العودة الى الجذور والى الأرض تشكل حالة وجدانية وحياتية خاصة بالنسبة للفسطيني، في هذا التقرير نعود مع الشاعر الفلسطيني موسى حوامدة الى جنين، ضمن مشاركته في فعاليات معرض فلسطين الدولي العاشر للكتاب، وقد قرأ الشاعر بعضا من نصوصه الشعرية كما جدد علاقته بالمكان.

موسى حوامدة في جنين: لن ينتهي اسم فلسطين

تحت رعاية وزارة الثقافة الفلسطينة أقامت مديرية ثقافة جنين ندوة شعرية للشاعر موسى حوامدة ضيف معرض فلسطين الدولي العاشر للكتاب في قاعة مديرية الثقافة في جنين ظهر الخميس الماضي.

وقد تحدث في بداية الندوة السيد عزت أبو الرب مدير مديرية ثقافة جنين مرحباً بالشاعر الضيف وبالحضور وقال أبو الرب: أن للأديب والكاتب والشاعر والفنان دورًا ورسالة ينبغي ألا يغيب عنها أو يغفلها، كما أنه ليس بوسع أحد أن يغيـِّبه، وكان وفد من مؤسسة أفق قد حضروا من مدينة حيفا، وعلى رأسهم الأديب رشدي ماضي الذي نوه بدوره بأهمية الثقافة ودورها في توحيد الشعب الفلسطيني في مختلف مناطق وظروف تواجده ودورالشعر والأدب في التشبث بالحق الفلسطيني.

   وكان الشاعر هشام أبو صلاح من شعراء جنين، قد أدار الندوة وقدم الضيوف وأدار الحوار، ومن جانبه ألقى الشاعر موسى حوامدة عدداً من قصائده من بينها (في مدرسة السموع)، قال فيها:

أيها الشعرُ يا ربيبَ روحي 

يا مقعدَ الطفولة في مدرسة السموع 

يا وجهَ المعلم المتأنق

يا لطول الطريق الممتد من البيت حتى مغزل الحاجة مليحة

اغزلي يا أمي غزلَكِ الكنعاني

اربطي لون البحر بلون التراب

حكمةَ الاغريقيات بإبرة الفلسطينية 

أضيفي لوجبة الطعام صحناً سابعاً 

ما همَّ أن نفد الطعام وغزلك يكتمل

ما هم أن لم أجد بقايا الغداء

واصلي نشيدك الملحمي

فوق خطى ملايين الأجداد

من سومر إلى يبوس

واصلي يا بلادي أنينَك الملحميّ

يا وجهَ الجَدةِ البعيد

لم أحتفظ بخيوط ثوبك المعفر بغبار الدهور

احتفظت بصوت بقايا أوراق التين والعنب

وأرواح الذين ماتوا

من أشجار الكروم. 


وقرأ قصيدة (لن ينتهى اسم فلسطين) قال فيها:

 لم ينتهِ الكلامُ لأجدِّل حبائلَ الصمت

وأمشط شعرَ اليقين                                       

لم ينته الوقتُ لأكسر ساعة الزمن

أرمي بها في سلة الفراغ.

لم ينته العمر

لأضع رأسي عند مقبرة القنوط

وأربط جسدي بوتد الهزيمة.

لم تحترقْ روما

لأجلد نيرون بسوط الجنون.

***

لم ينته الكلام

لأغلق فمي بقماش الخيبة

أشطبَ اسم بلادي من أطلس الجزيرة

وأدفعَ الجزية للعابرين.

***

سأربحُ الحربَ لأن الطين بيتي

والبحرَ جاري

والنجومَ شقيقاتي الغافلات

والسماء ستدرك فحوى رسائلها.

***

لم ينته الكلام

من دفتر الحياة

من ألوان الصغار

وأحلام الجدات

ولن ينتهي اسم فلسطين.

****

لم ينته الكلام

لأقصَّ جديلة أمي

وخطواتها فوق تراب البلد

وآثار أجدادي

آثار أيديهم على حيطان البلد.

لم ينته الكلام

لأقر للمحتل أن الحكايةَ وصلتْ لطريق مسدود

وأن المدينة ضاعت للأبد.

لن ينتهي الكلام

لأنشدَ الشعر في زوال الأبد

وفراغ يوم الأحد

من عطلته

وبداية تاريخ السبت

في هيكل أو معتقد.

لم يبتدئ الكلام

كلامي بعد

ليكتب المهزوم في النهاية أعذارَه.

سأكتب طالما ظلَّ في دفتر الشعر حرفٌ واحدٌ

وظلَّ في خزانة الله مدد

وأصيح في آذان الدهور والمجرات:

هذي البلاد بلادي

مذ خلق الله كونَه

وكان واحداً أحدْ.

وقرأ موسى حوامدة عدة قصائد من بينها، (حين يأتي الموت)، و(كسيرة النائم في السكون)، وغيرها.

وتخلل الفعالية تقديم نبذة تاريخية عن حياة الشاعر وحياته الأدبية والشعرية وإصداراته الأدبية، وتلا الشعراء جميل أبو عبيد وحسين حجازي وحنين أمين وفاطمة نزال ورشاد محاميد وحسن علاونة ومدينا مرعي وأسامة جبارين قصائد شعرية من أعمالهم الأدبية، ثم تبع ذلك نقاش وحوارات بين الشاعر الضيف الحضور، وكان حوامدة قد أشاد بدور وزارة الثقافة الفلسطينية في دعوة الكتاب والشعراء الفلسطينيين لحضور فعاليات معرض الكتاب وزيارة فلسطين، كما نوه بدور مديرية الثقافة في جنين، وشكر الشعراء والحضور على تفاعلهم وخص الشاعرة فاطمة نزال ابنة جنين بالشكر على دورها في ترتيب الندوة الشعرية ومشاركتها فيها.