شاهين

بعثت ورا بنات هالوزارة وأكابر هالدولة. جمعتهن بنت هالملك وطلعوا عبستان أبوها يشموا الهوا. طشوا(3) بهالبستان. هاي بنت الوزير وهي دايره قامت تدعس على هالحلقة. مسكت هالحلقة شدّت بيها هيك، فتحت، والاّ هو دهليز. نزلت بهالدهليز. هظلاك(4) ملتهيات طايشات. يومن نزلت والاّ هالشب مشكّل(5). وشو، قدامه هالغزلان، هالحجل، هالأرانب، مبلّش يسلخ. ما حسّ ودري إلاّ هي بتقولّه: "السلام عليك". جفل.
"وعليك السلام. شو بتكوني إنتي يا أختي؟ انسية، والاّ جنيّة؟"
قالتله: "انسيّة، خيار الانس. شو بتساوي هون؟"
قالّها: "والله إحنا أربعين شب، أخوة. وأخوتي كل يوم بروحوا عالصيد الصبح، وتالي النهار بروّحوا. وأنا بقعد هون، بقعد بساويلهن أكل."
قالتله: "طيب. إنتو أربعين شبّ، وإحنا أربعين بنت. أنا إلك، وبنت الملك لأخوك الكبير، وفلانة لفلان وفلانة لعلنتان." قسّمتهن عليهن. أوه! كيّف(6) هظاك.
"شو اسمك؟" قالها: "شاهين".
"أهلا وسهلا، شاهين".
راح، جابلها كرسي، وحطّها قدّامها. قعدت حدّه، وصاروا هذولا يتعرفوا، وصار يشويلها لحم ويطعمها، وهي توكل. ظلت تعاقب بيه(7) تَخِلِص الأكل، لمن خلص الأكل قالتله: "شاهين. كِنّه فش عندكو نُقُل؟"(8).
قالّها: "آ. في، والله". قالتله: "هاتلنا شوية، تنتسلّى".
قام. عندهنّ النُقل محطوط عالسدّة. جاب هالسلّم وطلع عالسدّة. ملّى هالمحرمة وبدّه ينزل، قالتله: "تاتناولهن منك، هات".
تناولت المحرمة منّه وسحبت السلم. رمته عالأرظ. ظلّ بالسدّة. أخذت محرمة النقل وراحت عالمطبخ. طالت هالجاطات(9). حطّت هالسدر، سقّت(10) هالأكل وحملته من الدهليز وظلت طالعة. طلعت وسكرت الدهليز، وحطته تحت هالسجرة ونادت عالبنات: "تعالوا يا بنات! تع كلوا!"
"إه! ولِكْ منين هاظ؟" قالتهن: "كلوا واسكتوا. شو بدكو إنتو. كلوا."
أكل أربعين شبّ، وهنّ أربعين بنت، طبقوا بهالأكل، أكلوا.
قالتلهن: "يلاّ! كل وحده مطرح ما كانت. يلاّ! فِلّوا!" فرعطتهن(11). هظلاك طشوا، وهي لاهتهن ونزّلت هالسدر. حطّته مطرحه، ورجعت. روحوا البنات.
نرجع لمين؟ لهظلاك(12). روّحوا هظلاك تالي النهار. اجوا على الدار،
مالاقوش(13) شاهين.
"يا شاهين" والاّ هو بِرُدّ عالسدّة.
"ولك شو بتساوي عندك؟"
قال: "والله خيّا(14) حطيت السلم عقب ما خلصت طبيخ، وطلعت تاطول شوية نقل أتسلى، وسحل السلم بي وظليت هون".
قالوله "طيب." حطوا السلم، نزّلوه.
"طيب. روح جيبلنا نتعشى."
حطوا الصيد اللّي جايبينه، وقعدوا. نزل هاظا، راح عالمطبخ تيجيبلهن يوكلوا، مالَقَاش ولا لقمة. رجع، قال: "خيا، ميكلته البساس."(15)
"طيب. هات ساويلنا شو ما كان تنوكل. مطايب(16) هالذبايح." من هون ومن هون ساوى عشا وتعشوا. حطوا روسهن وناموا. الصبح، قاموا هظول ومشيوا للصيد.
قالوله: "ها! الليلة أُخرى خلينا بلا عشا. خلي البساس توكل الأكل."
