أصبح المخرج الوثائقي الأمريكي مايكل مور صوتا معارضا يعيد للفن السينمائي قدرته على طرح القضايا المقلقة والأسئلة الحرجة، وهذا ما تكشفه دراسة الناقد المغربي عنه.

مايكل مور

مناهضة العولمة تبدأ من هنا !

خليد العلامي

ولد مايكل موور Michael Moore الكاتب والمخرج السينمائي الأمريكي الشهير بمدينة فلينت بولاية ميتشجان يوم 23 أبريل 1954، وينحدر من أصول عمالية: أب عامل، وأم سكرتيرة بشركة جنرال موتورز، وكان عمه من احد المؤسسين للاتحاد العمالي المشهور: "عمال السيارات المتحدون" وشارك في إضراب فلينت الشهير. عمل موور محررا في جريدة "صوت فلينت" والتي تحولت لاحقا بفضله الى "صوت ميتشجان" وفي سنة 1986 عمل محررا لجريدة "الأم جونز" في سان فرانسيسكو، وتمت إقالته في غضون سنة لرفضه نشر مقال يفتقد للدقة والموضوعية حول حركة الساندينستا بنيكارغوا. ولمايكور موور أعمال متنوعة تتوزع ما بين الأعمال السينمائية والتي هي في اغلبها وثائقية تسجيلية، والبرامج التلفزيونية، وكتب أدبية ، وتغلب على جميع هذه الأعمال السخرية اللاذعة المنتقدة للنمط الاقتصادي والاجتماعي والسياسي السائد بالولايات المتحدة الأمريكية بدا من خلالها مايكل موور محاربا حقيقيا سلاحه: كاميرا ولسان لاذع سليط. 

أعماله السينمائية:
روجر وانا                         Roger and me
بيكون الكندية                       Canadian Bacon
الأكبر                               The big one
بولينج من اجل كولومباين        Bowling for Columbine
فهرنهايت 9\11                   Fahrenheit 9\11
دم في الوجه                        Blood in the face 
"سيكو"                          "Sicko" 

البرامج التلفزيونية:
أمة التلفزيون                      Nation TV
الحقيقة المرة                       The awful truth  

الكتب الصادرة لمايكل مور:
صغّر هذا                          Downsize this
رجال بيض أغبياء               Idiot white men 
أيها المتأنق ماذا  حل ببلادي؟  Dude, where s my country?

تتمحور اغلب أعمال مايكل موور سواء السينمائية منها أو المكتوبة حول العديد من القضايا التي برزت للوجود بعد دخول العالم في طور جديد، طور العولمة الليبرالية بكل إشكالياتها ومتناقضاتها وآثارها الكارثية على مناحي الحياة الإنسانية: كالحروب، وشيوع النزعة العنصرية وثقافة العنف وتدمير البيئة وباقي التأثيرات السلبية للشركات العملاقة والتي دفه الوحيد بلوغ أقصى معدل ممكن من الربح على حساب حياة وصحة المواطنين. وهو ما تناوله اغلب إنتاجات مايكل موور.  

1 ـ مناهضة الحرب والتضييق على الحريات:
يعتبر مايكل موور الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية ضد شعوب أخرى: العراق، أفغانستان وبعض الدول الأخرى المصنفة ضمن ما يسمى ب"محور الشر"، حروبا غير مبررة وغير عادلة، ويعتبر خوضها هروبا من إخفاقات سياسية داخلية أو للتغطية على فضائح مدوية:

انهيار شركة إنرون: ففي خريف سنة 2001 تداعى النظام الهرمي للشركة وفيما كانت البلاد تعيش صدمة كبرى نتيجة الأعمال الإرهابية للحادي عشر من سبتمبر كان الرؤساء التنفيذيين لانرون منهمكين بالنجاة بما تيسر لهم من اموال، بائعين الأسهم، ومتلفين المستندات، فقد أظهرت دعوى إفلاس الشركة التي قدمت عام 2001 ان 144 من الرؤساء التنفيذيين ذوي المراتب العليا حصلوا على ما مجموعه 435 مليون دولار من الأسهم التي كانوا يملكون، أي بمعل مليوني دولار إضافيين كتعويض و3 ملايين دولار أخرى ثمنا للأسهم. وبينما كان اللصوص الكبار يعدون ملايينهم، كان الآلاف من عمال انرون يفقدون وظائفهم والكثير من مدخراتهم، كما طالت الخسائر آلافا آخرين ممن كانوا يملكون اسهما في الشركة وقد دفعوا تعويضات تقاعدهم ثمنا لها. (1) لقد كانت فضائح انرون "اكبر الفضائح التي تعرضت لها الشركات في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية بالرغم من كل الالهاءات العسكرية التي كانت تهدف الى تشتيت الانتباه عن انرون. وارتكب هذه الفضيحة أصدقاء الرئيس الحميمين. وأنا على ثقة بأن بوش يشكر الله كل ليلة على الحرب على الإرهاب، و 9\11، وأفغانستان والعراق، ودول محور الشر التي تضمن تقريبا اختفاء انرون من الأخبار ومن أذهان الناخبين. وكان يفترض بهذه الفضيحة ان تؤدي الى مقاضاة بوش بالتقصير والخيانة منذ زمن وإزاحته من منصبه في البيت الأبيض " (2)

التقصير وعدم القيام بالواجب بخصوص درء هجمات الحادي عشر من سبتمبر:
فللتغطية على هذا التقصير والإهمال تلجأ الإدارة الأمريكية بقياة بوش الى شن حرب غير مبررة للتغطية على هذا الإهمال. ويكشف الفيلم الوثائقي التسجيلي "فهرنهايت 9\11" عن العلاقات والمصالح التجارية ما بين عائلتي بوش وبن لادن، وعن استغلال "المحافظين الجدد" في البيت الأبيض والبنتاغون صدمة الحادي عشر والتبعات الناجمة عنها من اجل تحقيق مآربهم وإعادة رسم خريطة للعالم وفقا لأهوائهم ومخططاتهم الأيديولوجية الخفية، كما يكشف الفيلم أيضا عن الدعوة الموجهة لحركة طالبان لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية من قبل الإدارة الأمريكية حيث سيتم استقبال الحركة بتكساس قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، عندما كان بوش حاكما للولاية. وذلك من اجل وضع اللمسات النهائية على اتفاق تتعهد بموجبه شركة يونوكال بإقامة مشروع لنقل الغاز الطبيعي يمتد من تركمانستان مرورا بأفغانستان الواقعة تحت سيطرة طالبان حتى داخل باكستان.

والواقع ان فيلم فهرنهايت 9\11 يعتبر ادانة صريحة لحروب غير عادلة وغير مبررة عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، والتي أعقبتها بولسة سافرة لكل مناحي الحياة والتضييق على الحريات المدنية العامة والذي طال حتى بعض الحركات المدنية المدافعة عن السلام والبيئة من خلال التجسس على أنشطتها وزرع المخبرين في صفوفها كما يشف عن ذلك الفيلم الذي اقتبس مايكل مور عنوانه من عنوان رواية "فهرنهايت 451" للكاتب الأمريكي الشهير راي برادبري والتي حولها المخرج الفرنسي فرونسوا تروفو الى فيلم سينمائي سنة 1966(3). كما يسخر موور من مسوغات الحرب وتبريراتها: "دعوها حربا على (الإرهاب)، ما مدى دقة شن حرب على اسم؟ فالحروب تشن ضد دول، واديان، وشعوب. فهي لا تشن ضد أسماء او مشاكل، وقد فشلت كل محاولة لشنها (الحرب على المخدرات)، (الحرب على الفقر) ".(4)

