيلي للفنانين عبدالسلام موشين وادريس واعمر. بعد زيارة قصيرة لفضاء جامع الفنا التاريخي بمراكش، احتضنت دار الثقافة بمدينة بني ملال فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الدولي للشعري، من تنظيم المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بني ملال خنيفرة، لتنتهي الرحلة الشعرية بمحطة خنيفرة بتنسيق مع منتدى أطلس للثقافة والفنون.

واحتضنت مدينة أسفي فعاليات الدورة الرابعة للتظاهرة الدولية "ملتقى أسفي الدولي للشعر"، وهو الملتقى الذي تنظمه مؤسسة الكلمة للثقافة والفنون بأسفي بشراكة مع ولاية وعمالة أسفي والمجالس الجهوية والمحلية والمجلس الاقليمي والبلدي بأسفي وبدعم من وزارة الثقافة والمكتب الشريف للفوسفاط. ملتقى أسفي الدولي للشعر الذي ترسخ ضمن أجندة التظاهرات الأدبية في المغرب والعالم، اختار هذه السنة أن يسم الدورة الرابعة للملتقى باسم الشاعر المغربي الكبير عبدالله ازريقة، وهي الدورة التي نظمت تحت محور "الشعر والترجمة" وهو محور الندوة الدولية الكبرى وعرفت مشاركة النقاد والشعراء: ذ. مصطفى دادا(خنيفرة)، ذ. نورالدين الزويتني، مع شهادات للشعراء: ريكاردو روبيو (الأرجنتين)، مامتا ساغار (الهند)، محسن الرملي (العراق).

الندوة كانت محطة لتناول هذه العلاقة الملتبسة والمعقدة بين الشعر والترجمة، الى جانب التوقف عند الشعر المغربي المترجم الى اللغة الانجليزية والذي يبدو ضعيفا مقارنة مع بعض اللغات الأخرى. كما قاربت بعض المداخلات والأوراق وضعية الترجمة اليوم في العالم، على ضوء التحولات التي مست مفهوم الترجمة وقدرتها على تجسير الهوة بين الثقافات. وحفل ملتقى أسفي الدولي للشعر بتنظيم ثلاث أمسيات وقراءات شعرية كبرى وبجميع اللغات شارك فيها الشعراء: ريكاردو روبيو (الأرجنتين)، مامتا ساغار (الهند)، هيروشي تانيوشي (اليابان)، ماريو بوخريكس (المكسيك)، محسن الرملي (العراق)، عزيز أزغاي (المغرب)، حسن الوزاني (المغرب)، عاطف عبدالعزيز (مصر)، نورالدين الزويتني (المغرب)، حسين حبش (مقيم في ألمانيا)، عبدالغني فنان (مراكش)، سعيد الأمين (الجديدة)، ابراهيم الكراوي (أسفي)، محمد عبدوس (أسفي)، عبداللطيف بن مينا ومحمد المعين(أسفي).

كما عرف الملتقى تكريم المترجم والناقد عبدالرحيم العطاوي وقد تناول المكرم في الدورة السابقة، المترجم والناقد محمد الزاهيري في شهادته مسار الباحث العطاوي والذي مكننا من فتح كوة على الأدب الروسي. وشهد حفل الافتتاح تنظيم معرض تشكيلي للفنانة حياة الحلاوي، كما حفل الاختتام بتتويج سبعة متوجين في الدورة الرابعة لمسابقة الإبداع التلاميذي والخاصة بتلاميذ الثانوي التأهيلي بالإقليم. وقد حرصت مؤسسة الكلمة للثقافة والفنون بأسفي، وفي إطار مشروع "تنمية القراءة العمومية وبتنسيق مع وزارة الثقافة"، تنظيم لقاءات الشعراء بتلاميذ المؤسسات التعليمية، ضمن "برنامج تشجيع القراءة"، في كل من ثانويات (صلاح الدين الأيوبي: لقاء مع الشاعرة مامات ساغار (الهند)، والشاعر عاطف عبدالعزيز (مصر))، ثانوية الخوارزمي: لقاء مع الشاعر ريكاردو روبيو (الأرجنتين))، ثانوية الهداية الإسلامية : لقاء مع الشاعر  ماريو بخريكس (المكسيك) والشاعر محسن الرملي (العراق/إسبانيا)).