قال: "لا، خيا". هنّ طلعوا وهو شمّر وقعد صار يسلخ بهالغزلان وهالأرانب والحجل. هاذيكا(17)، عالميعاد، اجَتْله الست. اجت عبنت الملك لمت هالبنات واجو عالبستان. خلتهن يلتهوا وسقطت عليه.
"سلام!"
"عليكم السلام! أهلا وسهلا ياللّي أخذتِ الأكل وخليتيني عالسدة، وسودّتِ وجهي مع أخوتي."
قالتله: "آ. أنا اللّي بحبه بساوي فيه أكثر من هيك."
قالّها: "وأنا ع قلبي أحلى من العسل."
جابلها هالكرسي، حطّلها اياها، وجابلها شوية هالقظامة وشوية هالنقل. وقع يتسلّى هو وايّاها. ظلّت تعاقب فيه تعِرْفت إنه الأكل استوى.
قالتله: "شاهين، كنُّه فش عندكو محل خارج."(18)
قالّها: "مبلَى".(19)
قالتله: "أنا محشورة، بدّي أروح أتمشى. وين هو؟"
قالّها: "هيّاه".(20)
"طيّب. تعْ دلّني عليه". راح قالّها: "هاظا ايّاه".
قال فاتت، عملت حالها مش عارفة تقعد عليه. قالتله: "تع دلّني كيف بقعدوا عليه" (...وما بعرف شو). اجا، قال بدّه يفرجيها كيف تقعد عليه، تناولته قالتله هيك، غزته ببيت هالخارج وظلّت طالعة. راحت على الأكل سقّته وحملته وظلّت طالعة. راحت حطّته تحت هالسجرة ونادت عالبنات.
قالتهن: "تع كلوا".
"ولك منين هاظا جبتيه؟"
قالتلهن: "إنتوا عليكو توكلوا".
أكلوا، وفظوا، كل وحدة طبّت بإقليم(21) وهي ونزّلت هالسدر وطلعت. تالي النهار، هيك المغرب، أخوته اجوا عهالدار، فش(22) أخوهن. وين شاهين؟ شاهين! يا شاهين! يا شاهين! فش شاهين. دوّروا عالسدّة، دوّروا هون وهون، ما فش. اجا واحد منهن قالّهن: "بتعرفوا، انا بقولّكو هاي مسألة شاهين مش مزبوطة. هاظا شاهين مصاحِب." قال: "طيّب، روحوا شوفوا الأكل في المطبخ جيبولنا تنوكل، اسّا بيجي شاهين." راحوا عالمطبخ لاقوا إيديهن والحيط. فش أكل. قالوا: "فش أكل. راح الأكل." قالوا: "خلص، شاهين مصاحِب بيعطي الأكل لصحيبته. يلاّ هاتولنا، ساووا الموجود اسّا تنوكل."
ساووا، وتعشّوا، وبأمان الله وبدهن يناموا. واحد منهن - حيشا السامعين - حشر، بدّه يتمشّى. راح على الخارج، والاّ شاهين مطوبز(23).
"إيه! ولكو هاي شاهين، هيّاه. واقع هون."
اجوا اطلعوه. شو حالته! غسّلوله.
"ولك وين هيك؟"
قالّه: "والله خيّا من بعد ما خلّصت طبيخ اجيت تنّي اتمشّى، تزحلقت."
"طيّب، والأكل وين؟"
"والله بعلمي بالمطبخ. شو بعرّفني إن كنّها البساس أكلته؟"
قالوله: "طيّب".
ناموا. الصبح، قاموا بدْهن يمشوا. قالوله: "ها! اليوم أُخرى خلّينا بلا عشا!"
قالّهن: "لأ".
هاذولا سحبوا حالهن وراحوا. هذيك عالميعاد، بنت الوزير، جمعت هالبنات واجت عند بنت الملك، سحبتهن واجوا عالبستان. طشّوا بهالبستان، خلّتهن يلتهوا وزرقت(24) عليه. والاّ هو قاعد، يا خوي.
"سلام".
"عليك السلام، أهلا وسهلا. أول يوم عالسدّة، وأخذتِ الأكل. وثاني يوم رميتيني ببيت الخارج وأخذتِ الأكل وسودّتِ وجهي مع أخوتي."
