يشكل المهرجان الدولي للمعاهد المسرحية تجربة رائدة اليوم في المغرب، بحكم هوية المهرجان التي اختارت أن تحتفي بالتجارب الرائدة التي اختارت التكوين الأكاديمي في المجال المسرحي وأيضا طبيعة الفعاليات التي تشهدها الدورة الحالية، الى جانب التكريم الذي يحتفي بأحد التجارب الرائدة اليوم في التكوين.

المهرجان الدولي للمعاهد المسرحية

افتتحت فعاليات المهرجان الدولي للمعاهد المسرحية يوم أمس الأحد بالمسرح الوطني محمد الخامس باحتفاء دولي ولحظات عرفان لكل من مولاي أحمد بدري، المدير الأول للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، إلى جانب جمال الدين الدخيسي، المدير السابق للمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، بحضور طلبة المعاهد المسرحية من الدول الستة المشاركة، بالإضافة إلى أسماء كثيرة من أهل المجال الفني بالمغرب.

وقد تم تسليم درع تذكاري لكل من المكرمين من قبل جمعية إيسيل المنظمة، وهو ما اعتبره جمال الدين الدخيسي "مدعاة للسرور و تكريم ذو نكهة خاصة لأنه يحصل داخل مسرح محمد الخامس الذي كان مديره سابقا، ولأنه أيضا جاء من طلبته الذين تتلمذوا على يديه ويعرفونه أكثر من غيرهم على المستوى الشخصي أو المهني، مما يجعل له قيمة أكثر".

كما اعتبر سعيد آيت باجا، رئيس جمعية جمعية إيسيل المنظمة للمهرجان بدعم من وزارة الثقافة وبشراكة مع دار الأوبرا السلطانية بعمان والمسرح الوطني محمد الخامس، في الفترة الممتدة بين 30 أكتوبر الجاري إلى غاية 4 نونبر المقبل بالعاصمة الرباط، كون تكريم، مولاي أحمد بدري، جاء لكونه "أكاديميا متفردا في المجال المسرحي أشرف على مسيرة أجيال تخرجت من أول معهد أنشئ بالمغرب لتكوين المسرحيين، ويأتي تكريمه عرفانا منا ومن كل من يسهم في هذا المهرجان لما قدمه مولاي أحمد بدري لهذا المجال طيلة سنوات عطائه"، حسب تعبيره.

من جهتها عبرت عضو لجنة تحكيم الدورة الثانية من المهرجان، الفنانة مجيدة بنكيران، عن كون "هذا الحدث الثقافي مهم على مستوى الساحة المسرحية المغربية خاصة أنه يحتفي بمسرح المعاهد العليا للمسرح، وأكيد أنه سيغني الساحة بفضل الحس التنافسي الذي يسوده، وأيضا على مستوى التجارب التي سيتم تبادلها بين المغاربة وغيرهم من الفرق الأجنبية الأجنبية المشاركة"، حسب قولها.

كما اعتبر الكاتب العام لوزارة الثقافة كون "الدورة الثانية للمهرجان الدولي للمعاهد المسرحية تعد فرصة لمعاهد الدول المشاركة وخاصة للمعهد المغربي الخاص بالتكوين في الفنون المسرحية ISADAC، لتبادل التجارب الدولية مع معاهد من القارات التلاث، خاصة أنه ثمرة للتعاون بين مؤسسات متعددة، وزارة الثقافة، والجمعية المنظمة، والمعهد العالي، بالإضافة إلى دار الأوبرا السلطانية التي تعاونت معنا لإنجاز هذا المهرجان الدولي الكبير، وأنا أعتبر أن هذه إضافة مهمة للمسرح المغربي، لأنه تمكنه من حضور دولي داخل المغرب، وهي لبنة من لبنات التي ستسمح في المستقبل من أجل تطوير الثقافة المغربية"، يقول المتحدث.

يشار إلى كون فعاليات المهرجان تظل مستمرة إلى غاية يوم الخميس المقبل، حيث سيتم اختتام الدورة بتوزيع الجوائز الخاصة بالمسابقة الرسمية للمهرجان، كما تتسم برمجة الدورة الثانية من المهرجان بغناها على المستوى الأكاديمي عبر محترفات سينشطها أهل المجال المتخصصين في كل من التشخيص والارتجال وتقنيات المونولوج والعديد من الفنون المرتبطة بالمسرح والفنون الدرامية القادمين من مختلف الدول المشاركة.

وبالإضافة إلى المحترفات، برمجت خلال أيام المهرجان ندوات دولية سيؤطرها كل من  المخرج المسرحي العالمي لويس باسكوال مدير مسرح ليور ببرشلونة ونقيب المسرحيين المغاربة والمخرج المسرحي مسعود بوحسين، ستتمحور حول الإخراج، إضافة إلى ممثلين رسمييين عن إدارة دار الأوبرا السلطانية، راضية الزجالي، وناصر الطائي الذي سيحاضر في ندوة حول تجربة أوبرا مسقط المتفردة، تحت عنوان "تجربة دار الأوبرا السلطانية مسقط في التواصل المجتمعي".

ويشار إلى كون المهرجان ينظم مسابقة ثانية إلى جانب مسابقته الرسمية، سيشارك فيها عشاق ومهنيو التصوير الفوتوغرافي، سيتم عبرها تتويج أحسن صورة في اليوم طيلة مدة المهرجان، بالإضافة إلى أنه سيتم توقيع اتفاقية شراكة بين المهرجان ومهرجان الكويت الأكاديمي من أجل تعاون مستقبلي.