لازال لقصيدة النثر أثرها الفعلي وحضورها القوي في التجربة الشعرية المغربية وهو ما يجعل من هذه التجربة تنفتح كل مرة على دماء جديدة شابة، هنا قصيدة للشاعر المغربي عبدالواحد مفتاح هي نموذج فعلي لهذه الخصوصية تحتفي بتلك التفاصيل الحميمة التي تعتبر الموضوعات الآثيرية للشاعر اليوم.

منمنمات صغيرة

عبدالواحد مفتاح

جوسلين الغائبة هناك

كنبيذ لا أجد ثمنه

جوسلين فرح لا أعثر على مسالكه

وبريد يرسل دمي عاريا

من المكياج والقصائد

رسائلي خطبة جنرال خاسر

عاطلة عن أي لحن

 

رسائلي

قبل قليلة ومضيئة

تؤجلها مسافات عنيفة

بأي كلام

سأعلن أني أبدء في الصمت

فالحب لغز متعب

الحب الذي ليس له والد

أو مؤخرة عريضة أنكحها وأرتاح

أعرف أني أرتب صمتي

بكلمات لا تجيد النطق

لا تكسر قطعة من قلبي

وتوزعه على الناس

أعلم أني أكتب حافيا

على ورقة لا تشعل ضوء بياضها

لأي رجل مسكين

يكتب عن صمت وحب بعيد

...

حذائي المثقوب في يوم ماطر

تمزق مثل قبلة مسكينة

تتماوج في فم عاشقين

وهاهو عاطل

كحزن مات صاحبه

...

حدائي المثقوب في يوم ماطر

مشهد

أرتب أجزائه بلصاق لغة لا تكتمل 

وتشبيه لا أجد مسماره

مشتت مثل مريم اللعينة التي جاءها خطاب

...

صديقتي الأشياء كثيرة

مثل فئران دولابي الوحيد

ووجهي بارد كقبلة

لكن لماذ التراب وحده ما يبقى

من كلمات الشعراء

وما الذي يجعل الشمع

بياض لا رماد بعده

...

قولي لي يا صديقتي

لماذا  كل هؤلاء الفلاسفة

متجمهرون حول مؤخرة نملة واحدة

وما بال هذه الكلمات هنا كثيرة

حتى أن القصيدة أصبحت 

أطول من جنازة محمود درويش

أسرع من ابتسامة

...

صديقتي

أعرف أن الموت وحده

لا يكفي ليذرف البحر أمواجا جديدة

وهذه اللغة طفلة

تلوك شتائم

اكبر منها

لكن لماذا لم تتعب هذه الشجرة

من كل هذا الصمت بين جدار وجدار 

...

صديقتي

 الحب يشبه إبرة والدتي

التي تضيعها دائما

وأنت واضحة وفستانك يليق بسهرة..

 

شاعر من المغرب