قالتله: "أنا اللّي بحبّه بعمل فيه أكثر من هيك."
قالها: "وأنا عقلبي أحلى من العسل."
جابلها هالكرسي قعْدت. وجابلها هالنقل، وقعد يتسلى هو وايّاها. وتصّفْ حكي معه تعرفت الطبيخ استوى.
يومن(25) استوى الطبيخ، قالتله: "شاهين".
قالّها: "نعم". قالتله: "فش عندكو كنّه مشروبات تنتسلى أنا وايّاك. هاي في لحمة وفي نقل، وبنوكل وبنشرب."
قالّها: "لأ. في".
قالتله: "أي هاتلنا".
جابلها هالقنينة وحطّها وصارت تصب وتسقيه: "وهذا الكاس منشاني(26)، وهذا الكاس منشاني..." تَقَلبْ، ولا في حدا هونا. راحت جابت هالسّكر عالته(27) وعملت هالعقيدة(28). وحففته(29) ياخوي عالمزبوط، وشو؟ خلّتو بنت من أبدع البنات. جابتله شنتة(30) هالبنات، لبّسته اياها وجابلته هالمنديل حطّته عوجهه ونيّمته بهالتخت وحمّرته وبودرته، وحطّت هالمنديل عوجهه، وغطّته في هالتخت ودشّرته(31) وراحت على هالمطبخ حملت هالأكل وظلّت طالعة. أكلوا الأكل ونزّلوا السدر. المغرب، روّحوا أخوته. اجوا مالاقوش شاهين.
"يا شاهين! يا شاهين! يا شاهين!" فش حدا.
قال: "افقدوا بيت الخارج". فقدوا بيت الخارج. فش. "افقدوا السدة". فش. (إه). قال هظاك (أي الأخ الكبير): "ماقلتلكوش(32) شاهين مصاحب. أنا بقولّكو بروح مع صحيبته." قال: "افقدوا الأكل". راحوا، ما لاقوا إشي.
عاودوا عملوا مطايب هالذبايح وأكلوا وبأمان الله. بدهن يناموا. كل واحد بتخته. واحد منهن راح تينام بتخته، والاّ زبون العوافي ممدّد بالتخت والاّ هو راجع يركظ عليهن: "قلتلكو شاهين مصاحب ما صدقتونيش. تع شوفوا هياها عروسة شاهين، تع شوفوا. تع شوفوا."
جمع أخوته. كلّهن اجوا يركظوا: "عروسة شاهين! عروسة شاهين!" اجوا كشفوا عن وجهها هالمنديل. إه! هيئة الزلمة بتخفاش. عرفوه: "ولكو هاظا شاهين!" صاروا يجيبوا يكبّوا على وجهه ميّ تنُّه صحي. اطّلّع على حاله، شو لاقى حاله. شو! جابوله مراه(33)، شاف حاله، لاقى حاله محمّر ومبودر ومحفّف.
قالوله: "ها! وإسّا شو بدّك تقول."
قاله: "والله خيّا، اسمع تنّي أحكيلك المزبوط. كل يوم بتيجي على الظحى بنت، وهيك، هيك، هيك صفاتها. وقالتلي، إحنا أربعين بنت، وبنت الملك لاخوك الكبير وأنا إلك وفلانة لفلان، ععددنا. وهي اللّي بتساوي فيّ كل يوم هيك."
قالّه: "هيك".
قالّه: "آ." (هاظا أخوه الكبير).
قالّهم: "طيّب إنتو روحوا عالصيد، وأنا بدّي أعقّب هون عند شاهين. وأنا اللّي بدبّرها." وجرد هالسيف، قال، وقعد.
والله هاي عالميعاد، يا أخونا، اجت عالميعاد لمّتهن، واجوا عالبستان خلّتهن تالتهوا سقطت عليه. والله وهُو قاعد، ما حسّ الاّ: "سلام!"
"عليكم السلام! أول مرّة عالسدّة، قلنا ماشي الحال. ثاني مرّة ببيت الخارج، قلنا ماشي الحال. ثالث مرّة، عملتيني عروس، حففتيني."
قالتله: "أنا اللّي بحبه بساوي فيه أكثر من هيكا."
