أعلن عن المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية للسنة القادمة 2018، وقد تم برمجة العديد من الأنشطة والفعاليات يوجزها هذا التقرير تتضمن مطبوعات ومعارض فنيّة ومشاريع بنيةٍ تحتيةٍ ثقافية، وهي أنشطة ستعكس الجانب التنويري للدين لإسلامي، كما ستشكل الانطلاقة الفعلية لإطلاق مشاريع كبرى للاستثمار الثقافي.

المحرق عاصمة الثقافة الإسلاميّة 2018

أعلنت هيئة البحرين للثقافة والآثار اليوم الأحد الموافق 23 أبريل 2017 في لقاءٍ عُقد بمتحف البحرين الوطني عن مجموعةٍ من الفعاليات والبرامج الخاصة باحتفاء "المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية 2018"، وذلك بحضور معالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، ومعالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار وعددٍ من قيادات الأعمال والشخصيات الاقتصادية بمملكة البحرين.

وفي بداية اللقاء تقدمت معالي الشيخةّ ميّ بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار بالشكر الجزيل للدكتور عبدالعزيز التويجري على حضوره ودعمه للمشاريع والبرامج المستقبلية للعام القادم، والتي تعكف الهيئة على تنفيذها بالتزامن مع اختيار المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية 2018.

وأكدت معالي الشيخة ميّ على أهمية الاستدامة في المشاريع الثقافية، والتي تركز على تأسيس بنية تحتية ثقافية للأجيال القادمة، عبر أنشطة وفعاليات ذات امتداد وعمقٍ يضمن بقاء أثرها لما بعد انتهاء عام 2018. وقالت معاليها: "إن إعلان اليوم لقيادات الأعمال والمستثمرين والمسؤولين عن برامج وفعاليات المحرق عاصمة الثقافة الإسلامية للعام القادم، له مدلول أعمق حيث انطلق مشروعنا الخاص بالاستثمار في الثقافة من المحرق عبر مبادرةٍ شخصية، وكان لدور القطاع الخاص الأثر البارز في إنجاح ذلك المشروع.

كما شددت معاليها بأن أهم المشاريع الثقافية التي أسست خلال السنوات العشر الأخيرة لبنية تحتية جاءت ضمن مشروع الاستثمار في الثقافة، والذي أصبح نموذجاً عربياً ودولياً، خصص من أجله مؤتمر دولي عام 2015 جمع في مسرح البحرين الوطني عدداً من مسؤولي الثقافة والمؤمنين بها من مختلف دول العالم.

ولفتت معاليها إلى أن الهيئة ستقدم خلال العام القادم مجموعة من الفعاليات والبرامج والأنشطة التي ستعكس الصورة الواقعية الجميلة عن الإسلام، ودور الفنون والعمارة في إيضاح الجانب المضيئ والحقيقي عنه، وكذلك ستعكس المشاريع الحضارية الجانب التنويري في الإسلام.

من جانبه ألقى معالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة كلمةً شكر فيها معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة اليحرين للثقافة والآثار على استضافتها له، كما أعرب عن سعادته بهذا اللقاء التعريفي والذي تعلن من خلاله هيئة البحرين للثقافة والآثار عن برامجها للاحتفاء بالمحرق عاصمةً للثقافة الإسلامية 2018، مشيدًا بالعمق التاريخي لهذه المدينة العريقة بتاريخها وإرثها الإنساني، كما ذكر الدكتور التويجري اهتمام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بهذه المناسبة التي انطلقت من مكة المكرمة حين كانت عاصمةً للثقافة الإسلامية عام 2005، وأوضح أن الاحتفاء يشمل 3 عواصم إسلامية حول العالم تحمل كلٌ منها مكانةً متميزة وعطاءً واضحًا في مجال الثقافة.