2- مناهضة العنصرية:
تعاني نسبة كبيرة من السود الأفارقة والهنود الحمر وأقليات أخرى من الاضطهاد وعنصرية اليمين المتطرف الأمريكي، وتعيش أوضاع مغايرة لأوضاع السكان البيض وقد حاول مايكل موور في أعماله دائما التطرق لأوضاعهم المأساوية، منصفا هذه الأقليات المضطهدة وذلك في شريطه الوثائقي القصير "دم في الوجه Blood in the face" والذي يتمحور حول العصابات العنصرية البيضاء، وكذلك في كتابه الذائع الصيت "رجال بيض أغبياء Idiot white men" يقول موور: "عندما استرجع ذكرياتي، أرى المرة تلو المرة نفس القالب: فلحدود الآن كل من مسني بسوء وضرر هو: صاحب الشركة الذي أقالني من عملي، المدرس الذي اعتدى علي، مدير المدرسة الذي عاقبني، الولد الذي رماني بحجر أصابني في عيني، الولد الآخر الذي اطلق علي بندقية الهواء، والمنتج التلفزيوني الذي لم يجدد العقد على برنامجي، مدقق الحسابات الذي جعلني ادفع الضريبة مرتين، السكير الذي اعتدى علي في الحانة، اللص الذي اقتحم سيارتي وسرق آلة المسجل، صديقتي الأولى التي تركتني، وصديقتي الثانية التي تركتني، ربان الطائرة الذي حاول الطيران بي في وسط عاصفة طورنيدو، الموظف في لمكتب الذي قطع دفتر شيكاتي، وسرق مني 16 ألف دولار، كل واحد من هؤلاء كان ابيض البشرة!.."

"طيلة حياتي لم أتعرض لاعتداء من قبل إنسان اسود، طيلة حياتي لم اعمل لدى رب عمل اسود، وإنسان اسود لم يزعج أو يغتصب بحياته موظفة في مكتبي، خلال حياتي لم أصادف منتج اسود في استوديوهات هوليود، طيلة  حياتي لم يوقفني شرطي اسود، ولم التق بتاجر سيارات اسود، ولم يحاول أي إنسان  اسود ان يدفن أفلامي، ولم اسمع طيلة حياتي إنسانا اسود يقول: أيها العمال الأعزاء: سوف نقوم بحذف 10000 وظيفة عمل في هذا المصنع." "ومع هذا عندما اجلس قبالة التلفزيون كل مساء لاشاهد الأخبار، ماذا أرى المرة تلو المرة؟. أناس سود مشتبه بهم بالقتل!". (5) 

3- مناهضة تدمير البيئة وثقافة العنف:
تناهض أعمال موور أيضا تدمير البيئة المتواصل من قبل الشركات العملاقة، فثلاثة أرباع الأمريكيين "يظنون ان المشاكل البيئية تشكل تهديدا جديا على نوعية الحياة في الولايات المتحدة الأمريكية، وخمسة وثمانون بالمائة قلقون بشأن تلوث الأنهر والبحيرات، و82 بالمائة يقلقون بشأن النفايات السامة ومياه الشفة الملوثة، و78 بالمائة يقلقون بشأن تلوث الهواء، و67 بالمائة يقلقون بشأن الضرر اللاحق بطبق الأوزون   " (6) كما تناولت أعمال مايكل موور السينمائية تدمير البيئة والخطر الماحق الذي يتهددها: فيلم روجر وانا "Roger and me" وفيلم: The big one .