يمّ، وقام يقفز هاظاك، جرّد السيف واجا مروّح عليها.
قالتله: "إسمع، إنتو أربعين، وإحنا أربعين، بنت الملك إلك، وأنا لشاهين، وفلانة لفلان، وفلانة لفلان." برّدته.
قالّها: "صحيح بتحكي".
قالتله: "معلوم صحيح".
"مين اللّي بمون عليهن البنات هذول."
"أنا".
قالّها: "إنت بتموني عليهن؟"
قالتله: "آ" (شاهين قاعد. ما هو صار مجرّب. قال، عِلق).
قالّها: "طيّب. تعالي بدّي أدفعلك فيد(34) الأربعين بنت، ووين بدّك تلاقينا؟"
قالتله: "بتدفعلي فيد الأربعين بنت وبكره بتروح إنت وأخوتك بتحمولنا الحمّام الفلاني على حسابكو، وبتقف باب الحمّام واحنا بنيجي عليك، بتعدّنا ععددكو. وبنفوت عالحمّام بنتحمّم وبنطلع. كل واحد بيوخذ بنت عمّه بإيده وبظلّ مروّح."
قالّها: "هيك؟"
قالتله: "معلوم".
جابلها هالمنديل، فردته، وصار: عِدّ، عِدّ، عِدّ، عِدّ، كل وحدة إلها ميت ليرة عسملّي(35). عدّلها يا خويا فيد الأربعين بنت وأخذتهن طلعت طالعة. طلعت نادت عالبنات، اجوا. قالتلهن: "اُقعدوا هون". قعدوا تحت هالسجرة.
قالتهن: "كل وحدة تفتح إيدها، تقبض فيدها في إيدها."
"إه! ولك شو؟ مشحّرة إنتي؟"
قالت: "بدهاش ولا كلمة. كل وحدة تقبض فيدها عالسّكت."
كل واحدة عدّتلها فيدها بإيدها وقالتهن: "يلاّ قوموا تنروّح". وسحبوا حالهن وروحوا.
هظاكَ، عقب ما راحت، قالّه شاهين: "أنا خيّا ضحكت عليّ، كانت توخذ أكل مني، لكن إنت ضحكت عليك أخذت المصريات."(36)
قالّه: "أنا تضحك عليّ؟ بكره بتشوف."
ثاني يوم، تعوّقوا هاذول، ما راحوش عالصيد، راحوا حَمُوا الحمّام هاظا. أخذوه بكياسهن، ووقف برّا باب الحمّام ينطرهن تييجوا. قامت الصبح فرّت عالبنات لمّتهن كلّهن وبنت الملك من الجملة وساقتهن قدّامها وراحت عالحمّام هي وياهن. والاّ هو واقف الأفندي باب الحمّام. قاموا يفوتوا عاد، وحدة وحدة. عِدّ، عِدّ، عدّهن أربعين، مزبوط. أي فاتوا عالحمّام، وتحمّموا، وبأمان الله. عقب ما تحمّموا ولبسوا أواعيهن(37) قالتهن، هي هالمعلونة: "كل وحدة تشخ بالجنطاس(38) تبعها اللّي تغسلت فيه، وصُفّوهن ربق هيك." كل وحدة شخت بالجنطاس تبعها صَفوهن ربق، أربعين. الحمّام إله باب ثاني من مطرح ثاني لغاد(39). قالتهن: "الحقوني جاي". فتحت هالباب وظلت نافدة هي وايّاهن. هاظا نطر سيعة(40)، سيعتين، ثلاث، أربعة. ما طلعوش. إه! قال: "طوّلوا".
قاله شاهين: "خيا، راحوا"
قال: "ولك وين راحت؟ فاتوا يتحمموا."
قاله: "طيب، فوت".
فاتوا يا خويا عالحمام، اجوا لاقوا صاحب الحمام جوا.
"وين راحوا البنات اللّي فاتوا لهون."
قاله: "يا عمي، زمان طلعوا هظلاك."
"ومنين طلعوا؟" قاله: "طلعوا من هون."
شاهين، ما هو مكاعر، (41) اتطلع، شافهن هذولا مصفوفات ربق.