واستعرض معالي الدكتور عبدالعزيز التويجري التجارب الناجحة لعددٍ من العواصم الإسلامية التي تم اختيارها من قبل المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة، وما شهدته تلك العواصم من مظاهر وفعاليات ثقافية جميلة كمدينة سنار بجمهورية السودان، ومشهد بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكمبالا بجمهورية أوغندا. منوهًا أن الاحتفاء بعواصم الثقافة الإسلامية مستمر حتى نهاية العام 2025، ليتم بعدها إدراج عواصم مختلفة. وأشار التويجري في كلمته إلى ما لمملكة البحرين عمومًا وللمحرّق على وجه التحديد من مكانةٍ خاصة يدركها قارىء التاريخ والمهتم بالشأن الثقافي، واعتبرها من أصول الحضارة العربية.

كما توجه التويجري في كلمته بالشكر مجددًا لمعالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، والتي أطلعته خلال زيارته للبحرين على أهم المواقع الثقافية والتراثية في المنامة والمحرّق مشيدًا بجهود هيئة الثقافة التي حفظت القيمة التاريخية لأبرز معالم البحرين.

وشدد التويجري في ختام كلمته على أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية للمدن التاريخية لافتًا إلى ماتتعرض له مختلف مدننا وعواصمنا الإسلامية من زحف عمراني يشكل تهديدًا على هذا الإرث العظيم. كما اعتبر هذا اللقاء منصةً مناسبة لإطلاق صرخةٍ تدعو للتمسك بإحياء معالمنا الثقافية التاريخية.

يذكر أن هيئة البحرين للثقافة والآثار أعلنت خلال اللقاء عن أبرز المشروعات التي تعتزم إطلاقها العام المقبل، حيث ستكون هناك "مطبوعات المحرق .. عاصمة الثقافة الإسلامية 2018"، وهي سلسلة مؤلفات تتناول موضوعات مختلفة حول مدينة المحرق وسير أبرز شخصياتها وذاكرة أهلها، وذلك بهدف إثراء المكتبة المحلية والعربية بكتب تتناول خصائص المدينة. كما ستتم طباعة نسخة فاخرة من القرآن الكريم مشغولة بالزخارف الإسلامية وفنون الخط العربي، بالإضافة إلى إصدار دراسة معمارية حول مآذن البحرين وتأثير الهندسة والعمارة الإسلامية الشاهدة على تاريخ المملكة.

وسيكون الفن حاضراً في فعاليات عام 2018 ، وذلك عبر إنجاز عددٍ من الأعمال الفنية في أهم ساحات المحرّق وطرقاتها العامة، بينها: "سرب طيور" للفنان خليل الهاشمي، وتكوين فني مميز يحمل عنوان "ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون"، وهو عبارة عن أعمال مشغولة بالخط العربي للفنان إبراهيم، فيما يقدم الفنان علي المحميد عملاً فنياً بعنوان "اللوهة" مستوحى من أحد أشهر الطيور البحرية في البحرين.

بينما تستوحي هيئة البحرين للثقافة والآثار فكرة إنشاء مرفأ لقلعة عراد، يمكّن السائحين والزوار من التعرف على تاريخ القلعة وموقع طريق اللؤلؤ، وسيكون المشروع مستكملاً لتجربة الزائر لمتحف البحرين الوطني للتنقل من موقعي المتحف والمسرح الوطني إلى موقع قلعة عراد مروراً بقلعة بوماهر ومركز زوار طريق اللؤلؤ. كما أعلنت الهيئة عن مشاريع تهدف إلى تفعيل مبانٍ ومنشآتٍ ذات قيمة تاريخية وثقافية منها إقامة خيمة دائمة للاحتفالات في قلعة عراد، وإعادة تأهيل واجهة نادي البحرين الرياضي، وإضاءة جسر الشيخ عيسى، وترميم المبنى التاريخي لمدرسة الهداية الخليفية، والعروض المسائية بعنوان الصوت والضوء بقلعة بوماهر، وإنجاز المسرح العائم القابل للحركة والتنقل بين المواقع المختلفة، إضافة إلى تجميل الطرق من مطار البحرين الدولي إلى المرفأ المالي، وكذلك قوارب نقل الزوار وبناء متحف الفن الحديث الذي قامت بتصميمه المهندسة العالمية الراحلة زهاء حديد.