جسر ثقافي بين ضفتي الحوض الغربي للمتوسط

دعا وزراء ثقافة دول الحوض الغربي للبحر المتوسط (حوار 5+5 ثقافة) الجمعة إلى ضرورة دعم المبادرات الثقافية لتحقيق التقارب بين شعوب المنطقة والمساهمة في مكافحة أشكال التطرف والتعصب. واستضافت تونس الجمعة الاجتماع الأول لوزراء ثقافة دول الحوض الغربي للبحر المتوسط الذي ضم تونس والمغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا ومالطا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال. وأكد "إعلان تونس" الذي صدر في نهاية الاجتماع على "تشجيع تنقل الفاعلين الثقافيين بين بلدان الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط وربط الصلة بين الفنانين والمهنيين في القطاع الثقافي". كما دعا إلى "دعم السياسات والمبادرات الثقافية الرامية إلى النهوض بقيم التسامح والتضامن والسلم وحرية التعبير والإبداع لتحقيق التقارب بين الشعوب والمساهمة في مكافحة أشكال التطرف والتعصب". وشدد على ضرورة مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية وخاصة في مناطق النزاع المسلح وتشجيع التدريب في هذا المجال. واتفق المشاركون في الاجتماع على النظر في إمكانية تنظيم تظاهرات مشتركة وجوائز ثقافية بدول الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط في مجالات التراث والآداب والسينما والعروض الحية والفنون التشكيلية. كما طالب إعلان تونس بتشجيع التعاون بين الدول الأعضاء لتقديم ملفات حول الممتلكات الثقافية لإدراجها على لوائح التراث الثقافي العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

وكان رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد افتتح الاجتماع في وقت سابق الجمعة مؤكدا على الحاجة الماسة في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم لا سيما في ظل الحروب والنزاعات وتنامي ظواهر التعصب والتشدد إلى أن تلعب الثقافة أدوارا إيجابية بين ضفتي المتوسط. وأضاف الشاهد أن التراث الثقافي في الحوض الغربي للبحر المتوسط يمثل بحكم تنوعه وكثافته فرصة لتنمية اقتصادية واجتماعية في دول المنطقة وهو ما يستوجب وضع خطة مشتركة للرفع من تنمية المنطقة من خلال قراءة التنمية التضامنية وتعزيز التعاون الثقافي في المجالين القانوني والمؤسسي.