قاله: "خيا". قاله: "مالك؟"
قاله: "تعال. هياهن الأربعين. شايفهن؟ اتطلع، صاففتلك اياهن." سحبوا حالهن وروحوا. قالوا: "وبعدين، كيف بدنا نساوي؟"
قالهن شاهين: "أنا بدبرهن. دشروهن."
هاظا ثاني يوم شاهين عمل حاله اختيارة(42) ولبس لبس اختيارة، وحط هالمسبحة برقبته وسحب حاله وظل نافد عالمدينة. هاذيك جامعة البنات وقاعدة هي وايّاهن من جنب الشارع. وهو جاي غاد، شافته عرفته. لكشت(43) البنات قالتلهن: "إسّا أنا بطلع أنادي عليه. إنتو بتقولوا، هاي خالتي! أهلا وسهلا بخالتي!" يمّ، بس شافته قرَّب فتحت هالباب وطلعت تركظ: "أهلا، أهلا! أهلا وسهلا بخالتي!" ومسكته من إيده وجرته وفوتته عندهن على المحل: "أهلا وسهلا بخالتي" وسكروا عليه.
"اشلحوا يا بنات، اشلحوا أواعيكو. واللّه زمان صارلنا عن غسيل ديّات خالتي، خليها تغسللنا."
"يا خالتي، واللّه تعبانة، واللّه ماني غادرة."(44)
"بِصِرْش(45). والله يا خالتي زمان صارلنا عن غسيل ديّات خالتي."
شلّحت هالأربعين بنت، خلّت كل وحدة بس عليها إشي سترة، ورموله هالأواعي. ظل ينبط غسيل للظهر. قالت: "يا بنات تعالوا، والله زمان عن غسيل ديّات خالتي، خلّي خالتي تغسّلنا."
كل وحدة لبست مزاط(46) وقعدوا. تَغَسلتهن كلياتهن، إلاّ هي شو! الاّ هو منتهي. صارت كل وحدة تتغسّل وتقوم تروح تلبس أواعيها تغمزها هاذيك تقولّها الإزار هاظا اللّي كانت لابسته تطويه وتبرمه وتعقد راسه مثل الكرباج تخلصوا الأربعين.
عند ما خلّصوا الأربعين، قالت: "خالتي ولكو يا بنات غَسلتلْنا وغسّلتنا، بدناش نغسّلها؟"
"يا خالتي، بديش(47) اتغسل، منشان..."
قلتلها: "بصرش يا خالتي. والله ما بصير. إه، تغسليلنا وتغسّلينا، ومنغسّلكيش؟ والله ما بصير. تعوا يا بنات." غمزت هالبنات عليه. دقّوا بيه، غصباً عنّه (أربعين! شو بدّه يساوي؟)، زقطوه(48)، شلّحوه أواعيه، والاّ هو زلمة!"(49)
"ولكو هاظ زلمة، هاظ مش خالتي. عندك إياه!" وبهالكرابيج، وكل وحدة جادلة هالمزهر(50) تبعها وعاقدته. حطّوه بيناتهن، وبهالكرابيج. سقع(51) وهو مزلبط(52)، إرقع من هون، قلّب من هون، ردّد من هون، وهو ينط بيناتهن ويصيح. وهي تقولّهن: "ولك عندك إياه! هاي مش خالتي، هاظ زلمة"، تأهلكوه عالخالص.
عندْ ما عرفت انّه انتهى، غمزتهن يخلوا عن الباب. أخلوا عن الباب، وهو يفتح الباب ويجيك طالع مزلبط بزيق ربه يركظ. أخوته قاعدين. ما حسّوا والاّ هو جاي عليهن مزلبط، شو حالته؟
فزّوا هاظول مثل المجانين: "ولك شو مالك؟ ولك شو صابك؟ تعال، تعال."
"استنْوا. ولك هيك هيك هيك صار معاي."
قالوا: "وبعدين".
قال: "بعدين والله ما إلنا الاّ غير كل واحد يروح يطلب بنت عمّه من أبوها ويتجوّزها. وأنا بدّي أروح أطلبها، وأيمتا ما اجت هون(53)، بدّي أذبحها. ما عاد إلها قصاص غير هيكا. أنا بدبِّرها."
قال: "طيّب".