أما بخصوص ثقافة العنف وانتشار السلاح  في أوساط الأمريكيين فهي حسب مايكل موور لا تنفصل عن نزعة التسلح والحروب التي تخوضها الدارة الأمريكية بالخارج، وقد حاول فيلمه التسجيلي الرائع: "باولينغ من اجل كولومباين" Bowling for Columbine تناول هذه الظاهرة وتحليلها، فكولومباين هي البلدة التي شهدت مدرستها مذبحة فظيعة قام بها شابان مراهقان مسلحان: اريك هاريس وديلان كليبولد،  وقد ساهمت الدعاية الفاشية اليمينية لبعض المجموعات الأمريكية في ارتكاب الشابين للجريمة، كما ساعد على ارتكابها سهولة الوصول الى الأسلحة  واقتنائها. وقد راح ضحية المجزرة التي وقعت سنة 1999،  12 طالبا ومدرسا وانتحار الشابين المهاجمين. وقد استوحى موور عنوان الفيلم من تفاصيل يوم ارتكاب الجريمة: حيث ذهب الشابان اللذان اقترفا الجريمة للعب البولينج في الساعة السادسة من صباح هذا اليوم، قبل ان يشرعا في ارتكاب الجريمة على الساعة الحادية عشرة و18 دقيقة صباحا. ويعتبر هذا الفيلم نقطة بحث رئيسة في تحليل ظاهرة العنف بالمدارس الأمريكية وانتشار السلاح على نطاق واسع على عكس البلد المجاور كندا كما يبين الفيلم. ويستنتج موور من تحليله للظاهرة: ان "الأمريكيين يريدون نزع الأسلحة من أيديهم الباردة! 25 بالمائة فقط منا يملكون الأسلحة. والأغلبية يعلمون انهم اقل أمنا إذا ما احتفظوا بأسلحة في البيت. لم؟ لان اكثر من مليون أمريكي قتلوا بواسطة أسلحة منذ اغتيال كينيدي.لما كان بإمكاننا قتل هذا العدد من أبناء بلدنا لو أننا كررنا حرب فيتنام خمس عشرة مرة! وهذا يعني ان كلا منا يعرف شخصا ما قتل بسلاح "(7)

4 ـ مناهضة جشع الشركات العملاقة ومنطق الربح على حساب حياة وصحة المواطنين:
يعتبر فيلم "أنا وروجر"  Roger and me من أولى آفلا مايكل موور التي تناولت التأثير الاقتصادي السلبي للشركات العملاقة والتي لا يهمها إلا الربح وبأقل تكلفة ممكنة، فقد خلف قرار روجر سميث المدير التنفيذي ورئيس شركة جنرال موتورز بإغلاق عدة معامل في مدينة فلينت بولاية ميتشجان تسريح أكثر من 40 ألف عامل وإحداث خراب اقتصادي كبير، كما يتناول فيلم "The big one" نفس التأثيرات، وسيتمكن موور من خلال هذا الفيلم من الوصول الى مكتب فيل نايت رئيس شركة نايك للأحذية، وسيدخل معه في نقاش جريء حول مغزى اعتماد الشركة على العمالة الإندونيسية بشكل تساسي لتصنيع الأحذية رغم استعداد آلاف المواطنين الأمريكيين لفعل أي شيء من اجل الحصول على فرصة عمل لدى الشركة، يقول موور: "هدفهم الوحيد التحكم بحياتنا والتعهد في نهاية المطاف بالإخلاص والولاء لا لعلم أو لمفاهيم وهمية حول الحرية والديموقراطية، بل لإملاءات سيتي غروب اكسون نايكي جنرال الكتريك جنرال موتورز بي اند جي وفيليب موريس. فمدراؤها التنفيذيون هم من يحظون باهتمام الإعلام، ويمكنكم التعبير عن احتجاجكم من خلال التصويت والاحتجاج، ولكن واجهو الحقيقة: لم تعودو من يتحكم بالأمور، تعلمون ذلك وهم أيضا، ولم يبق سوى إصدار قانون بهذا الشأن: إعلان ولايات الشركات الأمريكية". (8)

أما آخر أعمال مايكل موور السينمائية "سيكو" "Sicko" والذي أثار ضجة كبرى منذ صدوره، حيث يتطرق لجشع شركات التأمين الصحي والرعاية الصحية بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث يعاني ازيد من 45 مليون أمريكي من انعدام التغطية الصحية، ويموت 18 ألف شخص نتيجة عدم التوفر على مصاريف العلاج، (أي ما يعادل 6 مرات ضحايا 11 سبتمبر).