سحبوا حالهن وراحوا كل واحد طلب بنت عمّه من أبوها. أعطاه. هي ملعونة، وصّت أبوها إنّه إن اجا حدا حكى بي، تعطيش غير ما تردّ الخبر عليّ. اجا حكى. قالّه: "تنّي أشاورها". راح قلّها. قالتله: "أعطيه. بس بشرط في مهلة شهر تنّكو تكسوا(54) وتخلصوا حالكو."
هاي لـمّـن انطلبت، خلّت أبوها تَطِلعْ راحت لبست بدلة أبوها وسحبت حالها وتلثمت واجتك نازلة عالنجار.
"نجار!"
"نعم، حظرة الوزير".
قالّه: "إسّا ببقى أبعثلك سرية(55). بتشوف طولها وبتساوي صندوق عقدّها.
بكره بدّه يكون خالص. ها! بقطع عمرك! مش تعوّقها سيعتين عندك."
قالّه: "لأ يا سيدي".
جلدته كرباجين وظلّت طالعة. دغري، وين؟ عالحلونجي.
"حلونجي".
"نعم".
قالّه: "إسّا بوديلك سرية بتشوفها بتشوف شكلها وبتشوف طولها، وبدّك تساويلنا لعبة حلاوة مثل حكايتها بالتكميل. مش تنصبها سيعتين عندك، بقطع عمرك."
قالّه: "أمرك يا وزير".
جلدته كرباجين وظلّت طالعة. راحت غيّرت ولبست أواعيها العادة ونزلت عالنجار وقعدت عنده شوي، وطلعت راحت عند الحلونجي وقعدت عنده شوي وظلّت مروّحة.
لبست بدلة أبوها وجابت الكرباج واجت. اجت عالنجار.
"نجار!"
"نعم يا سيدي الوزير".
قالّه: "نعامة تقطع عمرك! ببعثلك السرية، وبتنصبها عندك سيعتين! ها!"
وبالهكرباج نزلت فيه رَقِع.
"دخلك يا سيدي، منشان أساوي عقدّها."
دشّرته وظلّت طالعة عالحلونجي. الثاني جلدته أكم من كرباج وظلّت مروحة.
ثاني يوم، ودّت العبد تبعها، قالتله: "بتروح بتوخذ صندوق الخشب من عند النجار وبتروح عند الحلونجي بتحط لعبة الحلاوة بالصندوق وبتِحمْله وبتجيبلي اياه لهون."
"طيّب".
راح، جابه. حطت هالصندوق، قالت لامّها: "يمّا اسمعي. هاي أمانة، أيمتا ما جيتوا توخذيني وتحملوا جهازي بدّك تحمّلي هاظ الصندوق مع الجهاز وتحطّيه بالأوظة(56) اللّي بدكو تحطّوني بيها."
"يا يمّا... شو بدهن يقولوا؟ بنت الوزير مطلّعة معها صندوق خشب! (ما بعرف شو)، بصيروا الناس يحكوا عليك."
قالتلها: "هاظا مش شغلك. أنا هيك بدّي."
يومنهن اجوا عاد بدهن يوخذوها، جهزوا هالعروس وحطّولها جهازها وحمّلوا هالصندوق وأخذوه. فوّتوه، حطّوه مثل ما قالتهن. حطّوه بالأوظة اللّي حطّوها فيها. بس فاتت عالأوظة وفوّتوا الصندوق، جت لهالناس، كشّتهن.
"يلاّ! كل وحدة تروح". اطْلَعت الناس وسكّرت باب هالأوظة وقامت يا حبيبي، وقامت هاللعبة من هالصندوق. شلحت أواعيها، لبستهن لهاللعبة. حطّت هالذهبات برقبة هاللعبة وجابت هاللعبة صمدتها مطرحها على المصمدة وربطت بيها خيط برقبتها وهي راحت تخبّت تحت التخت وفتحت باب الأوظة.
هاظا مغيّب المسألة سيعة زمان، سيعتين زمان، واجا. اجا، شو، قال زرمان(57) وساحب هالسيف وبدّه يذبحها. بدّشّ يتجوزها. لمنّه فات عن هالعتبة، تطلّع هيك، لاقاها مصمودة.