ويقارن موور نظام الرعاية الصحية المعمول به بالولايات المتحدة الأمريكية مع الأنظمة المعمول بها بدول أخرى ككندا وبريطانيا وفرنسا وكوبا ليستنتج ان النظام الصحي الأمريكي هو الأسوء على الإطلاق، وسيحاول موور بسخريته المعهودة الإبحار على ظهر قارب رفقة ثلاثة من عمال الإنقاذ لضحايا الحادي عشر من سبتمبر والذي يعانون من أمراض متعددة ولا يتوفرون على تغطية صحية على عكس "إرهابيي" غوانتنامو الذهاب الى قاعدة غوانتنامو التي يعالج فيها ضحايا القاعدة مجانا! على حساب دافع الضرائب الأمريكي، طلب موور من على ظهر القارب وعبر المايكروفون من حراس القاعدة ان يسمحوا لهم بالمرور نحو المستشفى لأن معه ثلاثة من الذين أنقذوا أرواح العديد من الضحايا عقب الهجمات، وقال لا نريد منكم سوى نفس العناية الصحية التي تقدم لمعتقلي القاعدة، وعندما لم يأبه به الحراس قرر الذهاب الى كوبا التي تصفها الإدارة الأمريكية ب"جزيرة الشيطان". وجد مايكل ورفاقه الجزيرة ولكنهم لم يجدوا الشيطان. بل تم علاج العمال الثلاثة في مستشفى العاصمة هافانا مجانا، كما يتم علاج آلاف الكوبيين ومور ومن معه تفاجئوا غير مصدقين ان يكون العلاج مجانا في إحدى أفقر دول العالم الثالث، بينما تفشل القوة الأولى في العالم من علاجهم. وبكت إحدى الأمريكيات التي تم علاجها حينما ذهبت للصيدلية لشراء الدواء الذي يتم بيعه لها في أمريكا ب 120 دولار بينما يتم بيعه في كوبا بستة سنتات.

كاتب من المغرب  
 
ـــــــــــــــــــــــ
(1)"ايها المتانق ماذا فعلت ببلادي" لمايكل موور ترجمة حسان البستاني _ الدار العربية للعلوم : الصفحات: 173، 174، 176
(2) نفسه الصفحة: 172.
(3) وتعالج الرواية بطريقة لاذعة مفهوم الرقابة المستقبلية في الأنظمة الشمولية الاستبدادية والتي تمنع الكتابة وتداول الكتب، وفي محاولة للحفاظ على ارثهم وثقافتهم يقوم الرافضون المتمردون في هذا البلد بحفظ كل الأعمال الأدبية والفلسفية  المهددة بالإحراق عن ظهر قلب من اجل الحفاظ عليها. ان فهرنهايت 451 هي بكل بساطة درجة احتراق الورق وذلك في صورة جلية وواضحة عن خطر الإبادة الذي يتهدد الإنسانية في ظل انظم شمولية استبدادية. لقد أراد مايكل موور من خلال هذا الاقتباس ان يوضح ان أحداث الحادي عشر من سبتمبر هي درجة الأتون التي احترقت فيها الحريات المدنية داخل أمريكا وخارجها، وكذا عن جموح عسكري لا متناه ابتدأ مع حرب أفغانستان والعراق.     
(4) أيها المتأنق ماذا فعلت ببلادي؟  ص: 118.
(5): انظر كتاب مايكل موور "رجال بيض اغبياء" Idiot white men  
(6): "ايها المتأنق ماذا فعلت ببلادي؟"  ص 190.
(7) نفسه ص 191 192.
(8) نفسه ص 156.