قالها: "آ. أول مرّة خليتني عالسدّة واخذتِ الأكل، قلنا ماشي الحال. ثاني مرّة رميتيني ببيت الخارج واخذتِ الأكل، قلنا ماشي الحال. ثالث مرّة حففتيني وسوتيني عروس واخذتِ الأكل، قلنا ماشي الحال. عاودتي ما كفاكيش(58) ظحكتِ علينا الكل واخذتِ فيد أربعين بنت ورحتي تخلّيلنا كل واحد خرية بالجنطاس!"
وهي كل ما حكي كلمة تقول بالخيط هيكا يهز راسها. قالّها. "يعني كل هاظا وبعدين كمّلتيها... أهلا وسهلا بخالتي... زمان إلنا عن شوف خالتي... وزمان صار لنا عن غسيل خالتي... وتنبّطيني غسيل النهار... وبعدين بدنا نغسّل خالتي... والله لاحرق قلب خالاتك وعمّاتك..."
قال، وهي تهزّلُّـه براسها هيك. قالّها: "يعني ولا خايفة ولا متعذرة" يمّ، اجا جرد هالسيف وقام يندفها. شف راسها. طارت نتفة - عذمّة الراوي - اجت بثمه. تلعّق(59) بيها هيك، لاقاها حلوة. قال: "أخ يا بنت عمّي. هاي بمماتك حلوة هالقدّي، كيف بحياتك؟"
هذيك ما هي لابدة تحت التخت. فزت عبطته من ورا.
قالتله: "يا بن عمّي هياني أنا طيبة."
وتجوّزها وعاشوا مبسوطين.
وهاي حكايتي حكيتها، وعليكو رميتها.

(1) مالَشّ: ليس له
(2) مفلّسين: لا شيء نقوم به أو نشغل به وقتنا
(3) طشوا: تفرقوا، أي تفرقن
(4) هظلاك: أولئك (البنات)
(5) مشكّل: مشمّر عن أكمامه
(6) كيّف: فرح أو اغتبط
(7) تعاقب بيه: تلهيه بالحديث
(8) نُقُل: مكسّرات
(9) جاط: ماعون، طبق
(10) سقّت: سكبت، صبّت
(11) فرعطتهن: صرفتهن
(12) لهظلاك: أولئك (أي إخوة شاهين)
(13) مالاقوش: لم يجدوا
(14) خيّا: يا أخي
(15) البساس: القطط
(16) مطايب: يقصد بها القلوب والأكباد والكلى
(17) هاذيكا: تلك (أي بنت الوزير)
(18) محل خارج: حمام أو مرحاض
(19) مبلى: بلى
(20) هيّاه: ها هو ذا
(21) طبّت بإقليم: أي انتشرن وتوزعن في الأرجاء
(22) فش: غير موجود
(23) مطوبز: رأساً على عقب
(24) زرقت: تسللت
(25) يومن: ما إن
(26) منشاني: لأجلي، كرمى لي
(27) عالته: وضعته على النار
(28) العقيدة: عقيد السكر والليمون وهو معجون تستخدمه النساء لنزع الشعر عن الجسم.
(29) حففته: جمّلته من خلال نزع الشعر عن جسمه
(30) شنتة: فستان
(31) دشّرته: تركته
(32) ماقلتلكوش: ألم أقل لكم
(33) مراه: مرآة
(34) فيد: مهر
(35) عسملّي: عثماني
(36) المصريات: الفلوس
(37) أواعيهن: ملابسهن (الأواعي: الملابس)
(38) الجنطاس: الماعون
(39) لغاد: أبعد
(40) سيعة: ساعة (سيعتين: ساعتان)
(41) مكاعر: ذو خبرة
(42) اختيارة: امرأة عجوز
(43) لكشت: غمزت
(44) ماني غادرة: لا أقدر، لا أستطيع
(45) بِصِرْش: لا يجوز
(46) مزاط: ستار أو مئزر
(47) بدّيش: لا أريد
(48) زقطوه: مسكوه أو قبضوا عليه
(49) زلمة: رجل
(50) المزهر: المئزر
(51) سقع: شعر بالبرد
(52) مزلبط: عارٍ
(53) أيمتا ما اجت: متى ما جاءت
(54) تنّكو تكسو: إلى أن تحضروا كسوة العروس أي جهازها
(55) سرية: جارية
(56) الأوظة: الغرفة
(57) زرمان: مغتاظ، مستاء
(58) كفاكيش: ألم يكفك
(59) تلعّق: تذوق